أم المؤمنين السيدة حفصة (رضي الله عنها)



 السيدة حفصة (رضي الله عنها) هي رابع زوجات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي ابنه سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) والصحابية زينب بنت مظعون أخت الصحابي الجليل عثمان بن مظعون (رضي الله عنهما)
ولدت السيدة حفصة قبل خمس سنوات من بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم، وتزوجها رسول الله في العام الثالث الهجري وكان عمرها 22 سنة بينما كان حضرته في الخامسة والخمسين من عمره الشريف.

كيف تم هذا الزواج المبارك؟

كانت أم المؤمنين حفصة (رضي الله عنها) قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم تحت خنيس بن حذافة (رضي الله عنه) وكان صحابيا مخلصا شهد بدرا، وبعد عودته من بدر إلى المدينة مرض مرضًا توفي على إثره، وبعد فترة قلق سيدنا عمر جدا من أجل تزويج حفصة مرة أخرى وكانت فوق العشرين عاما تقريبا، فذهب سيدنا عمر نتيجة بساطته الفطرية إلى عثمان بن عفان وقال له لقد أصبحت ابنتي حفصة أرملة، فهل لك رغبة في زواجها؟ فلم يستجب له عثمان. ثم ذهب عمر إلى أبي بكر وعرض عليه الزواج من بنته، ولكنه ظل صامتا ولم يجبه. فحزن عمر وتضايق جدا، وجاء حزينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقص عليه الحكاية كلها. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تقلق، بإذن الله تعالى ستجد حفصة مَن هو خير من عثمان وأبي بكر، وسيجد عثمان زوجةً أفضل من حفصة. ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينوي أن يتزوج من حفصة ويزوّج ابنته أم كلثوم من عثمان، وكان قد أخبر أبا بكر وعثمان بنيته هذه، ومن أجل ذلك لم يستجيبا لعرض عمر. وبعد فترة زوّج النبيصلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم من عثمان، ثم طلب بعد ذلك يد حفصة من سيدنا عمر. ماذا كان عمر يريد أكثر من ذلك؟! فما كان منه إلا أن قبل عرضه بمنتهى الفرحة. تزوج النبي صلى الله عليه وسلم حفصةَ في شعبان في العام الثالث الهجري وهكذا دخلتْ في حرم النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك قال أبو بكر لعمر لعلك ناقم علي ومتضايق مني، والواقع أنني كنت على علم برغبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكني لم أكن لأفشي سره، ولولا نيته صلى الله عليه وسلم الزواج من حفصة لتزوجتها بكل مسرة.
ومن المصالح الخاصة في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من حفصة أنها كانت بنت عمر الذي كان يُعَدّ أفضل الصحابة جميعا بعد أبي بكر، وكان مقربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتأى الزواج من حفصة توطيدًا للأواصر مع عمر وأيضا تلافيًا للصدمة التي كانت أصابت عمر وحفصة بموت خنيس بن حذافة المفاجئ.(خطبة الجمعة التي ألقاها أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد نصره الله يوم 15/02/2019).
روايتها للحديث:

روت أم المؤمنين حفصة (رضي الله عنها) 60 حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل شماله لما سوى ذلك. (سنن أبي داوود)

ميزاتها:
عُرفت السيدة حفصة (رضي الله عنها) بالبلاغة والفصاحة، وكانت تجيد القراءة والكتابة حيث تعلمتهما على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله.
كانت كثيرة الصيام والقيام وقد حفظت القرآن الكريم كله وقد كانت يوم وفاتها صائمة، وقد روي أن أم المؤمنين عائشة قد أشادت بأم المؤمنين حفصة (رضي الله عنهما) فقالت: "ما رأيت صانعًا مثل حفصة، إنها بنت أبيها".

حارسة القرآن الكريم:
يرجع إلى سيدنا عثمان (رضي الله عنه) الفضل في إزالة الخلاف في قراءة القرآن وذلك بجمعه صحفه التي أودعها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند ابنته أم المؤمنين حفصة ونسخها في مصحف واحد بمعرفة زيد بن ثابت وآخرين من الصحابة الحافظين للقرآن، وأمر بإحراق ما سواه، وحيث كان للسيدة حفصة دورٌ عظيم في حفظ القرآن الكريم فقد لقبت بحارسة القرآن الكريم، وكانت إحدى أهم الفقيهات في صدر الإسلام، وكثيرًا ما كانت تُسأل فتجيب.
توفيت رضي الله عنها عام 41 هـ.