تعليم المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) في حسن التعامل مع الزوجة
"الحقيقة أن النّكاح معاهدة بين الرجل والمرأة، فاسعوا لئلا أن تكونوا في معاهدتكم من المخادعين، قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وعاشروهنّ بالمعروف"، وورد في الحديث "خيركم خيركم لأهله" أي أن أفضلكم من هو أفضلكم في معاشرة زوجته، فاصنعوا إلى زوجاتكم المعروف روحانيًّا وماديًا. وادعوا لهنّ دائما، واجتنبوا الطلاق. لأنه شقيٌ جدًا عند الله من يتسرع في الطلاق. إن ما وصله الله، فلا تستعجلوا في كسره كما يُكسر الإناء النجس" (التحفة الغولروية)
"لقد أخطأ الناس كثيرا في المعاملة مع الزوجات والأولاد وانحرفوا عن الجادة المستقيمة. لقد ورد في القرآن الكريم: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، ولكن الناس في الزمن الحالي يعملون على عكس ذلك. والناس بهذا الشأن قسمان: قسم تركوا النساء خليعات الرسن تماما فلا يوجد فيهن أيّ أثر للدين، ويتصرفن علنًا بما يتناقض مع الإسلام ولا يبالي بهن أحد. ومنهم من لم يتركوهن خليعات الرسن وبمقابل ذلك يمارسون القسوة ويفرضون عليهن قيودًا لدرجة لا يفرقون بينهم وبين الدواب بل يعاملونهن معاملة أسوأ من الإماء والدواب أيضا. يضربونهن دون هوادة ولا يتنبّهون إلى أن أمامهم نفسٌ منفوسة. أي يعاملون معاملة سيئة جدا لدرجة هناك مَثل معروف في البنجاب يشبِّهون فيه المرأة بحذاء يخلعه المرء حين يشاء ويلبس ثانيا حين يشاء. هذا التصرف خطير جدا ويتنافى مع شعائر الإسلام. إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم أسوة كاملة في كافة مجالات الحياة. فانظروا في حياته كيف كان يعامل زوجاته. إنه لجبان وشقي عندي من يقوم مقابل المرأة. لو درستم لعلمتم كم كان خلوقا. لا شك أنه كان ذو هيبة عظيمة ومع ذلك لو أوقفته امرأة ضعيفة توقّف معها ما لم تسمح له بالانصراف. (الملفوظات مجلد 4، صفحة 44)
"ينبغي أن تتحملوا من النساء كل نوع من سوء الخُلق والإساءة ما عدا الفحشاء. إننا نرى أنه لمما يتنافى مع المروءة كليًّا أن نتشاجر مع النساء ونحن رجال. لقد جعلنا الله تعالى رجالا، الأمرُ الذي هو في الحقيقة من إتمام النعمة علينا، والشكرُ عليها أن نعامل النساء بلطف ونرفق بهن." (الملفوظات مجلد 2، صفحة 1)
"أما أنا فذات مرة رفعتُ صوتي على زوجتي وكنتُ أحسّ أن هذا الصوت العالي مشوب بمرارة قلبية، مع أنه لم يكن في كلامي أية كلمة قاسية جارحة. فظللتُ بعد ذلك أستغفر الله لمدة طويلة، وصليت النوافل بغاية الخشوع والخضوع، وأخرجت صدقة؛ ظنا مني بأن هذه القسوة في الكلام مع الزوجة نتيجة لمعصية خفيّة صدرت مني. (الملفوظات مجلد 2، صفحة 2)