هل استهلاك اللحوم ضروري لنظام غذائي صحي؟
هل استهلاك اللحوم ضروري لنظام غذائي صحي؟
أصبح النظام النباتي والنباتي الخالي من منتجات الألبان شائعين بشكل متزايد في المجتمع، خاصة بعد أن روج الرياضيون والمدربون المحترفون للفوائد الصحية للنظام الغذائي النباتي بالكامل. شجع الاتجاه المتزايد للنباتيين النقاش الدائر حول الجدل المتعلق باستهلاك اللحوم. في بعض أنحاء العالم، يضطر الناس إلى اتباع نظام غذائي نباتي أو نباتي خالٍ من منتجات الألبان بسبب نقص الموارد أو القيود الاقتصادية. أما في الغرب، فتناقش الفوائد والخلافات المتعلقة باستهلاك اللحوم، كما ويثار النقاش حول التبرير الأخلاقي للنظام الغذائي غير نباتي.
تشمل الخلافات حول استهلاك اللحوم أخلاقيات قتل الحيوانات من أجل الاستهلاك البشري والقيمة الغذائية المضافة للأغذية الحيوانية المصدر، والمخاطر الصحية المرتبطة بتناول اللحوم، والآثار العملية لنظام غذائي خالٍ من اللحوم.
في هذه المقالة، سوف نتحرى من منظور علمي دور اللحوم في النظام الغذائي الصحي والمتوازن.
متى بدأ استهلاك البشر للحوم؟
لعبت اللحوم دورًا مهمًا ومحوريًا في تطور الجنس البشري. تشير الأدلة الأثرية إلى أن البشر الأوائل قد استهلكوا اللحوم كمصدر للغذاء والطاقة منذ أربعة ملايين عام، وتبين أن استهلاك اللحوم قد أدى إلى العديد من التعديلات بما في ذلك الزيادة السريعة في حجم الدماغ، وتغيير بنية القناة الهضمية. بالنسبة لحجمها المادي، يمتلك الإنسان دماغًا كبيرًا جدًا وأمعاءًا صغيرة جدًا. لذلك ولتحسين مدخول الطاقة من أجل الحفاظ على الوجود، من الضروري تناول كمية معينة من اللحوم.
تاريخيًا، كان استهلاك اللحوم مبررًا على أساس وجهة النظر البشرية للقديس الأكويني الذي جادل بأن القيمة العالية للحياة البشرية تبرر استهلاك لحوم الحيوانات. حتى التفكير السريع في السلسلة الغذائية الطبيعية يجعل من الواضح تمامًا أن الحيوانات الأصغر والأضعف تؤكل من قبل الحيوانات الأقوى في السلسلة الغذائية. تقليديا، لا يعتمد المفهوم الإسلامي لاستهلاك اللحوم على فلسفة السلسلة الغذائية لأن البشر لديهم إحساس بالروح المعنوية ولديهم الذكاء لاتخاذ الخيارات الصحيحة.
يتجذر مفهوم تناول اللحوم في فلسفة التفاني والالتزام والتضحية بالنفس لتحقيق سبب أكبر.
ما هي التوصيات العلمية حول تناول اللحوم؟
تؤيد إرشادات الأمم المتحدة بشأن تناول الطعام التي تم تبنيها من قبل هيئة الصحة العامة في إنجلترا، تناول اللحوم كجزء من النظام الغذائي المتوازن والصحي. اللحوم هي المصدر الرئيس للبروتينات والفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين ب 12 والسيلينيوم والزنك والنياسين والفوسفور والحديد في الأشكال المتاحة بيولوجيًا.
يبقى تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة بشكل معتدل، بما في ذلك اللحوم هو أفضل نصيحة غذائية.
ما هي فوائد تناول اللحوم؟
اللحوم من أكثر الأطعمة كثافة بالعناصر الغذائية، حيث توفر البروتينات عالية الجودة وفيتامينات ب 6 وب12. يؤكد البروفيسور نايجل سكولان (مدير معهد الأمن الغذائي العالمي) - جامعة كوينز، بلفاست، أن البروتينات الحيوانية لديها كثافة مغذية أعلى عند مقارنتها بالبروتينات النباتية.
