تسعة مخاطر لتناول وجبة عشاء كبيرة



 كثيراً ما نشعر بالتوتر من كميات الطعام التي نتناولها، حيث نسعى دائمًا لتناول القليل من الطعام، ولكن عندما نجلس لتناول العشاء، هل نستهلك كمية طعام قليلة بالفعل؟ سيجيب معظمنا بـ "لا"!

لنلقي نظرة على النظام الغذائي لمعظم الموظفين، فغالبيتهم يتخطى يوميا قبل المغادرة إلى العمل وجبة الإفطار إما استعجالًا أو لعدم الشعور بالجوع، أو يتناول أي شيء في الطريق، ثم يتناول وجبة الغداء في العمل أو عند العودة الى البيت، أو يتناول وجبة خفيفة في مقصورة الطعام إلى حين وقت تناول العشاء.
وفيما يتعلق بوجبة العشاء ينقسم الناس إلى قسمين: أولهم الذين يشعرون بمتعة في تناول الطعام ويأكلون أكثر من اللازم، وآخرين لا يأكلون بما فيه الكفاية في محاولة لإنقاص وزنهم.
سواء كانت كمية الطعام على العشاء كثيرة أو قليلة جدًا، قد يكون لذلك مضار على الجسم، كما سأوضح أدناه.

قد يضر الإكثار من تناول طعام العشاء في المساء في جلسة واحدة على الجوانب التالية:

1- فقدان شهية الطعام في صباح اليوم التالي:
إن تناول الكثير من الطعام مساءًا والذهاب إلى السرير دون ممارسة التمارين الرياضية، يعني أن الهضم سيكون بطيئًا وغير مكتمل مما يؤدي إلى ضعف الشهية في الصباح. وهكذا تبدأ الحلقة المفرغة.
2- أمراض الجهاز الهضمي:
لا يعتبر تناول وجبة عشاء كبيرة من حين لآخر بالأمر الخطير، ولكن إذا كانت عادة تناول الوجبات الكبيرة كل يوم، فمع مرور الوقت يمكن أن تضعف عمليات الهضم مسببةً خلل في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى بعض الاعتلالات مثل أمراض الجهاز الهضمي، التهاب المعدة، قرحة المعدة، التهاب الأمعاء، الإمساك وسرطان القولون.
بالإضافة إلى أن تناول الكثير من البروتين في الليل لا يعطيه الوقت الكافي لهضمه بالكامل، وبالتالي فإن بقايا البروتين في الأمعاء يشكل بكتيريا معوية تنتج مواد سامة، مما يضر بصحة الأمعاء. وقد يؤدي الشعور بالتخمة إلى إعاقة حركة الأمعاء، مما قد يسبب انسدادًا معويا، أو تكوين براز أسود و/ أو دموي.

3- القابلية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية:
عندما تحتوي الأمعاء الغليظة على كميات من بقايا الطعام، فإن التحلل الجرثومي ينتج كميات كبيرة من المواد السامة والضارة. فعندما تحطم البكتيريا البروتين تنتج مادة تسمى "الفينول" والتي تدخل أجسامنا من خلال جدار الأمعاء، مما يزيد من قابلية الإصابة بمرض الأوعية الدموية الدماغية، المعروفة باسم "السكتة الدماغية".

إن تناول اللحوم في العشاء لن يؤدي إلى تثبيط الجهاز الهضمي فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ. فيتباطأ معدل تدفق الدم في الأوعية الدموية المغذية للجهاز الهضمي أثناء وقت النوم، مما يخلف كميات أكبر من الدهون في جدار الأوعية الدموية، فيتسبب بتصلب الشرايين، وتراكم الدهون والكوليسترول في جدرانها.

أظهرت الأبحاث العلمية أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم في العشاء أكثر عرضة بمرتين أو ثلاثة لارتفاع ضغط الدم مقارنة بالنباتيين.

