ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في13/01/2023



بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في الثالث عشر من شهر يناير/كانون الثاني، حيث تابع الحديث عن الصحابةالبدريين t ومنهم:
 
عبد الله بن جحش الذي أمَّره رسولُ الله ﷺ على إحدى السرايا فكان أول أمير في الإسلام، وعن سعد بن أبي وّقاص أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خطب بهم وقال:‏ ‏"‏لأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُم رَجُلًا لَيْسَ بِخَيْركُم، وَلَكِنَّهُ أَصْبَركُمْ لِلْجُوعِ وَالْعَطَشِ‏"‏. أُرسلتْ هذه السرية إلى الطائف وكانت غنائمها أول غنيمة يغنمها المسلمون وقد قسمها عبد الله بن جحش إلى خمسة أقسام فكانت أول خُمس في الإسلام.
 
يقول حضرة ميرزا بشير أحمد رضي الله عنه في كتابه سيرة خاتم النبيين:
 
قاد أحد زعماء مكة وهو كُرز بن جابر الفهري، سرية من قريش إلى بُعد ثلاثة أميال من المدينة المنورة فأخذتْ إبلًا للمسلمين. وكان أهل مكة يريدون الهجوم على المدينة، ونظرا لهذه الأخطار، قرر النبي ﷺ استطلاع الأمر في مكة عن كثب لحماية المدينة من الهجمات المفاجئة. فبعث سرية من ثمانية من المهاجرين من مختلف قبائل قريش وعيَّن عبد الله بن جحش زعيمًا عليهم. ومن أجل الحفاظ على سرِّية هدفهم، خشية أن تصل أخبارهم إلى قريش، لم يكشف عن الهدف من تلك السرية حتى لأميرها، الذي كتب له - صلى الله عليه وسلم - كتابًا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين في اتجاه مكة، فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتَح الكتاب فإذا فيه: "فامضِ حتى تنزل نخلة، بين مكة والطائف، فترصد بها قريشًا وتعلم لنا من أخبارهم"، كما أوصاه أن يُعْلم أصحابه بالمهمة وأن لا يستكره أحدًا منهم، فمن كان يريد المضي فليذهب ومن كان يكره فبإمكانه أن يرجع. أعلم عبد الله أصحابه بذلك فمضَوا معه لم يتخلف منهم أحدٌ، ومضوا حتى نزلوا بنخلة، وفي أثناء الرحلة ضل جمل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان الطريقَ فذهبا للبحث عنه ولم يتمكنا من العودة إلى أصحابهما. وصل ابن جحش وأصحابُه نخلةَ ونفذوا المهمة التي أوكلتْ لهم، وحلق بعضهم رؤوسهم حتى يظن الناس أنهم معتمرون، وبعد أيام قليلة مرت بهم قافلة صغيرة لقريش في طريقها من الطائف إلى مكة، فتشاوروا فيما بينهم فيما ينبغي عليهم فعلُه وكان الوقت نهاية شهر من الأشهر الحرم ولم يكونوا متأكدين إذا كانوا في آخر يوم من رجب أم أنه قد انقضى، ولو أنهم سيتركون القافلة تمر فسرعان ما ستدخل في حدود الحرم حول مكة حيث لا يمكن في هذه الحالة اتخاذ أي إجراء ضدها، وبسبب هذا الوضع، قاموا بالهجوم على الأشخاص الأربعة الذين كانوا مسؤولين عن القافلة، وكان من بينهم عمرو بن الحضرمي الذي قُتل، وألقوا القبض على اثنين وهرب الرابع. أخذوا بضائع القافلة وسارعوا في العودة إلى المدينة المنورة. وعندما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحادث، استاء كثيرًا وقال: "ما أمرتكم بقتالٍ في الشهر الحرام" وأبى أن يأخذ من العير شيئًا".
 
ندم عبد الله ورفاقُه على فعلتهم، واحتجت قريش على أن المسلمين استحلوا الشهر الحرام. وكان الرجل الذي قُتل يحظى بحماية عتبة بن ربيعة، أحد رؤساء مكة، فزادت قريش من مخطَّطاتها العدائية ضد المسلمين. بعد ذلك بوقت قصير، أوحى الله للنبي - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}.
 
أرسلتْ قريش مبعوثَين إلى المدينة المنورة للإفراج عن الأسيرَين، ولكن طالما أن سعد بن أبي وقاص وعتبة لم يعودا بعد إلى المدينة، تخوَّف النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهما إذا وقعا بيد قريش فلن ترحمهما، لذلك رفض الإفراج عن المحتجزين، في انتظار عودة سعد وعتبة اللذَين وصلا إلى المدينة في غضون بضعة أيام فأُطلق سراح الأسيرين. ولكن واحدًا منهما، تأثر برسول الله ﷺ واعتنق الإسلام وبقي في المدينة.
كُسر سيف عبد الله بن جحش في معركة أُحد فأعطاه النبي ﷺ عرجونًا فصار كالسيف.
استُشهد عبد الله بن جحش يوم أحد وكانت زينب بنت خزيمة تحته فتزوجها رسول الله ﷺ فيما بعد وبقيت عنده عدة أشهر ثم تُوُفِّيتْ ودُفنت في البقيع.
 
ثم ذكر أمير المؤمنين الصحابي صالح شُقران، مولى رسول الله ﷺ: وقد أعتقه رسول الله ﷺ بعد بدر، وعند وفاة النبي ﷺ كان صالح t مع من نال شرف غَسل رسول الله ﷺ، حيث كان يريق الماء. قال ابن عباس: غُسل النبي - صلى الله عليه وسلم - في قميصه الذي تُوفي فيه، وكان من الذين نزلوا في قبر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عَلِيّ بن أَبي طالب، والفضل بن العَبّاس، وقُثم بن العباس، وشُقْران وأَوس بن خَوْلِيّ.
وفي ختام الخطبة، ذكر أمير المؤمنين نصره الله خبر استشهاد 9 أحمديين في بوركينا فاسو أمسِ وذكر أنهم قد قُتلوا بطريقة شنيعة بعد أن ثبتوا على الإيمان وقال إنه سيذكر تفاصيل هذا الخبر المؤلم في الخطبة القادمة ودعا الله أن يرحمهم ويرفع درجاتهم ويحمي الأحمديين هناك. آمين.