مقتبسات من الخطاب الذي ألقاه أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد (أيده الله تعالى بنصره العزيز) في اجتماع الواقفات ناو في المملكة المتحدة يوم 06/04/2019
الواجب الأول للمسلم الأحمدي أداء حقوق الله تعالى:
إن الواجب الأساسي لأي أحمدي، وفي الواقع لأي مسلم، هو الوفاء بحقوق عبادة الله. وبالتالي، فإن الأمر الأول الذي أود تذكيرن به هو أن عليكن المواظبة الدائمة على أداء الصلوات الخمس يوميًا، كما يجب أداءها بإخلاص وخشوعٍ كامل لله تعالى، وليس بطريقة سريعة بحيث تدعين أنكن أديتن ما عليكن من التزام.
أوفين بحقوق العبادة حق الوفاء، وضعن دائمًا في مقدمة حسبانكن أنكن تسجدن أمام الله القوي السميع، وتناجينه تعالى بآمالكن ورغباتكن القلبية.
بالتأكيد، يجب أن يكون الطموح الأسمى لأي عضو في مشروع الوقف ناو، ولأي مسلم حقيقي أو أي شخص نذر حياته لخدمة الإسلام هو نيل قرب الله تعالى، وبالتالي، فمن الأهمية بمكان أن تحاولن دائمًا رفع معايير عبادتكن.
تعاليم القرآن الكريم عالمية وخالدة وتتوافق مع الطبيعة البشرية:
عليكن أن تضعن في اعتباركن أن التعليم الكامل الذي أنعم الله به علينا في القرآن الكريم هو تعليمٌ عالمي ودائم وخالد، وجميع تعاليم القرآن الكريم تتوافق مع الطبيعة البشرية، ولا يمكن القول إنه نظرًا لأن القرآن الكريم قد نزل قبل أكثر من 1400 عام فهو لم يعد ساري المفعول أو أنه كان صالحًا للحقبة الماضية فقط.
فكل كلمة من كلمات القرآن لا تزال قابلة للتطبيق اليوم كما كانت في زمن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم).
تعاليم القرآن موجهة للعرب ولغير العرب:
لا يصح القول إن القرآن قد نزل بين العرب، فهو بالتالي للعرب فحسب.
ففي حين أن تعاليم القرآن الكريم موجهة للعرب، فهي موجهة أيضًا لشعوب أوروبا والأمريكتين وآسيا وإفريقيا وجميع أنحاء العالم.
وبالتالي، ومن كافة النواحي، كما كان القرآن الكريم مناسبًا وجديرا بالاتباع قبل 1400 عام فإنه كذلك اليوم أيضًا.
الإسلام دين الماضي واليوم والغد:
الإسلام ليس دينًا للماضي فقط وإنما لليوم وللغد، وسيبقى حتى آخر الزمان بمشيئة الله.
وبالتالي، وبغض النظر عن المزاعم والانتقادات الموجهة ضد الإسلام، يجب ألا تشعرن أبدًا بأي حرج أو عقدة بسبب دينكن. لا يوجد أي اعتراض أو نقد في الإسلام لا يمكن دحضه. والحقيقة هي أن الله سبحانه وتعالى قد قدم في القرآن الكريم نفسه الجواب على كل اعتراضٍ أو اتهام وُجّه للإسلام سواء كان ذلك من قبل غير المسلمين أو غير المتدينين على السواء.
لفهم المعنى الأعمق للقرآن الكريم ينبغي قراءة كتب المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام):
إننا سعداء جدًا بأنه في هذا العصر قد أوضح لنا المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) المعنى والتفسير الحقيقي للقرآن الكريم وزودنا بالأسلحة الفكرية للرد على أولئك الذين يعارضون الإسلام أو يثيرون الشكوك حوله. وبالتالي، لفهم المعنى الأعمق للقرآن الكريم، من الضروري أن تقرأن كتب المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) وكتب الجماعة الأخرى أيضًا. بلا شك، في هذا العصر لا يمكننا إلا من خلال قراءة كتب المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) وخلفائه فهم ديننا والرد على من يوجهون الاتهامات الكاذبة ضد الإسلام...
عليكن أن تتخذن عادة تخصيص وقتٍ يومي لقراءة كتب أو كتابات المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) لأنها ستزودكن بالوسائل اللازمة للدفاع عن دينكن.
القرآن الكريم هو المرشد للبشرية:
القرآن الكريم من الغلاف إلى الغلاف مليء بالمعرفة والتوجيهات المتعلقة بجميع جوانب حياتكن والمجتمع الأوسع.
يرشد القرآن البشرية بدءًا من الأسرة والبيت حتى نطاق العلاقات الدولية. وبالمثل علمنا الإسلام حقوق الفرد بما في ذلك حقوق الأطفال، كما علمنا الحقوق الجماعية بما في ذلك حقوق الحكومة والعوام.
