ما هي مسافة السفر التي تجيز للصائم أن يفطر في رمضان؟



من جلسة الأسئلة والأجوبة التي عقدت في مسجد الفضل في لندن مع خليفة المسيح الرابع رحمه الله في 24/06/1991

السائل: مع توفر المواصلات الحديثة ما هي حدود السفر التي تسمح للمسافر أن يفطر في رمضان؟

الخليفة الرابع (رحمه الله): هذه الحدود تتغير من بلدٍ إلى آخر ومن زمنٍ لآخر ويمكن للشخص المعني تقييم الأمر بصورة أفضل، لما كنا في قاديان كانت مسافة 12 ميل تعتبر سفرًا طويلًا، وعندما تسافر من قاديان هذه المسافة فإنك تشعر بصدق بأنك على سفر، أما إذا ذهبت هنا 12 ميلًا في هذا الاتجاه أو ذاك فهذا يعتبر خطوة ولا يمكن لأحد أن يعتبره سفرًا. عندما كنت في شيكاغو عام 1978 ذهبت لمكان مسافة 70 ميلا لتناول الغداء وفي ذلك اليوم سافرنا مئات الأميال لأننا تناولنا الإفطار في مكان ثم الغداء في مكان آخر ثم تناولنا الشاي في ثالث وفي مكان رابع تناولنا العشاء، لا أزال أتذكر ذلك اليوم.. حدث كل هذا ضمن حدود شيكاغو فلم يكن بإمكاني تسمية ذلك سفرًا فهذا الأمر كله نفسي.. فمسألة ما هو السفر أمرٌ نفسي فإذا كنت تفكر بأنك على سفر فإن موقفك من الأشياء كله يتغير، وهناك يجب تطبيق ما تقوله الشريعة الإسلامية [يعني أن على المسافر أن لا يصوم]، في البلاد المتخلفة يكون سفرًا الرحلة التي مسافتها قصيرة أما البلاد ذات الطرق السريعة والسهلة فيتغير المعيار..
السائل: ماذا لو سافرت إلى فيلادلفيا التي تبعد مسافة ثلاث ساعات؟
الخليفة الرابع (رحمه الله): هذا أمر آخر.. فيلادلفيا مدينة أخرى ونفسيًا أنت تفكر أنك ستغادر هذه المدينة وتذهب لأخرى فهذا يصبح سفرًا.. اسأل نفسك هذا السؤال فإن كان جوابك أن هذا ليس سفرا فلا تعتبره سفرا، أنا إذا سألت نفسي هذا السؤال فسأسمي ذلك سفرا.