مقتبسات من خطاب حضرة خليفة المسيح الخامس (أيده الله تعالى بنصره العزيز) في اجتماع الواقفات ناو الوطني في المملكة المتحدة يوم 24/02/2018
دور المرأة في إنشاء وتطوير الأمة والمجتمع:
في إنشاء وتطوير أي أمة أو مجتمع، تؤدي المرأة دورا أساسيا وحيويا، حيث تقع مسؤولية تدريب الأجيال القادمة في أيدي الأمهات، فهنّ بناة الأمة. يوجد بينكنّ العديد من الواقفات ناو اللواتي أصبحن أنفسهن أمهاتٍ الآن، أو في عمر سيتزوجن فيه قريبًا إن شاء الله. وحتى الحاضرات من عمرٍ أصغر سيصلن في غضون بضع سنوات إلى نفس العمر إن شاء الله وبالتالي فهن أيضا سيأخذن على عاتقهن قريبًا مهمة تدريب الأجيال القادمة. وبالتالي، عليكن جميعا فهم مسؤولياتكن.
مسؤولية المرأة المسلمة الأساسية:
افتخرن بحقيقة أن واجبكن الأساسي هو رفع مستويات الأجيال القادمة من خلال وضع أعلى المعايير لهم ليتعلموا منها ويسيروا بحسبها. ومن مهامكن توجيه أطفالكن بطريقة يفهمون من خلالها دينهم فيعملون على إمضاء حياتهم وفقا للتعاليم الحقيقية للإسلام. هذه مسؤوليةٌ وتحدٍ كبيرين لكنّ جميعا لأنكن اللواتي تستطعن تسهيل وفتح الأبواب أمام ثورةٍ روحانيةٍ في المجتمع.
ضرورة التأسي بأسوة المسلمات الأوائل واتباع القرآن الكريم وسنة رسول اللهﷺ:
اسعين لمحاكاة مستويات الإيمان والأخلاق التي قدمتها النساء المسلمات الأوائل زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
نحن سعداء جدا أنه في هذا العصر، قد منّ علينا الله سبحانه وتعالى بمجيء المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، الذي نوّرنا بتعاليم الإسلام الحقيقية. وطوال حياته، سلط المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام النور المتوهج على إيماننا، ونوّر لنا الطريق الموصل لله سبحانه وتعالى. وبالتالي، لا ينبغي لكنّ بسبب نشأتكنّ في العالم الغربي، أن تبدأن بتبني تلك العادات أو المعتقدات التي تتعارض مع تعاليم الإسلام.
عليكن وبكل الوسائل، تبني الأمور الجيدة في المجتمع، ولكن لا تنسَيْن أبدًا أن النور التوجيهي الحقيقي بالنسبة لنا، والذي سيبقى دائما، هو القرآن الكريم وأن أسوتنا الحقيقية هو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وبدلا من اتباع السحر الظاهري للدنيا، أو أن نتأثر بالنزعات الحديثة التي تأتي وتذهب، علينا أن نتبع ونلتزم بتعاليم القرآن الكريم الأبدية والخالدة.
الإسلام منذ البداية قد أرسى حقوق المرأة استنادًا على الحكمة والطبيعة البشرية:
في عالم اليوم، يقال ويُحكى الكثير عن حقوق المرأة، من قبل تلك الشعوب والأمم التي يقال إنها حديثة ومتطورة جدا. ومع ذلك، فإنهم يتجاهلون ذكر أنهم حتى بضعة عقود قليلة مضت، قد فشلوا في منح النساء أية حقوق على الإطلاق. وعندما اختار رجال هذه الدول أخيرا إعطاء بعض الحقوق للمرأة، عملوا أكثر على إظهار أنهم يؤيدون المساواة، في حين أن الحقيقة هي أن شعاراتهم لصالح المرأة غالبا ما كانت جوفاء وغير صادقة.