اللحوم ليست كثيفة الطاقة فحسب ولكنها غنية أيضًا بالبروتينات عالية الجودة التي تحتوي على أحماض أمينية أساسية أكثر من نظائرها النباتية. على وجه الخصوص، فإن الأحماض الأمينية الأساسية مثل اللايسين تفتقر إلى حد كبير في الأطعمة النباتية. للحوم درجة عالية في قابلية الهضم كما تم قياسها بواسطة درجة البروتين - الهضم - الأحماض الأمينية المصححة (PDCAAS).
بالمقارنة مع درجة PDCAAS الخاصة باللحوم وهي 100، حصلت الأطعمة النباتية مثل البطاطس والأرز والقمح على درجات PDCAAS 82 و 62 و 51 على التوالي. وبالتالي، فإن النظام الغذائي الذي يحتوي على أي كمية من اللحوم يمكن أن يوفر بسهولة المتطلبات البشرية من البروتين الكلي والأحماض الأمينية.
تعتبر الدواجن والأسماك مصدرًا غنيًا لأوميغا 3 وأوميغا 6 الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (PUFAs) الضرورية لصحة الدماغ. تتوفر جميع المكونات الأساسية للتغذية بسهولة في نظام غذائي متوازن يحتوي على اللحوم الحمراء والدواجن. ومع ذلك بالنسبة لأولئك الذين اختاروا أو أجبروا على تجنب اللحوم لأسباب اجتماعية أو اقتصادية يمكن أن يصبح نقص بعض المغذيات الدقيقة مشكلة، ما لم يحصلوا على طعامهم من مجموعة واسعة من المصادر النباتية.
اللحوم مصدر غني أيضا بالحديد الذي يسمى "حديد الدم". هذا النوع من الحديد متاح بسهولة للجسم لاستخدامه (متوفر بيولوجيًا) حيث يتم امتصاصه مرتين إلى ثلاث مرات بسهولة أكبر من الحديد غير الدموي. عندما ينضج الناس مع تقدم العمر، تقل قدرتهم على امتصاص فيتامين ب 12، مما يجعل من الضروري تضمين المصادر الغنية بفيتامين ب 12 في النظام الغذائي اليومي. على الرغم من أن نقص فيتامين ب 12 يمكن أن يكون شائعًا، إلا أن الدلائل تشير إلى أن أولئك الذين لا يستهلكون اللحوم هم أكثر عرضة لنقص فيتامين ب 12. وجدت دراسة أجريت على 689 مشاركًا من الذكور أن نصف المشاركين النباتيين تم تصنيفهم على أنهم يعانون من نقص فيتامين ب 12. يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب 12 لدى النساء إلى زيادة مخاطر التشوهات الخلقية لدى أطفالهن، مثل عيوب الأنبوب العصبي.
هل استهلاك اللحوم مطلوب للحفاظ على وزن صحي للجسم؟
كجزء من النظام الغذائي المتوازن والمغذي، تعد اللحوم مكونًا غذائيًا حيويًا لزيادة الوزن. يؤدي تناول 250 غرامًا من اللحوم إلى زيادة الوزن السنوي بمقدار 422 غرامًا، وهي نسبة أعلى من متوسط زيادة الوزن مع اتباع نظام غذائي مماثل من تناول كميات أقل من اللحوم. من المحتمل أن يكون هذا بسبب ارتفاع محتوى اللحوم من الطاقة والدهون لأن الشبع يكون أعلى مع اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من البروتين ويؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة وهي استراتيجية مهمة لفقدان الوزن. وهذا يجب أن يكون متوازنًا مع الدليل على أن النظام الغذائي الذي لا يحتوي على اللحوم يمكن أن يساعد في منع زيادة الوزن والسمنة ويعزز فقدان الوزن.
