أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها)



 هي سادس زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمها هند بنت أبي أمية وكنيتها أم سلمة.
ولدت أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) قبل ستّ سنوات من بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم، وتزوجها صلى الله عليه وسلم في العام الرابع الهجري..
تزوجت السيدة أم سلمة أولا من عبد الله بن عبد الأسد المخزومي (رضي الله عنه) وهاجرت معه إلى الحبشة؛ وأبو سلمة من أوائل المهاجرين، وقد شهد بدرًا، وجُرح في أُحد، وتوفي على إثر ذلك. أنجبت أم سلمة منه أربعة أولاد: سلمة، وعمر، ودرة، وزينب.
كانت أم سلمة أول مهاجرة إلى المدينة وهي آخر أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) وفاةً..
لما توفي أبو سلمة ـ رضي الله عنه ـ جاءت أم سلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: "يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات، فقال لها: قولي: اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عُقبى حَسَنة فقالت: فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا (صلى الله عليه وسلم).
لما انقضت عدّتها خطبها سيُدنا أبو بكر فردّته، ثم خطبها سيُدنا عمر فردته، فبعث إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت: مرحبًا، أخبر رسول الله أني غيرى، وأني مُصبية وليس أحد من أوليائي شاهد. فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما قولك: إني مصبية، فإن الله سيكفيك صبيانك، وأما قولك: إني غيرى فسأدعو الله أن يُذهب غيرتك، وأما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي".
كانت أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) تُوصف "بصاحبة الرأي الصَّائب"، وقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وثمانية وسبعون حديثا.
كان كبار الصحابة يأتون إليها يطلبون حكمها عند الاختلاف في مسألة فقهية ومن ذلك أن أبا هريرة وابن عباس اختلفا في عدة المتوفى عنها زوجها إذا وضعت حملها، فقال أبو هريرة لها أن تتزوج، وقال ابن عباس: بل تعتدّ أبعد الأجلين، فبعثوا إلى أم سلمة فقضت بصحّة رأي أبي هريرة رضي الله عنهم جميعا.
وكانت أيضا حافظة للقرآن الكريم بأكمله، كما عُرف عنها الفصاحة والبلاغة وتمكنها من اللغة.
ذكرت السيدة عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلّى العصر، دخل على نسائه واحدة واحدة، يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن، ويختم بعائشة.
وروي أن النجاشي أهدى إلى النبي حُلّة وأواقي من مسك، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقيةْ مسك، وأعطى أم سلمة بقية المسك والحُلَّة.
بعد وفاة النبي ﷺ، لزمت أم سلمة بيتها، وعكفت على العبادة. ولجأ الكثيرون إليها لسماع الحديث والتفقه في الدين لعلمها بأحكام الشريعة.
وروى الإمام محمد بن سعد في طبقاته عنها أنها كانت تقول: "أنا أم الرجال منكم والنساء".
تُوُفِّيَتْ أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - في زمن يزيد بن معاوية سنة إحدى وستين للهجرة، بعد مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ حيث حزنت عليه حزنا شديدًا، وكانت حين وفاتها قد تجاوزت الرابعة والثمانين من عمرها..