إن أي حقوق مُنحت للمرأة في الآونة الأخيرة كانت نتيجة الضرورة، بدلا من أن تكون بدافع الرغبة العميقة في التقدم، وكانت أيضًا وسيلة للرجل ليحقق رغباته الأنانية. وهذا أمر أثبته التاريخ مجددًا. وعلاوة على ذلك، فإن النساء غير المسلمات أدركن في الآونة الأخيرة أن لهن حقوقٌ أيضا. ولأنهن كنّ محروماتٍ سابقًا، ولم تقم دياناتهن بحمايتهن، فإن هؤلاء النساء قد قمن بشن حملات من أجل تلك الأمور التي تعتبر حقوقا في أعين العالم. ولكن الإسلام منذ البداية قد أسس حقوق المرأة على أساس دورها في المجتمع والحفاظ على مصالحها في الواقع. ومن المؤكد أن الحقوق التي يمنحها الإسلام للمرأة تستند إلى الحكمة والطبيعة البشرية.
تدبّرن كتاب دينكن الذي أعطى لكن الحقوق:
لـمّا كان الله تعالى قد منح المساواة الحقيقية للمرأة المسلمة، فلماذا تتبعن أولئك اللواتي لم يُمنحن أي حقوق في دينهن؟ لذلك وبدلا من اتباعهن، عليكن تدبر كتاب دينكن الذي أعطى لكن الحقوق.
قد سعت المرأة إلى الحصول على حقوقها من الرجال، ونتيجة لذلك، شكل بعض الرجال أيضا جماعات من أجل تعزيز حقوق المرأة. ومع ذلك، يجب على النساء الأحمديات أن يسألن أنفسن من هم الرجال ليعطوهن حقوقهن طالما أن خالقهن، الله سبحانه وتعالى، قد أعطاهن كل ما يحتَجنه ويرغبن فيه؟ يجب أن يفهمن أن الله قد منحهن المساواة الحقيقية على أساس المنطق والحكمة. والواقع أن الطريقة التي وصفت بها المرأة في القرآن الكريم، والطريقة التي تم بها إرساء حقوقها، فريدة تماما ولا توجد في أي كتاب مقدس آخر.
التعاليم الإسلامية حول المرأة تختلف عنها في الديانات الأخرى:
إذا نظرنا إلى الديانات الأخرى، فإن بعضها قد ادعى أن المرأة لا تملك روحًا حتى، في حين أن بعضها الآخر يقول إن النساء يولدن مذنباتٍ أو أن النساء هن أصل الشر. وقُدّمت العديد من الادعاءات المهينة وغير العادلة تماما عن المرأة في الديانات الأخرى عبر الزمن، ولكن التعاليم الإسلامية مختلفة تماما وواضحة وضوح الشمس بأن المرأة ليست أقل شأنا من الرجال بأي شكل من الأشكال. وهكذا، حيث يذكر القرآن الكريم "المؤمنين"، فإنه يذكر أيضا "المؤمنات" وهذه هي المساواة الحقيقية.
إذا نظرنا إلى التاريخ الإسلامي، لا نحتاج إلا أن ننظر إلى مثال حضرة عائشة رضي الله عنها التي وصلت إلى مكانة عظيمة، وحتى هذا اليوم لا تزال أسوة، ليس فقط للمسلمات وإنما للمسلمين أيضًا. وحيث نكنّ لها تقديرًا كبيرًا لأنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن أيضا نحترمها ونقدرها لخصالها الشخصية ولنبلها وإنجازاتها، وهي ستبقى دائما نموذجا يحتذى للمسلمين. عندما نقارن المكانة التي مُنحت للمرأة في الإسلام مع مكانتها في الأديان الأخرى، نجد الفرق كالفرق بين الليل والنهار.
على سبيل المثال، بحسب الإنجيل، جاءت ذات مرة مريم أم المسيح عليهما السلام لتقابل ابنها، ولكن المسيح عليه السلام لم يستقبلها ولم يلتفت حتى لوجودها وسأل ببساطة "مَن أمي؟" (إنجيل مرقس، الإصحاح الثالث، الآيات 31-35)
فإذا لم تُمنح أمُّ المرء حقوقا أساسية، فما هي الحقوق التي يمكن للزوجة أن تتوقعها أو أي امرأة أخرى؟
بعض التعاليم الدينية الأخرى قد ادعت حتى أن النساء لا يملكن روحا، وبالتالي فإن مكانتهن وضيعة تماما ولا قيمة لها. ولكن من ناحية أخرى، قال الإسلام إن الجنة تحت أقدام الأمهات. وعلى ضوء ذلك، إذا انضمت المرأة المسلمة إلى جوقات النساء الدنيويات، سعيًا لنيل الحريات والحقوق، فإن هذا عديم الجدوى ولا داعي له، لأن الله سبحانه وتعالى قد منح بالفعل الحرية الحقيقية للمرأة المسلمة وجعل حقوق المرأة جزءا متأصلا من الإسلام لا يحق لأحد انتهاكه.
