إعطاء العباد يُعتبر إعطاءًا لله تعالى



 ورد في الحديث القدسي: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضتُ فلم تَعُدْني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أن عبدي فلانا مرض، فلم تَعُده؟ أما علمت أنك لو عدتَه لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتُك ولم تُطعمني. قال: يا ربّ كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تُطعِمه. أما علمتَ أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسْقيتُك فلم تسقني. قال: يا رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تُسقه. أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي" (مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل عيادة المريض).

يقول المصلح الموعود (رضي الله عنه) في التفسير الكبير:

اعترض المسيحيون على هذا الحديث النبوي مع أن إنجيلهم ذكر نفس كلمات الحديث، فقد ورد فيه: (ثم يقول الملك للذين عن يمينه، تعالوا يا مباركي أبي، رِثُوا الملكوتَ المعدَّ لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعتُ فأطعمتموني، عطشتُ فسقيتموني، كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسوتموني، مريضا فزرتموني، محبوسا فأتيتم إلي. فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا فأطعمناك أو عطشانا فسقيناك. متى رأيناك غريبا فآويناك، أو عريانا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك؟ فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم، بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم) (متى25: 34 - 45)
تبيّن هذه الفقرة الإنجيلية أن إعطاء العباد يُعتبر إعطاءًا لله تعالى.