البقاء بصحة جيدة خلال فصل الشتاء



 بقدر ما نحب تساقط الثلوج في حدائقنا وراحة فنجان الشاي الدافئ في اليوم الشتوي البارد، فإن مثل هذا اليوم يعتبر أيضًا من أكثر الأمور خطورة عندما يتعلق الأمر بصحتنا وعافيتنا لاسيما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري والربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن أو أي حالة قد تعرض المناعة للخطر وتجعلنا أكثر عرضة للعدوى الخطيرة.
في الواقع، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة العام الماضي، كان هناك 31800 حالة وفاة في فصل الشتاء بسبب أمراض البرد مقارنة مع 20800 في العام السابق. ثلث هذه الوفيات الشتوية نجمت عن الالتهابات التنفسية. لذلك من الأهمية بمكان أن نتخذ احتياطات إضافية في رعاية صحتنا وكذلك صحة المسنين أو الضعفاء من أفراد عوائلنا وأحبائنا، الذين قد يتعرضون لخطر أكبر خلال هذا الوقت من العام. فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة التي يطرحها علي المرضى حول الحفاظ على صحتهم خلال فصل الشتاء وما أوصي به:

يتعكر مزاجي خلال فصل الشتاء، ما سبب ذلك وكيف يمكنني السيطرة على ذلك؟
تشير التقديرات إلى أن مليوني شخص في المملكة المتحدة يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، المعروف أيضًا باسم "الاكتئاب الشتوي". ومن أعراضه التقلب المزاجي والتهيج والتعب. وتصل هذه الأعراض إلى ذروتها بين ديسمبر وفبراير ويعتقد أن سببها انخفاض مستويات ضوء الشمس. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعطيل ساعة جسمنا الداخلية وكذلك إلى تقليل مادة السيروتونين الكيميائية في الدماغ، والتي تؤثر على الحالة المزاجية ومستويات الطاقة.
إن المشي يوميا لمدة ساعة واحدة على الأقل، وخاصة في منتصف النهار وفي الأيام المشرقة، أو الجلوس بالقرب من النوافذ لمدة ساعتين يوميًا، يحسن من أعراض الاكتئاب الشتوي، وقد أظهرت الدراسات أيضًا أن المحافظة على دفء الجسم يمكن أن تقلل من أعراض هذا الاكتئاب. ومع ذلك، إذا وجدت أنك تعاني من تقلب في المزاج على الرغم من هذه الجهود، فعليك بزيارة طبيبك، حيث قد تحتاج إلى التفكير في العلاجات النفسية أو في بعض الحالات بتناول بعض الأدوية.

هل هناك فيتامينات تنصحين بتناولها خلال فصل الشتاء؟
أظهرت الدراسات أن الزنك يمكن أن يسرع من الشفاء من أمراض البرد ويقلل من شدة الأعراض إذا تم تناوله خلال 24 ساعة من ظهور أعراض المرض. ومن المفيد أيضًا زيادة تناول فيتامين سي والتأكد من أنك تتناول الكثير من الفواكه والخضروات وتحافظ على كمية جيدة من السوائل. إن الأمراض الفيروسية وتدفئة منازلنا تزيد من خطر الجفاف، لذا فإن تناول السوائل الكافية أمر مهم جدًا طوال أشهر الشتاء - وللأسف الشاي والقهوة لا تدرجان في قائمة هذه السوائل!

إن قلة ضوء الشمس يسبب أيضًا نقصًا في فيتامين (دال) وهو مهم جدًا لصحة العظام والعضلات.
تحتوي الأطعمة مثل الأسماك الزيتية واللحوم الحمراء والبيض على كميات جيدة من فيتامين (دال) لذا فمن المستحسن تناول فيتامين (د) كمكملات غذائية خلال أشهر الشتاء لتجنب هذا النقص.

ما مدى أهمية الحصول على لقاح الإنفلونزا؟
في المتوسط، يموت ثمانية آلاف شخص بسبب الإنفلونزا في المملكة المتحدة كل عام. وعلى الرغم من هذه الإحصائية المروعة، فإن معظم الناس يتجاهلون الدعوات الموجهة لهم للحصول على لقاح الإنفلونزا لأنهم يشعرون أنهم لن يكونوا بسببها على ما يرام. لكن هذه مجرد خرافة فلا يوجد أي فيروس نشط في لقاح الإنفلونزا. وهو لن يجعلك تصاب بالإنفلونزا وإنما سيمنع آثارها الخطيرة على المصاب. لذا، إذا عرض عليك طبيبك أخذ هذا اللقاح، فتأكد من عدم التأخر في أخذه.

ماذا أفعل إذا أصبت بالإنفلونزا؟
الإنفلونزا مرض معدٍ ويمكن أن ينتشر بسهولة إلى الآخرين. ومن الأرجح أنك ستنقله للآخرين في أول 5 أيام بعد الإصابة به.
الإنفلونزا فيروس لذا فإن المضادات الحيوية لن تساعد في تخفيف الأعراض. ومن المهم أن تأخذ قسطًا من الراحة وتحافظ على دفء جسمك. تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لخفض درجة حرارتك (إذا لم تكن هناك موانع لذلك)، واشرب الكثير من الماء لتجنب الجفاف.

تنتشر الإنفلونزا عن طريق السعال والعطس ويمكن لجراثيمها أن تعيش على اليدين والسطوح لمدة 24 ساعة. لذا لتقليل خطر انتشار الإنفلونزا، اغسل يديك جيدًا بالماء الدافئ والصابون، واستخدم المحارم الورقية حتى لا تنتشر الجراثيم عندما تسعل أو تعطس، ثم ارمها فس سلة القمامة في أسرع وقت ممكن.
يمكن أن تكون أعراض الإنفلونزا أيضًا علامة على حدوث عدوى أكثر خطورة. لذا، إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، فلا تؤخر زيارة الطبيب أبدًا.