أمثلة على الحقوق المتساوية التي يمنحها الإسلام للمرأة:
هناك أمثلة كثيرة على الحقوق المتساوية التي يمنحها الإسلام للمرأة. فعلى سبيل المثال، يتحتم على الزوج أن يعطي مهرا مقبولا لزوجته وقت النكاح. للأسف، بعض الرجال لا يدفعون المهر، ولكن ذلك يرجع إلى إهمالهم وخطأهم وهذا يخالف تعاليم الإسلام. وفي الحالات التي تُبلَّغ فيها الجماعة بهذه الحالات، فإنها تسعى إلى أن تفرض على الزوج دفع المهر لأنه حق إسلامي للمرأة لتحصل عليه. وبالمثل، عندما يتعلق الأمر بالزواج، من الضروري أن توافق العروس بحرية وسعادة دون أي شكل من أشكال الإكراه أو الضغط. الزواج القسري خطأ تماما وانتهاكٌ خطير للتعليم الإسلامي.
وعلاوة على ذلك، بينما في الماضي القريب فقط مُنحت النساء غير المسلمات الحق في الإرث، فقد منح الإسلام المرأة حق الإرث قبل أكثر من 1400 سنة. وإضافة إلى ذلك وفي الوقت الذي تحرم فيه الفتيات عموما من التعليم، يدافع الإسلام عن حقهن في التعلم ويبين بشكل قاطع أنه يجب توفير التعليم والوسائل لكل فتاة لتطور نفسها.
بل إن الإسلام قد أرشدنا بأصغر المسائل ووجه انتباهنا نحو المساواة الحقيقية في جميع الأمور. على سبيل المثال، يعلمنا الإسلام أنه إذا كانت الأم ترضع طفلها، فإن الأمر متروكٌ لها ولزوجها ليقررا معا متى هو الوقت المناسب لإيقاف الرضاعة الطبيعية. لم يوجه أي دين آخر أتباعه ولم ينورهم بالطريقة التي قام بها الإسلام.
وأيضا، إذا اختارت المرأة بنفسها التنازل عن بعض حقوقها، لا ينبغي أن يساء تفسير ذلك وأن يقال إن الإسلام لم يعطِ المرأة حقوقها الواجبة. هناك بعض القصص التي اختارت فيها النساء المسلمات، لأسباب ثقافية أو تقليدية، التنازل عن حقوقهن، ولكن ذلك كان اختيارهن الشخصي وليس لأي سبب ديني. على أي حال، لا يمكن لأي شخص ينظر إلى تعاليم الإسلام بطريقة عادلة ونزيهة أن ينكر حقيقة أن الإسلام قد رسّخ حقوق المرأة ومنحها الحرية والمساواة.
هل تحتاج النساء المسلمات للمرافعة عن حقوقهن؟
النساء المسلمات لسن بحاجة إلى أن يحاربن أو يرافعن عن حقوقهن، بل إن كل ما يحتجنه هو فهم دينهن بحيث يفهمن تماما الحقوق التي منحها الإسلام لهن. وعندئذ فقط سيكنّ في وضع يسمح لهن باستخدام تلك الحقوق لمصلحتهن ولتقدمهمن. إن الله سبحانه وتعالى قد أرسى بنفسه حقوق المرأة، لذا من الضروري أن تقرأن القرآن الكريم وتفسيره وتدرسن الحديث وكتب المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام. بالقيام بذلك سوف تكسبن معرفة دينكن، وسوف تُزِلن أية أثر عالق لعقدة الدونية، أو الاعتقاد بأن النساء المسلمات محرومات بأي شكل من الأشكال.