4- زيادة احتمال السمنة:
يعمل جسمنا بشكل طبيعي على تحويل طعامنا إلى طاقة ويقوم باستهلاك الدهون المخزنة في الأعضاء الداخلية وحول تجويف البطن بشكل دوري. لكن إذا تناولنا الكثير من الطعام ولم يكن هناك حاجة إلى صرف هذه الطاقة، يقوم الجسم بتخزينها كدهون، مما يؤدي إلى السمنة وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض التي تتسبب بوفاة الكثيرين ولذلك تعتبر "السمنة" مرضًا.
5- الوهن العصبي وضعف النوم:
إذا مُلئت المعدة بطعام العشاء، فإن المعدة المنتفخة ستضغط على الأعضاء المحيطة، مما يتسبب في نشاط الدماغ ليلاً وتحفيز الأحلام واضطرابات في النوم، فنشعر بالتعب في اليوم التالي. ومع مرور الوقت يمكن أن يسبب ذلك الضعف العام وغيره من الأمراض. كما أنه يزيد من خطر الإصابة بالصداع، وضعف التركيز وانخفاض في الحالة الروحية.
6- التهاب البنكرياس الحاد:
يمكن أن يؤدي تناول الكثير من الطعام على العشاء إلى التهاب البنكرياس الحاد. وقد ينفجر الالتهاب في البنكرياس بشكل مفاجئ مسببًا الوفاة.
يضع الإفراط في تناول الطعام الأشخاص الذين يعانون من حصى في الحوصلة الصفراوية أو حصى المرارة في خطر أكبر من التهاب البنكرياس الحاد ويزيد من احتمال الموت المفاجئ.

7- زيادة احتمال الإصابة بمرض السكري:
كلما أكلنا شيئًا ما، تتلقى جُزُر البنكرياس إشارة لإفراز الأنسولين، وكلما زاد تناولنا يزاد إفراز الأنسولين. وعلى المدى الطويل من تحفيز إفراز الأنسولين (من خلال الإفراط في تناول الطعام) تتعرض جزر البنكرياس للإجهاد، وقد تتوقف عن العمل في نهاية المطاف، مما يتسبب بالإصابة بمرض السكري.

8- يسرع شيخوخة الدماغ:
الإفراط في تناول الطعام على المدى الطويل يمكن أن يؤثر على استجابة الدماغ ويسرع من شيخوخته لأن إمداد الدم الذي يفترض أن يذهب إلى المخ يتم إرساله إلى المعدة لإتمام عملها، مما يسبب التعب والنعاس.

9- مرض الزهايمر:
وفقا لدراسة يابانية، وُجد أن حوالي 30-40٪ من المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر، كانت لديهم عادات أكل سيئة على مدى طويل تمتد من أيام الشباب إلى سنوات منتصف العمر.

إذن، ماذا يمكن أن نتناول على العشاء مع تجنب المخاطر التي قد يسببها؟

- أكل الفاكهة قبل العشا: تناول موزة كاملة أو نصف تفاحة قبل الوجبة قد يكون رادعًا جيدًا لتناول الكثير من الطعام.

- تجنب الأطعمة عالية الكربوهيدرات في الليل: الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية مثل "الحبوب" تعتبر مغذية أكثر من الأرز المكرر، بالإضافة إلى كونها غنية بالفيتامينات والبروتينات، كما أنها تعتبر حلاً أفضل للأشخاص الذين يرغبون في إنقاص وزنهم.

- تناول طبق من الخضار الباردة بدل وجبة عشاء: يجب أن نكون أكثر حرصًا على تناول كمية كافية من الخضروات لتقليل السعرات الحرارية، على ألا تكون الخضراوات مقلية بحيث تحتوي على الكثير من الزيت. يمكن أن يكون تناولها مع "صلصة" بديل جيد.

- تناول وجبة متنوعة من العناصر الغذائية: مع التقيد في تناول كمية صغيرة من اللحوم.

- تجنب الأطعمة المقلية: لاحتوائها على الدهون "السيئة"، مما يسبب زيادة في الوزن وعسر في الهضم، كما أن الإفراط في استهلاكها يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية الدماغية.

أخيرًا، تذكر ألا تتناول قبل الذهاب إلى السرير طعامًا عالي السعرات الحرارية أو الأطعمة التي تؤثر على الهضم وتتداخل مع النوم. تجنب المشروبات الحلوة والمكسرات والبسكويت ورقائق البطاطس وما إلى ذلك. إذا شعرت بالجوع قبل الذهاب إلى السرير، فليكن اختيارك للعشاء قطعة فواكه لذيذة.