مخاطر الهاتف النقال



 يحتوي جهاز الهاتف النقال الصغير الذي نحمله في أيدينا دائمًا أو حتى ننام وهو تحت رؤوسنا على مئات المواد والعناصر، فهو يتكون من عدة منظومات ودوائر تشغيل وترانزسترات ومقاومات وفلاتر؛ وهي جميعها تستخدم موادًا كيمياوية تصل نسبة خطورتها إلى 99٪‏.
الجميع يعرف أو ربما سمع عن المخاطر المرتبطة بهذه المحمولات الذكية، وأنا بحكم عملي وتخصصي في الكيمياء، عملت في مختبرات جامعة بانكور في ويلز في المملكة المتحدة على المواد العضوية الباعثة للضوء أو الدايودات العضوية (Organic light-emitting Diodes (OLED المعروفة في تركيب وتكوين أضواء وألوان الشاشات والتي تستخدم في مصانع تصنيع الهواتف النقالة والأجهزة الالكترونية الذكية والحديثة. فأود التحدث هنا عن بعض المواد الكيمياوية التي تستخدم لتحضير الضوء المنبعث من هذه الشاشات.
قد لا يخطر ببال أحد أن الألوان التي تظهر على شاشات الهواتف الذكية والأجهزة الالكترونية الأخرى هي عبارة عن مزيج معقد من تفاعلات كيمياوية عديدة لمواد كثيرة أعطت في النهاية هذا الضوء. لقد قمنا بتحضير بعض الألوان من مواد عضوية باعثة لضوء أزرق حيث تم استخدام مواد أولية للتفاعل كعوامل مساعدة وبغض النظر عن سلسلة التفاعلات التي تأخذ أحيانا أكثر من شهر للتفاعل الواحد، سأذكر هنا المواد الأولية التي يتم استخدامها مبتدأة بالحوامض المركزة:
Chlorosulfonic acid
sulphuric acid
bromine Br2
Phosphourspentachloride
Phosphorusoxychloride
Diethylamine
Pyridine
Sodium Na
والمذيبات العضوية:
Toluene
Acetone
Benzene
Chloroform
Methanol
Tetrahydrofuran


هذه بعض المواد الكيمياوية التي يتم استخدامها وأغلبها مواد عضوية. أما الحوامض المركزة المعروفة بقوامها الزيتي الثخين، فإن التعرض المباشر للأبخرة المنبعثة منها يسبب حروقًا وتخرشات في الجلد إضافة إلى الإصابة بالأكزيما وخدوش بالأوعية المخاطية وغيرها من المخاطر على الجهاز التنفسي والهضمي. أما المذيبات العضوية فمنها ما هو شديد الانفجار كالبنزين، لذا يتم حفظها في عبوات ملونة لتقليل خطورتها، ومنها المسرطنة كالكلورفورم والتولوين والبنزين إضافة إلى مركبات النترو التي ذكرت أعلاه.
أما عنصر الصوديوم الحر فهو معروف بشدة وحدة فعاليته حيث يتفاعل مع أوكسجين الهواء ويتسبب بالانفجار، أما إذا لامس الماء فقطعة صغيرة منه قد لاتتجاوز 1 سم ستتسبب في انفجار هائل. لهذا السبب يحفظ عنصر الصوديوم في الزيت وبعبوات محكمة الإغلاق ويجب التعامل معه بحذر شديد عند الاستخدام وبسرعة بحيث لايتعرض للهواء أكثر من دقيقة.
هذا فقط شيء بسيط عن مخاطر هذه المواد ولكي لايطول هذا المقال نستدل بخير نصيحة من حضرة مولانا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز من خطبته التي ألقاها في خيمة النساء في جلسة المملكة المتحدة 2018، حيث أوضح حضرته مخاطر تلك الأجهزة وكيف أن مصممي برامج الفيس بوك والواتس آب يمنعون أولادهم من الانخراط في اقتناء تلك التفاهات وقد وضعوا حراسة مشددة عليهم ويمكن الرجوع لخطاب حضرته حول ذلك.
وقد أخبرنا الأطباء أن استخدام هذه الأجهزة ليلا يقتل خلايا العين رويدا رويدا ويتلف خلايا الدماغ لاسيما عند الأطفال، لأن العين مرتبطة ارتباطا وثيقا جدا بخلايا الدماغ وهذه الخلايا تحتاج الى السكون والراحة ليلا من ما يمر عليها طيلة النهار فبدلا من توفير الراحة للعين وخلايا الدماغ يلجأ الكثير إلى هذه الاجهزة القاتلة ظنا منهم أنها توفر الراحة والتسلية، بينما العكس هو الصحيح فهي أسلحة قاتلة لخلايا العين والدماغ لأن الشبكية والقرنية مرتبطة بالدماغ بأوردة وشرايين دقيقة وضعيفة جدًا تختلف عن بقية أوردة وشرايين الجسم، فالأشعة المنبعثة من هذه الأجهزة تتلف خلايا العين وتؤدي إلى أمراض مزمنة وحتى جهاز الـ Wi-Fi يبث ذبذباتٍ وشحنات مغناطيسية تخترق خلايا الدماغ وتتسبب بأمراض مفاجئة وخصوصًا الصداع القوي.

ملخص القول إن الهاتف النقال أو الموبايل جهازٌ قد وُجد للاتصال وليس لأغراض أخرى، لذا يجب استخدامه لهذا الغرض فقط لكثرة سلبياته النفسية والجسدية، والدمار الذي يسببه لنا ولأطفالنا. وعدم النظر قدر المستطاع إلى هذه الأجهزة لأكثر من ساعة وخاصة في الليل؛ ومنع الأطفال منعا باتا من استخدام هذه الأجهزة وبالأخص ليلا مهما كلّف الأمر. وأخيرا أود التنوية أن علينا أن نطفئ جهاز شبكة الانترنت ليلا لمخاطره على صحتنا.
حمى الله الجميع ومتعننا جميعًا بالصحة والعافية، آمين.