"النساء ناقصات عقلٍ ودين"



من جلسة أسئلة وأجوبة مع خليفة المسيح الرابع (رحمه الله) في مسجد الفضل في لندن بتاريخ 42-06-1991
إعداد وتعريب: زينب ملص

سأل أحدهم الخليفة الرابع -رحمه الله- عن معنى الحديث الذي ذُكر فيه أن "النساء ناقصات عقلٍ ودين" وهذا الحديث ورد عن الإمام مسلم في صحيحه، وهو عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ،وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ»

فأجاب حضرته:
يجب أن نتحرى أولًا صحة هذا الحديث، ولكن إذا سلمنا بصحة ما قيل، فإننا نرى أن في النساء بعض النواقص بسلوكهن، بينما هن من نواحٍ أخرى ذكيات وفطنات حتى أكثر من الرجال، فالسيدة عائشة (رضي الله عنها) امرأة وقد علمت المسلمين في جميع أرجاء العالم نصف دينهم، لذا يجب أن لا يساء تفسير هذا الحديث. هناك بعض الميول عند النساء التي أعتبرها من النواقص، على سبيل المثال الغيبة، فعندما يجتمعن -على الأقل يحدث هذا في بلادنا إن لم يكن في غالبية أرجاء العالم- فإنهن يتحدثن عن أشياء تافهة كالموضة والملابس وعن جمال هذا أو ذاك وعن أخطاء الآخرين وما شابه من هذه الأمور، فالنساء يملن إلى الانغماس في اللغو، بينما عندما يجتمع الرجال مع بعضهم فإنهم غالبًا ما يتحدثون في أمورٍ جدية، رغم أن بعض الفاسدين من الرجال ينغمسون في أحاديث قذرة أيضًا، لكني لا أتكلم هنا عن نوعية الحديث وإنما حول الميل نحو أحاديث اللغو. وهناك أيضًا الانخراط في المشاجرات بسرعة أو الشعور بالغيرة من الآخرين، فهذه العادات القليلة في المرأة قد ناقشها الأدب العالمي أيضًا، وهناك العديد من النساء اللواتي ينأين بأنفسهن عن هذه العادات بالطبع، ولكن الرأي العام في العالم، إذا اطلعت على الأدب، ستجد أن المرأة تميل بصورةٍ ما إلى بعض العادات التافهة، ولكن هذا لا يعني أن الإسلام يدين المرأة، عليكم أن تقرأوا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لتعرفوا ما هو موقف الإسلام الحقيقي من المرأة، فقد قال رسول اله الله صلى الله عليه وسلم في موضع: «الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأُمَّهَاتِ»، فإذا كانت خدمة المرأة وطاعتها تفضيان بك إلى دخول الجنة فأنّى لنا أن نقول أنهن ناقصات عقل؟ ولو كن ناقصات عقلٍ لما تمكنّ من توجيهكم إلى درب الخلاص من الذنوب وأخذكم في طريق الجنة!
كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة) فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يُحب النساء فهل يمكن لحضرته أن يحب من تنقصها الحكمة وهو أحكم من على وجه البسيطة؟!
ولهذا يجب علينا فهم هذا الحديث فربما قد كان تعليقًا على موقف معين يتطلب الشدة، فأحيانًا بعض النساء يتحدثن بكثرة أو يتشاجرن مع بعضهن بعضًا، فيتناول أحدهم الموضوع بجدية لتذكيرهن جديةً بخطأهن. فبالله عليك لا تأخذ موضوع "ناقصات عقل" بهذه الجدية فالأمر مختلف عما ذهبت إليه، وأعتقد أن رسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر ذلك في وضعٍ كهذا.
وقد ورد في موضِعٍ آخر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا، فإنَّهنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلع أعلاه، فإنْ ذَهبتَ تُقِيمه كَسَرْتَه، وإنْ تركْتَه لم يزلْ أعوج، فاستوصُوا بالنِّساء) أي عليك أن لا تقيّم هذا الاعوجاج فهناك جمالٌ كامنٌ فيه، كما أن الضلع يغطي أكثر الأعضاء حيوية في جسم الإنسان، لذا فهذا الحديث مليء بالحكمة وهو يعني أن للمرأة سلوكٌ مختلف وهو جميل أيضًا وضعيف لكنه مهم جداً لك فلا تحاول تقييمه، فهذا النوع من الأمور التي تندرج تحت "ناقصات العقل" ليس سيئًا على الإطلاق، فالمرأة تتخذ أسلوبًا معينًا من التدلل فترفض أحيانًا متدللة من يتقدم لخطبتها بينما تكون راغبة بالزواج منه، فهناك سمات لا نجدها عند الرجل وهو مختلف في طباعه عن المرأة بالطبع وهناك الكثير من هذه الأمور الصغيرة التي عناها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن غير الممكن أبدًا أن يُسيءَ حضرته إلى جنسٍ معين، هذا أمرٌ مستحيل لأنه طوال حياته قد عامل المرأة أحسن معاملة فكيف يعقل أن يسيء إليها فجأة؟ مهما كان ما قاله فلا بد أنه قاله بصورة مفعمة بالحب واللطف لإيصال رسالة للرجال بأن لا يعاملوا النساء بقسوة فهن قد خلقن هكذا.