عادةً ما يعاني الأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم من نقص الوزن، والنساء ذوات الوزن المنخفض أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام (يقلل من كتلة العظام ويؤدي إلى هشاشة العظام) أو يصبحن أكثر عرضة للإصابة باضطراب الأكل الذي يؤدي إلى مشاكل الصحة النفسية. على سبيل المثال، يرتبط الشره المرضي بشكل إيجابي بأعراض الاكتئاب وتدني احترام الذات.
هل اللحوم مطلوبة للحفاظ على الصحة المثالية؟
طوال دورة حياة الإنسان، من الضروري اتباع نظام غذائي متوازن ومغذي. توفر اللحوم، وخاصة اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، العناصر الغذائية الأساسية والطاقة للحفاظ على الصحة المثالية دون الحاجة إلى مكملات. لقد عزز العلم الحديث الأدلة على أن استهلاك اللحوم جزء من النظام الغذائي المتوازن والصحي ويزيد من مستويات الطاقة والبروتين. يجب تناول البروتين الكافي كجزء من النظام الغذائي المتوازن لدعم نمو الدماغ، والوظيفة الإدراكية، وتقوية العضلات، والحفاظ على العظام. هذا مهم بشكل خاص لتحسين القوة والأداء اليومي. تعتبر صحة العظام والعضلات عند كبار السن، أمرًا حيويًا لمنع مخاطر السقوط والكسور والإعاقة الجسدية. يتطلب الوجود البشري الأمثل لحياة طويلة ومعدل إنجاب مرتفع والحفاظ على أدمغة كبيرة نسبيًا أن تكون اللحوم جزءًا من النظام الغذائي الصحي والمتوازن والمثالي.
هل نحتاج إلى اللحوم للحفاظ على الصحة النفسية؟
أظهرت أحدث مراجعة منهجية من 160، 257 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 11-96 عامًا (54٪ إناث و46٪ ذكور)، بما في ذلك أكثر من 8000 ممتنع عن تناول اللحوم، أن الأفراد الذين تجنبوا استهلاك اللحوم لديهم معدلات/ مخاطر أعلى بشكل ملحوظ من سلوكيات الاكتئاب والقلق وإيذاء النفس. ووجدت دراسة أجريت على أكثر من 4000 مريض من ألمانيا أن اتباع نظام غذائي نباتي يرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطراب الأكل وتوسّع الغضروف. البلاغرا هو سوء التغذية بالبروتين والسعرات الحرارية والذي كان يُعرف باسم المرض "الكسول" مع التقزم العاطفي والمعرفي والجسدي جنبًا إلى جنب مع العديد من الأمراض التنكسية التي تؤدي إلى ضمور الدماغ وانخفاض معدل الذكاء/ الخرف اللاحق والسلوك الاجتماعي السيئ.
هناك قضية أخرى مرتبطة بالجدل الدائر حول استهلاك اللحوم وهي الصور النمطية والوصمة التي تحيط بها. على سبيل المثال، كثيرًا ما يتم الإبلاغ عنها كقضية تتعلق بالجنس، حيث يتم تصنيف تناول اللحوم على أنها أكثر "ذكورية"، مما قد يجعل الشخص أكثر ميلًا لا شعوريًا إلى تناول اللحوم أو الامتناع عنها. وعلى العكس من ذلك، يساعد الفيلم الوثائقي Gamechangers (2018) في القضاء على هذه الصورة النمطية الشائعة بأن تناول اللحوم هو بطريقة ما أكثر "ذكورية" ويصف كيف أن المجتمع، (خاصة في أمريكا) يشير إلى أن الرجال غالبًا ما يحتاجون إلى اللحم ليكونوا أقوياء.