واجب نشر تعاليم الإسلام الحقيقية:
بصفتكن عضوات في مشروع الوقف ناو، فإن من واجبكن نشر تعاليم الإسلام الحقيقية والسلمية قولًا وفعلًا. لقد شهدت دائمًا أنه عندما يتم تقديم تعاليم الإسلام الحقيقية والجميلة للأشخاص الدنيويين أو الماديين الذين يعتبرون أنفسهم متقدمين ومثقفين جدًا فلا يسعهم إلا إبداء الإعجاب بها، لاسيما فيما يتعلق بالصراعات والانقسامات المستعرة في العالم اليوم، عندما نقدم تعاليم الإسلام السلمية والشفوقة، فيكون لهذا تأثير غير عادي، ويشعر الكثيرون بالدهشة والتأثر من روعة تعاليم الإسلام. وبالتالي، بصفتكن فتيات وسيدات مسلمات أحمديات مخلصات وكعضوات في مخطط الوقف ناو، يجب ألا تشعرن بأي شكل من أشكال الدونية حول دينكن. لا تفكرن أبدًا في أن دينكن متخلف أو بعيد عن عالم اليوم الحديث. على العكس من ذلك، كلما زاد اعتزازكن بدينكن وكلما أمضيتن حياتكن وفقًا لتعاليم الإسلام، كلما احترمكن الآخرون. وبهذه الطريقة ستترسخ عزتكن وكرامتكن في العالم.
بالتأكيد، لا يوجد أي تعليم في الإسلام من شأنه أن يتسبب بظهور أي عقدة أو تخوف في عقولكن. لا تقلقن ولا لثانية واحدة من أن الآخرين قد يسخرون منكن أو يعتبرونكن أضحوكة بسبب معتقداتكن الدينية. إذا سخروا فليفعلوا! بعض الناس ينتقدون أو يسخرون من الحجاب بينما يستخف الآخرون بطريقتنا في أداء الصلاة.
"إذا استهزىء بكن بسبب قيامكن بما يمليه عليكن دينكن، فلا تعتبرن ذلك إهانة شخصية أبدًا، بل يجب أن تعتبرن هذا وسام شرف"
إذا استهزىء بكن بسبب قيامكن بما يمليه عليكن دينكن، فلا تعتبرن ذلك إهانة شخصية أبدًا، بل يجب أن تعتبرن هذا وسام شرف، وأن تشعرن بالفخر من أنكن قد بقيتن ثابتاتٍ على الإيمان في مواجهة الشدائد. إن إظهار الصبر والحفاظ على رؤوسكن مرفوعة في مثل هذه الظروف هو الوسيلة الحقيقية لإثبات عزتكن واحترامكن لذاتكن في العالم.
نحن هم السعداء لأننا لم ننسَ قيمنا، بينما فقد اليوم معظم الناس ولاسيما في العالم الغربي هويتهم الدينية الحقيقية. وحتى أولئك الذين يزعمون اتباع الدين، فإنهم يعيشون حياة لا علاقة لها بدينهم....
بالابتعاد عن الدين قد تراجعت المعايير الأخلاقية:
باسم ما يسمى بالحرية، يعتبر مجتمع اليوم نفسه متقدمًا ومتطورًا جدًا ويعتقد أنه قد وصل إلى ذروة الحضارة. لكن في الواقع، وحيث ابتعد المجتمع عن الدين، فإن المعايير الأخلاقية بالمقابل قد تراجعت. وفيما يتعلق بالأخلاق والفضيلة، فإن المجتمعات المتقدمة والحديثة تعاني من تدهورٍ كبير. وبسبب الابتعاد عن الله تعالى، فإن الإنسانية تبتعد بسرعة عن المعايير الأساسية للحشمة العامة. على سبيل المثال، في المجتمع الحديث، من الطبيعي جدًا أن لا يحترم الأطفال آباءهم وألا يصغوا إليهم. كما بدأ حتى المستوى المبدئي من الاحترام الذي يجب أن يكنه الأطفال لآبائهم وكبار السن بالتلاشي. وقد صُنف هذا أيضا على أنه حرية واستقلال....
لقد بدأ المجتمع متأخرًا الآن بفهم العواقب الضارة للحرية المطلقة. على سبيل المثال، بعد رؤية دمار الأسر والانعدام التام لاحترام الأطفال للكبار، بدأ عددٌ من الناس في المجتمع الغربي في التعبير عن مخاوفهم بشأن هذه القضية.