على العكس من ذلك، إذا عرفتن دينكن، سوف تدركن سريعًا أن النساء المسلمات أسعد الناس حظا، لأن حقوقهن ومكانتهن قد أُسست وحُميت إلى الأبد من قبل الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
على المسلمات الأحمديات إعلام الآخرين بما أعطاهن الإسلام:
لا يكفي أن تفهمن حقوقكن فقط ولكن، في هذا الزمن وهذا العصر، الأمر متروكٌ للمسلمات الأحمديات لتثقيف وإعلام الآخرين والمجتمعات الأخرى حول ما أعطى لهن الإسلام، يجب أن تعرّفن العالم بأنكن لا تطمحن إلى اتباع طرق ما يسمى اليوم بالشعوب المتقدمة والتقدمية وأنكن لا تحتجن أبدًا للمطالبة بحقوقكن. فأنتن بالفعل حاصلاتٍ على كل ما تحتجنه وترغبن فيه.
بدلا من اتباع العالم، أنتن كعضوات في مخطط الوقف ناو، قدمتن طوعا أنفسكن لمدى الحياة لخدمة دينكن بحيث يمكنكن توجيه العالم. ومن واجبكن أن تُظهرن وتُعلنّ تعاليم الإسلام الجميلة عند كل فرصة.
حتى لو كنتن لا تعملن بدوام كامل في الجماعة، كواقفات ناو، يجب أن تقدمن أنفسكن لخدمة لجنة إماء الله، في حين عليكن في حياتكن الشخصية، أن توضحن دائما التعاليم الرائعة للإسلام. إن مهمتكن ليست مساعدة وتوجيه أطفالكن فحسب، ولكن أيضا الفتيات والنساء الأحمديات الأخريات، وحتى أولئك اللواتي لسن من جماعتنا.
متى يجب ارتداء الحجاب؟ وما هي أهدافه؟
تشعر أحيانا الفتيات الأحمديات بدرجة من الدونية أو حتى الحرج بشأن الحجاب وتعاليم الإسلام فيما يتعلق باللباس المحترم ويشعرن أنه من الصعب عليهن اعتماد هذا التعليم الديني بينما يعشن في العالم الغربي في هذا العصر الحديث. في هذا الصدد، عليكن أن تضربن مثالا شخصيا. ومن الضروري أن تحافظ عضوات مخطط الواقفات ناو دائما على ملابسهن المحتشمة وأن يكنّ مثالا تحتذي به النساء والفتيات الأحمديات. وبمجرد أن تصل الفتاة الأحمدية إلى سن النضج، يجب أن تغطي رأسها بالحجاب، وترتدي ملابس فضفاضة بحيث لا تعرِض جسدها للجميع لرؤيته.
وكما قلت في البداية، هناك أكثر من 2500 عضوة في مخطط الواقفات ناو في المملكة المتحدة، وأتوقع أن نصفهن على الأقل قد بلغن سن النضج، أو حتى أكثر من ذلك، ويجب عليهن ارتداء الحجاب. إذا قدمتن مثالًا إيجابيًا في هذا الصدد يمكنكن، وسوف تكنّ نماذج يحتذى بها للأحمديات الأخريات وسوف يميزكن بقية العالم بسبب حشمتكن وأخلاقكن. سوف تضربن مثالا على التقوى والأخلاق يلهم الأخريات وسيثبت أنكن من اخترتن اتباع دينكن وأنك حاملات لواء الإسلام وحقوق المرأة في هذا الزمن. سوف تكن اللواتي يقدن الأخريات نحو التقدم الحقيقي والتنمية، بدلا من مجرد ركوب الموجة مع الآخرين نحو الأهداف المادية التي لا معنى لها.