هل تناول اللحوم يؤدي إلى أمراض مزمنة؟
على الرغم من جميع الفوائد الصحية للتغذية القائمة على اللحوم، إلا أن هناك قلق متزايد بشأن مجموعة من الأمراض المزمنة المرتبطة بالإفراط في استهلاك اللحوم، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وأنواع معينة من السرطان، وخاصة سرطان القولون. يجب النظر إلى هذا في سياق خيارات نمط الحياة الحالية. كان جزء كبير من النظام الغذائي لأسلافنا من الصيادين الجامعين يعتمد على اللحوم وكانت هذه الأمراض غير معروفة بينهم. لا يزال متوسط استهلاك المملكة المتحدة الحالي من اللحوم الحمراء والمعالجة مرتفعًا، 86 جم/ يوم بين الرجال و56 جم/يوم بين النساء (الموصى به هو 70 جم/يوم من اللحوم الحمراء)، ولكن مع وسائل النقل الحديثة والأجهزة المنزلية وممارسات العمل فإن النشاط البدني للإنسان الحديث أقل بكثير.
ترتبط معظم هذه المخاطر الصحية الناتجة عن استهلاك اللحوم بالإفراط في تناول اللحوم الحمراء والمعالجة.
الآلية الدقيقة التي قد يؤدي بها اللحم إلى زيادة هذه الأمراض المزمنة ليست مفهومة تمامًا، لكن المواد الكيميائية الموجودة في اللحوم المصنعة والمدخنة قد تكون عاملاً مساهمًا. وتجدر الإشارة إلى أن الاستهلاك المعتدل للحوم الخالية من الدهون لا يرتبط بزيادة الأمراض المزمنة. يقال إن الإفراط في تناول اللحوم على حساب المغذيات النباتية، وأنماط الحياة غير الصحية تؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة. يبلغ كبار السن الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا أو نباتيًا خاليًا من منتجات الألبان عن انخفاض معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة وأمراض القلب. على الرغم من أنه حتى بعد اتباع هذه الحميات يحتاج كبار السن إلى الحصول على الكميات المناسبة من البروتين والكالسيوم والسعرات الحرارية.
هل النظام الغذائي الخالي من اللحوم ضار بالصحة؟
يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي فقير في اللحوم إلى العديد من أوجه القصور الغذائية مثل سوء التغذية العام ونقص المغذيات الدقيقة والبلاغرا.
والبلاغرا مرض ينجم عن سوء التغذية ويرتبط غالبًا بالاعتماد المفرط على الذرة كغذاء أساسي. بيّن غولدبيرغر أن البلاغرا كان ذو علاقة بالحمية في الأصل وبسبب نقص اللحوم والحليب يمكن معالجته ببروتينات غذائية كافية. إن الآثار المترتبة على اتباع نظام غذائي خالٍ من اللحوم على الفئات الضعيفة مثل الرضع والمراهقين والأمهات الحوامل والمرضعات وكبار السن تحتاج إلى اهتمام خاص.
لعبت اللحوم دائمًا دورًا مهمًا كجزء من النظام الغذائي المتوازن في هذه المجموعات ولا يوجد دليل قوي على أن استبدال العناصر الغذائية الحيوية بالمكملات الغذائية يمكن أن يحمي صحة هذه الفئات الضعيفة. على الرغم من أن العديد من بدائل اللحوم متوفرة وبأسعار معقولة لسكان المناطق الغربية الغنية، حتى يتمكنوا من الحصول على التغذية الكافية من مصادر غير اللحوم. ومع ذلك، في أجزاء كثيرة من العالم، حيث يكون توافر الغذاء محدودًا، توفر اللحوم مصدرًا حيويًا لنظام غذائي عالي القيمة الغذائية. نحن نجادل بأن اللحوم متوفرة على نطاق واسع من مصادر برية وبحرية؛ لذلك، يمكن جعل اللحوم الطازجة في متناول الناس في معظم أنحاء العالم في كل موسم. إن الحصول المنتظم على اللحوم، التي تعد مصدرًا ممتازًا للبروتينات والمغذيات عالية الجودة، يمكن أن يخفف من سوء التغذية في جميع أنحاء العالم. في حين أن النظام الغذائي الخالي تمامًا من اللحوم يمكن أن يضر بصحة الإنسان.