سلام المجتمع منوطٌ بسلام الأُسر:
تذكرن دائمًا أن سلام المجتمع يرتبط مباشرة بالسلام داخل أُسر هذا المجتمع. يعتمد السلام في المنزل على الأخلاق الحميدة والاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة وبين الوالدين وأطفالهما. وبالتالي، ضعن في اعتباركن دائمًا أنكن كعضوات في الوقف ناو، من الضروري أن تظهرن أعلى معايير الأخلاق في جميع الأوقات. يجب عليكن جميعًا، سواء كنتن في سن الطفولة أو مراهقات أو بالغات أن تحترمن حقوق أهاليكن وأخوانكن وأفراد عائلتكن الآخرين. يجب على المتزوجات منكن أن يعاملن أطفالهن وأزواجهن بالمحبة وأن يوفين بحقوقهم ويضمنّ أن تكون منازلهن مرآة لتعاليم الإسلام. كما قلت سابقًا، تذكرن دائمًا أن أداء حقوق الله تعالى والعمل بمقتضى تعاليمه المنصوص عليها في الكنز الذي لا مثيل له والذي هو القرآن الكريم يجب أن يكون دائمًا أول أولويات حياتنا. ومن هنا يجب أن تقرأن القرآن الكريم، وتفسير القرآن الذي قدمه المسيح الموعود (عليه السلام) وخلفاؤه وأن تفخرن بحقيقة أنكن إماء إلهٍ حي وتتبعن نبيًّا كريمًا (صلى الله عليه وسلم) والذي ستظل تعاليمه قائمة إلى الأبد إن شاء الله. افخرن بحقيقة أن معتقداتكن الدينية هي وسيلة النجاح والنجاة في هذه الدنيا وفي الحياة الآخرة على السواء.
بلا شك، إذا كنتن تمضين حياتكن وفقًا لتعاليم القرآن الكريم، فستشهدن الجنة داخل بيوتكن وفي حياتكن اليومية.
على الأهل تقديم الأسوة الحسنة لأطفالهم:
أود تذكير أهالي أطفال الوقف ناو بأن عليهم أن يفكروا باستمرار في حقيقة أنهم نذروا أطفالهم في سبيل خدمة الإسلام، فإذا لم يقدموا نموذجًا صالحًا لأطفالهم، سيعدون فاشلين في الوفاء بواجباتهم، وسيستحقون الملامة على فشل أطفالهم في اتباع قيم الجماعة الحقيقية. إن نذرَ أطفالكم هو التزامٌ مدى الحياة برفع مستوى تقواكم بحيث تكونون قدوة لهم. وبالمثل، فإن العديد من الواقفات متزوجات الآن ولديهن أطفال، لذا عليهن التفكير بجدية في العهد الذي قطعه أهاليهن بدايةً، ثم قطعنه بأنفسهن الآن بحق ذريتهن الخاصة، وأن يسعين باستمرار لتربية أطفالهن بأفضل طريقة ممكنة وأن يقدمن مثالًا شخصيًا للتقوى ليتبعه أطفالهن ويتعلموا منه. إذا كنتن تقضين حياتكن بهذه الطريقة فستضمن التقدم والازدهار المستمر لجماعتنا بإذن الله.
دور المسلمة العظيم في ترسيخ القيم الإسلامية في الأجيال القادمة:
إن مكانة المرأة المرموقة في الإسلام هي لدرجة أنه من خلال جهودها النبيلة فقط، سيبقى الجيل القادم مرتبطًا بالدين.
فإذا قامت الأمهات بأدوارهن الحاسمة، عندها فقط يمكن أن تظل القيم العظيمة لديننا راسخة في أجيالنا المقبلة. وإلا سنواجه المصير الذي وصلت إليه الجماعات الدينية الأخرى التي فقدت تقاليدها وقيمها مع مرور الوقت....
إن حياة هؤلاء الأحمديين الذين يهملون واجباتهم والذين لا يواظبون على الالتزام بتعاليم دينهم، ستُبدد وستضيع أجيالهم المستقبلية في العالم المادي...
فعليكن بالتالي أن تسعين جاهدات لزيادة معرفتكن الدينية حتى تتمكنّ من العمل بموجب تعاليم دينكن ومن غرس القيم الإسلامية في أطفالكن.
كن تقيات، والتزمن بأعلى مستويات الأخلاق، والتزمن دائمًا بالصدق، وتمسكن بالمبادئ الإسلامية، واسعينَ لتكنّ مسلماتٍ أفضل كل يوم في حياتكن.
عندها فقط يمكننا التأكد من أن أطفالنا والأجيال القادمة في أيدٍ أمينة وأنهم سيكبرون ليكونوا مصدر فخر لجماعاتنا.
ضرورة التمسك بأهداب التقوى:
من الضروري للمؤمنين والمؤمنات على السواء أن يضعوا التقوى في صدارة عقولهم، بمعنى أن عليهم السعي نحو تحقيق كافة أشكال الصلاح والفضيلة.
وبالتالي، حاولن أن تكن أصدق الصادقات، وأكثرهن اجتهادًا وأخلص خادماتٍ للإسلام.
وضعن في الاعتبار أن واجبكن مدى الحياة هو نشر رسالة الإسلام الحقيقية.