الحكمة من الفصل بين الجنسين في الإسلام:
هناك قضية أخرى تناقَش وتدان في كثير من الأحيان في المجتمع الغربي، وهي حقيقة أن الرجال والنساء يحافظون على مسافة معينة بينهم في الإسلام. على سبيل المثال، قيل الكثير عن حقيقة أن الرجال والنساء المسلمين اختاروا عدم مصافحة الجنس الآخر، أو أنهم يفضلون الجلوس والعبادة بشكل منفصل. ومع ذلك، مع مرور الوقت، حتى أولئك الذين انتقدوا هذه المعتقدات بدأوا يدركون الحكمة التي ترتكز عليها قيمنا. على سبيل المثال، ذكرتُ ذات مرة سابقًا أن سيدة بارزة في السويد اقترحت إقامة حفلات "للنساء فقط"، بينما في احتفالات رأس السنة الأخيرة في برلين، تم إنشاء منطقة منفصلة للنساء فقط، وقد سميت في الواقع "المنطقة الآمنة" من قبل السلطات الألمانية. وسواء في السويد أو في برلين، كان عليهم اتخاذ هذا الإجراء بسبب الطريقة غير اللائقة التي قام فيها الرجال بالإيذاء الجنسي والتحرش بالنساء في السنوات السابقة، وعلاوة على ذلك، حدثت في الأشهر الأخيرة فضيحة كبيرة في دار صناعة السينما الأمريكية، بعد أن تبين أن منتجي الأفلام الذكور أو غيرهم من الرجال الذين يشغلون مناصب مماثلة قد أساءوا استعمال سلطتهم وهاجموا وتحرشوا بالنساء لسنوات عديدة دون عقاب. وقد تصاعدت هذه الفضيحة بعد أن ظهر أن الاعتداء الجنسي والسلوك غير اللائق قد حدث في كثير من قطاعات المجتمع الأخرى. والسؤال هو لماذا تم الاعتداء على النساء في جميع أنحاء العالم؟ الجواب، سواء أعجبهم أم لا، هو الاختلاط الحر الذي حدث والذي بيّن أن النساء لم يكنّ قادرات على حماية أنفسهن.
وعلاوة على ذلك، أظهرت هذه الحوادث أيضا أنه في حين يتحدث كثير من الرجال عن تأييدهم لحرية المرأة، غالبا ما يكون دافعهم الحقيقي هو تحقيق رغباتهم الأنانية وغير الأخلاقية. لقد سعوا للحصول على الفرص لاستغلال النساء والإساءة إليهن نفسيا أو جسديا، وفي بعض الحالات، تصاعد الأمر إلى ما يمكن تسميته بأنه تعذيب فقط. وفي ضوء كل هذا، ومن واقع أن هناك جهودا كبيرة تبذل لتقويض الإسلام والتشهير به، فإن من واجب ومسؤولية جميع النساء الأحمديات أن يعلن لشعوب العالم جمال تعاليم الإسلام.
ومن المؤكد أن عضوات مخطط الواقفات ناو يجب أن يكن في طليعة هذا الجهد، ومن دون أي خوف أو شعورٍ بالدونية، يجب أن تعلنّ بصورة واضحة حقيقة أنك تفخرن بلباسكن المحتشم وبحجابكن وبإبقاء مسافة من الرجال. يجب أن تعلنّ بوضوح أن هذه هي الضمانات الأساسية التي اختارها الله سبحانه وتعالى من أجل حماية المرأة وبذلك بدلا من أن يعتبر تقييدا، فإن الحجاب هو في الواقع حق سامٍ وحماية ممنوحة للمرأة المسلمة.
على الذين يعترضون على تعاليم الإسلام في الحجاب أن يصلحوا طبيعة الرجال أولًا:
تذكرن أن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام قد قال ذات مرة إن على أولئك الذين يعترضون على تعاليم الإسلام في الحجاب أن يصلحوا أولًا طبيعة الرجال، لأنه للأسف، كثير من الرجال غير قادرين على السيطرة على أنفسهم ويبحثون عن الفرص للإساءة للنساء والاستيلاء على حقوقهن. وقد شبه المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام هؤلاء الرجال بالكلب جائع، الذي ينقضّ على الفور على قطع الخبز عندما توضع أمامه.
واجبات الفتيات الأحمديات:
كواقفات ناو، مهمتكمن ليس فقط عكس تعاليم الإسلام شخصيا، ولكن نشرها أيضًا بين القاصي والداني. وفي حين أن الفتيات الأحمديات غير قادرات على الدراسة في الجامعة الأحمدية، فمن الضروري أن يكون لديكن جميعا فهمٌ عميقٌ لدينكن. وهكذا، كما قلت آنفًا تحتجن إلى قراءة القرآن الكريم والحديث وكتب المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، لأنها سوف توفر لكن معرفة دينكن. وكلما زادت معرفتكن، سواء بشكل فردي أو كهيئة جماعية، كلما كنتن قادرات على نحوٍ أسرع على جذب البشرية مرة أخرى نحو خالقها، وسوف تكن قادرات على أداء دوركن في إنقاذ هذا العالم من الدمار الذي يتداعى نحوه بسبب البذاءة المتزايدة وانعدام الأخلاق المتفشي في المجتمع.