هل يسبب استهلاك اللحوم ضررا على البيئة؟
يقال إن إنتاج اللحوم يضع عبئًا كبيرًا على الموارد المحدودة العالمية ويساهم في الاحتباس الحراري وتغير المناخ. يرتبط استهلاك اللحوم بانبعاث غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والتي تمثل حوالي 10 % من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
سيؤدي استمرار إنتاج اللحوم بالمعدل الحالي خلال المائة عام القادمة إلى زيادة أقل من 0.10 درجة مئوية في ظاهرة الاحتباس الحراري.
يجادل البروفيسور سكولان بأن كثافة العناصر الغذائية للطعام، والتي تُعرّف على أنها درجة الصحة والرفاهية التي يساهم بها الطعام، يمكن أن تكون عاملاً مهمًا يجب أخذه في الاعتبار لمعالجة التأثير البيئي لاستهلاك الغذاء. يجب ألا نتجاهل أن الأبقار والأغنام تعمل كمحولات حيوية وتحول المواد النباتية غير الصالحة للأكل مثل العشب إلى بروتينات عالية القيمة وعالية المغذيات ومغذيات دقيقة أساسية، مثل الحديد والزنك. الزراعة المكثفة والبطارية للإفراط في إنتاج اللحوم تؤثر سلبًا على البيئة. ويقال أن هذه التأثيرات المناخية يمكن تخفيفها بشكل فعال عن طريق الاستهلاك المعتدل للحوم، والإدارة الدقيقة لأنظمة المراعي، وتحسين الكفاءة وتقليل النفايات. وأشارت الأبحاث إلى أن تناول كميات أقل من اللحوم يمكن أن يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مع توفير المتطلبات الغذائية الكافية للصحة.
هل يعتبر استهلاك اللحوم اختيارًا حكيمًا؟
من المحتمل أن تؤثر التأثيرات الثقافية والتقليدية على رغبة الفرد في تناول اللحوم أو عدم تناولها. أشارت الأبحاث السابقة حول عادات استهلاك اللحوم إلى وجود مفارقة في المواقف تجاه تأثير اللحوم على الصحة وعلى رفاهية الحيوان والجوانب البيئية. وُجد أن الأشخاص المهتمين بالحياة الحيوانية غالبًا ما يكونون غير راغبين في تغيير عاداتهم الغذائية. يشير هذا إلى أن فصل الحيوانات عن اللحوم هو استراتيجية لمنع الشعور بالذنب بشأن تناول اللحوم وتقدير أن "كائنا حيا يجب أن يموت من أجل أن تأكل أنت اللحوم". ومع ذلك، من الناحية النظرية، إذا أصبح العالم نباتيًا أو نباتيًا خاليًا من منتجات الألبان، فسيؤدي ذلك إلى ضغوط كبيرة على المزارعين، خاصة مع المحصول الذي يتم استيراده من بلدان أخرى. وسيتأثر الاقتصاد أيضًا بشكل حتمي، على سبيل المثال، سيفقد الجزارون وظائفهم وسيتعين على العديد من المطاعم إيجاد بدائل للعديد من قوائمها. قد يؤدي استيراد الأطعمة الغريبة كبدائل للحوم من أماكن بعيدة إلى زيادة عبء الضرر البيئي.
وفي الختام، تعتبر اللحوم جزءًا مهمًا من النظام الغذائي الصحي والمتوازن. للاستهلاك المعتدل للحوم العديد من الفوائد الصحية، كما أن استبعاد اللحوم من النظام الغذائي يمكن أن يشكل العديد من المخاطر الصحية، كما أن الإفراط في استهلاك اللحوم يؤدي إلى عواقب سلبية على الصحة والبيئة والمناخ. ولقد ورد الجواب على السؤال حول استهلاك اللحوم في القرآن الكريم منذ قرون فقد قال تعالى: "وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ" (الأعراف:32).
المقال الأصلي مع المراجع: