إعلان 5/2/1898م
"يجب على أفراد جماعتي أن يصغوا إلى وصيتي هذه جيدا؛ أنّ الهدف من انضمامهم إلى هذه الجماعة وتعهدهم معي بالولاء والطاعة هو أن يبلغوا أعلى مستوى في الأخلاق الحسنة والسعادة والتقوى، وألا يقربوا الفساد والشر، وسوء الخُلق في تصرفاتهم. وعليهم أن يؤدوا الصلوات الخمس جماعةً؛ ولا يتفوّهوا بكلمة كذب، ولا يؤذوا أحدًا بلسانهم. عليهم ألا يُذنبوا بارتكاب رذيلة، ولا تخطرنّ ببالهم فكرة بأيّ أذى أو ظلم أو فتنة. عليهم أن يجتنبوا كلّ شكل من أشكال المعاصي والجرائم ومن كل ما نهينا عنه من أهواء النفس والأفعال والأقوال والأعمال غير المشروعة. وعليهم أن يكونوا عباد الله عزّ وجلّ، طاهري القلوب، حلماء متواضعين. وعليهم ألا يسمحوا لأيّة بذرة سامّة أن تنموَ وتزدهر في تربة نفوسهم.
يجب أن يكون التعاطف مع الجنس البشري هدفهم الأول، وأن يتّقوا الله عزّ وجلّ ويخشوه. يجب أن يحفظوا ألْسِنَتَهم وأيديهم وأفكارهم من كلّ نوع من الرجس، أو مما يُنافي الأخلاق. وعليهم أن يجتنبوا التمرّد أو الخيانة.
إنه لمقام شكر الله تعالى أن من مبادئنا نحن المسلمين ألا نكذّب نبيًا من الأنبياء الذين انتشرت فِرقهم وأقوامهم وأممهم في العالم بكثرة لأن الله تعالى لا يهب للمفتري عزّة بحسب مبدئنا الإسلامي أن يصير مقبول الخلائق مثل نبي صادق ويؤمن به آلاف الفِرق والأقوام ويستتب دينه في الأرض وينال عمرا طويلا. لذا يجب أن يكون من واجبنا أن نؤمن بأنبياء جميع الأقوام كرسل صادقين ادّعوا الإلهام ونالوا قبولاً في الخلائق واستتب دينهم في الأرض سواء أكانوا من الهند أو الفُرس أو من الصين أو العبرانيين أو قوم آخرين. وإذا تطرّق إلى أممهم أمور تتنافى مع الحق فيجب أن نعدّها أخطاء وجدت سبيلها إليها فيما بعد. هذا مبدأ جميل وجذاب يمكن لكل شخص أن يجتنب نتيجة العمل به كل نوع من سوء الكلام وإساءة الأدب. والأمر الحق في الواقع هو أن الله تعالى لا يهب نبياً كاذباً قبولاً بين عشرات الملايين من الناس ولا يعطيه عزّة تُعطى للصادقين. ولا يمكن أن يستتب قبوله إلى قرون وعصور طويلة قط، بل تتفرق جماعته شذرا مذرا سريعا، وتتمزق لحمتها وسداها. فيا أيها الأحبة، اعتصموا بهذ المبدأ بقوة، عاملوا الأمم كلها برفق فإن الرفق يزيد العقل، والحِلم يؤدي إلى نشوء أفكار عميقة. ومن لم يختر هذا الطريق فليس منا.“