معنى ملك اليمين، شروط صحة الطلاق، وحكم الطلاق بالثلاثة شفهيًا
معنى ملك اليمين، شروط صحة الطلاق، وحكم الطلاق بالثلاثة شفهيًا
سأل أحد العرب أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد (أيده الله تعالى بنصره العزيز) الأسئلة التالية:
1- ما معنى "ملك اليمين"؟
2- ما هي شروط صحة الطلاق؟
3- ما حكم الطلاق مرة واحدة أو بالثلاثة شفهيًا؟
فرد أمير المؤمنين (نصره الله) برسالة مؤرخة في 14/01/2020 بالرد التالي:
1- في أوائل الإسلام، كان أعداء الإسلام يجعلون من المسلمين هدفًا لأنواع مختلفة من الفظائع، وكانوا إذا قبضوا على زوجة مسلم فقير ومظلوم، يدخلونها في زوجاتهم كعبدة، وعليه، ووفقًا للأمر القرآني "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا"، فإن النساء اللواتي جئن مع الجيش المهاجم للإسلام لنصرته، يمكن أن يؤخذن أسيرات حرب وفقًا لعرف تلك الحقبة. ثم، إن لم تكسب هؤلاء النساء حريتهن من خلال دفع الفدية أو من خلال المكاتبة [اتفاق بين العبد والسيد، حيث يعرض العبد دفع المال من أجل إطلاق سراحه]، فيتم توزيعهن بين الجيش حيث لم تكن هناك سجون وما إلى ذلك لاحتجاز أسرى الحرب في تلك الأيام. وتسمى أسيرات الحرب في المصطلح الإسلامي باسم "ملك اليمين" .
علاوة على ذلك، فيما يتعلق بملك اليمين، على المرء أن يتذكر أيضًا أن الإسلام لا يبيح مطلقًا لأي شخص أن يأسر نساء العدو أو أن يستعبدهن لمجرد أنه في حالة حرب معهم. تعاليم الإسلام هي أنه لا يمكن أسر أي شخص إلا إذا وقعت حرب نظامية. قال الله تعالى في القرآن الكريم: "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىَ حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 68)
وهكذا، ونظرًا لوجود حالة الحرب النظامية، كان يتم أسر النساء المتواجدات في ساحة المعركة فقط واللائي كن هناك للقتال، وبالتالي لم يكنّ مجرد نساء عاديات، بل جئن إلى هناك عدوات مسلحات. وحيث أن الإسلام لا يحبذ على الإطلاق استعباد الناس. ففي المراحل الأولى من الإسلام، كان لا بد من منح إذن مؤقت لذلك في ظل الظروف الخاصة بتلك الحقبة. ومع ذلك، فقد شجع الإسلام والنبي الكريم بحكمة عظيمة على عتق حتى هؤلاء الإماء وأكدا على وجوب معاملتهن معاملة طيبة حتى ينلن بأنفسهن حريتهن أو يطلق سراحهن.
وبمجرد أن انتهت هذه الشروط المحددة واتخذت قوانين الدولة شكلاً جديدًا، كما هي الحال الآن، فقد انتهى تبرير استعباد الناس. الآن، وفقًا للشريعة الإسلامية، لا يوجد أي مبرر مطلقًا للاحتفاظ بالعبيد والإماء. في الواقع، لقد أعلن الحكم العدل، المسيح الموعود عليه السلام، أن هذا الأمر "حرام" في ظل الظروف الحالية.
2- أما عن شروط [صحة] الطلاق فإذا طلق الرجل زوجته بمحض إرادته مع وعي كامل، سواء شفهيًا أو كتابيًا، يصبح الطلاق نافذًا في الحالتين.
3-وبالمثل، فإن الطلاق الذي ينطق به شفهيًا مرة واحدة يعتبر نافذًا، ولكن يحق للزوج المصالحة (الرجوع) خلال مدة العدة بشرط ألا يكون قد وقع الطلاق الثالث. فبعد الطلاق الثالث لا يستطيع الزوجان الرجوع والمصالحة في فترة العدة ولا أن يعقدا قرانهما مرة أخرى بعد فترة العدة إلا إذا تحقق شرط "حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ"، أي أن تتزوج المرأة رجلاً آخر، وتقيم علاقة زوجية معه، ثم تنفصل عنه فيما بعد عن طريق الطلاق أو الخلع دون نية مسبقة. أو إذا مات هذا الزوج، فيحق لها أن تتزوج مرة أخرى من زوجها السابق. إلا أن الطلاق الذي ينطق به ثلاث مرات في جلسة واحدة يعتبر طلاقًا واحدًا فقط.
هناك حادثة عن حضرة ركانة بن عبد يزيد مذكورة في كتب الحديث: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "طَلَّقَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ أَخُو بَنِي الْمُطَّلِبِ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ، فَحَزِنَ عَلَيْهَا حُزْنًا شَدِيدًا، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ طَلَّقْتَهَا؟" قَالَ: طَلَّقْتُهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ: "فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟" قَالَ: نَعَمْ قَالَ: "فَإِنَّمَا تِلْكَ وَاحِدَةٌ فَأَرْجِعْهَا إِنْ شِئْتَ" فَرَجَعَهَا.
ثم طلقها الثانية في زمن عمر (رضي الله عنه)، والثالثة في زمن عثمان (رضي الله عنه). (مسند أحمد بن حنبل، مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عباس) "