مقتبس من كتاب الاستفتاء
من كلام المسيح الموعود والإمام المهدي (عليه الصلاة والسلام)
أيها الفتيان وفقهاء الزمان وعلماء الدهر وفضلاء البُلدان .. أفتوني في رجل قال إنه من الله، وظهرتْ له حماية الله كشمس الضُّحى، وتجلّتْ أنوار صدقه كبدر الدُّجى، وأرى الله له آياتٍ باهرات، وقام لنصرته في كلّ أمرٍ قضى، واستجاب دعواتِه في الأحباب وفي العِدا. ولا يقول هذا العبد إلا ما قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولا يُخرج قدمًا من الهُدى. ويقولُ إن الله سمّاني نبيًّا بوحيه، وكذلك سُمِّيتُ من قبلُ على لسان رسولنا المصطفى . وليس مُراده من النبوة إلا كثرة مكالمة الله وكثرة أنباءٍ من الله وكثرة ما يُوحى. ويقول: ما نعني من النبوة ما يُعنَى في الصحف الأولى، بل هي درجة لا تُعطَى إلا من اتّباع نبيّنا خير الورى. وكلّ من حصلتْ له هذه الدرجة .. يكلّم الله ذلك الرجل بكلام أكثر وأَجْلى، والشريعة تبقى بحالها .. لا ينقص منها حُكمٌ ولا تزيد هُدى.(كتاب الاستفتاء)
وإنْ قال قائل: كيف يكون نبيٌّ من هذه الأمة وقد ختم الله على النبوّة؟ فالجواب إنه - عز وجل - ما سمّى هذا الرجل نبيًّا إلا لإثبات كمال نبوّة سيدنا خير البريّة، فإنّ ثبوت كمال النبي لا يتحقق إلا بثبوت كمال الأُمّة، ومن دون ذلك ادّعاء محض لا دليل عليه عند أهل الفطنة. ولا معنى لختم النبوّة على فردٍ من غير أن تختتم كمالات النبوّة على ذلك الفرد، ومن الكمالات العظمى كمالُ النبي في الإفاضة، وهو لا يثبت من غير نموذجٍ يوجد في الأمّة. ثم مع ذلك ذكرتُ غير مرّةٍ أن الله ما أراد من نبوّتي إلا كثرة المكالمة والمخاطبة، وهو مسلَّم عند أكابر أهل السنّة. فالنزاع ليس إلا نزاعًا لفظيًّا. فلا تستعجلوا يا أهل العقل والفطنة. ولعنة الله على من ادّعى خلاف ذلك مثقال ذرّةٍ، ومعها لعنة الناس والملائكة. (منه).
هذا الكتاب رسالة عربية ألحقها سيدنا أحمد عليه السلام بكتابه "حقيقة الوحي" الذي ألَّفه باللغة الأردية، ودلّل فيه على ظاهرة الوحي الإلهي وحقانيته، وبيّن الفرقَ بين وحي الرحمن ووحي الشيطان (إدارة تحرير زاد المسلمة)
يمكن الاطلاع على الكتاب كاملًا على هذا الرابط.