قصتي مع الخلافة
أنا من كردستان العراق، مقيمة في النرويج، وأنحدر من عائلة مسلمة سنية.
في أبريل 2011 بايعت الخليفة الخامس للإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام سيدنا ميرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز.
تعرفي على الجماعة كان عن طريق قناة إم تي إيه وحينها لم أكن أعلم أن للجماعة مركزا هنا أو أن لها أفرادا في النرويج، فأرسلت بيعتي عبر طريق البريد الالكتروني/الإنترنت.
بايعت ولم تكن لدي أي فكرة مسبقة عن الجماعة، ولم أكلف نفسي للخوض في قراءة كتب الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، بل وحتى لم أسأل شيخا أو عالما ما إذا كانت هذه الجماعة صادقه أم لا، كان يكفيني رؤية صورة الإمام المهدي والمسيح الموعود سيدنا ميرزا غلام أحمد القادياني عليه أفضل الصلاة والسلام والاستماع إلى أشعاره على القناة، فلم أتردد لحظة واحدة ولم يراودني الشك في عدم صدق هذا الإنسان عليه السلام. لأنني كنت في انتظاره منذ صغر سني، كنت في التاسعة أو العاشرة من عمري، عندما أخبرني والدي أنه سيأتي المسيح الموعود والإمام المهدي المنتظر في الزمن الأخير وأن الناس سيفترقون إلى فرقتين حيث سيتبعه الطيبون أما الأشرار فسيعارضونه و يحاربونه.
في تلك اللحظة رفعت رأسي ونظرت إلى السماء، ودعوت ربي ببراءة الطفل الفطرية، أن يا رب اجعلني في زمنه واجعلني من الطيبين من أتباعه ولا تجعلني من الأشرار الذين يعارضونه، فكانت دعوة مستجابة الحمد لله.
في سبتمبر 2011 أي بعد أقل من خمسة أشهر من بيعتي زارنا خليفتنا المفدى ميرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز في النرويج.
كانت معرفتي عن مكانة الخلافة ومدى أهميتها وقدسية الخليفة سطحية جدا كباقي المسلمين، لذا لم أستسغ في البداية ما كنت أراه من بعيد من تعاملهم مع الخليفة وحديثهم عنه. كان الموقف غريبًا جدا بالنسبة لي، كيف أنهم يبالغون في حبهم وعلاقتهم مع الخليفة، وتقبيلهم ليده الكريمة. أصبحت في حيرة من أمري وأسئلة كثيرة كانت تجول في خاطري... ما هذا الذي أراه ؟ ولماذا...؟ وهل ما يفعلونه من الدين؟
بطبيعة الحال لم يكن ممكنا أن نلتقي بالخليفة إلا بعد ثلاثة أيام من مجيئه إلينا...فكان يوم الأحد... يوم اللقاء...اليوم المرتقب، موعدنا أنا وأولادي مع خليفتنا للمرة الأولى.. اليوم الذي ستُكحل فيه عيوننا برؤية الخليفة والذي حُفر في ذاكرتنا الى الأبد، الحمدالله.
عندما دخلنا على حضرته رأيت نورا على وجهه للوهلة الأولى، لايمكنني وصف الحالة التي عايشناها في تلك اللحظات والفيوض التي تسربت إلينا من خلال ذاك النور، ولو جئت بكلمات الوصف من كل لغات العالم، يستحيل علي وصف ذلك!
في تلك اللحظة فهمت واستشعرت الحب العظيم الذي كان يبديه أفراد الجماعة لحضرته.
انطباعات الأولاد:
كان عمر ولديّ آنذاك ١١ و١٣ سنة. بعد خروجنا من المقابلة كان أول ما قاله ابني الصغير بشكل عفوي "لن أغسل يدي ما دمت حيا! لكي تبقى آثار يده على يدي". أما ابني الكبير فأصر على أن لا نغادر المسجد مادام الخليفة هنا، قلت لا نستطيع ياولدي النوم في المسجد، فقال: ننام في السيارة، وفي الصباح يمكننا رؤيته ثانية.
ولأننا نعيش في مدينة بعيدة عن المسجد، كان من الصعب أن نأتي في اليوم التالي لتوديع الخليفة أيده الله، فصار هذا الشيء حسرة في قلبي ولديّ أنه لم يكون بمقدورنا البقاء إلى أن يغادر خليفتنا.
إن الانطباعات التي خرجت من فمّي ولدَي وتعبيرهما عن مشاعرهما البريئة وكمية الحب والطاقة الإيجابية التي حصلنا عليها في تلك المقابلة كانت أفضال من الخيرات والبركات والإنعامات أنزلها الله تعالى علينا في ذلك اليوم وإلى هذا اليوم وستسمر بإذنه تعالى ما دمنا نعيش تحت كنف الخلافة ونعرف قيمتها وجوهر مكانتها ونفهم أهميتها وضرورتها في كل جزئية من جزئيات حياتنا، فهي أغلى من كل كنوز الدنيا وتسوى الدنيا وما فيها.
الحمدالله على نعمة الخلافة.
فيا أيها الناس!... ويا مسلمون! يا من أنتم من أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.. لا تحرموا أنفسكم من النور الذي أنزله الله تعالى في هذا الزمان...أدعوكم بكل إخلاص ومحبة أن تأتوا وتعيشوا التجربة وتذوقوا طعم الإيمان الحقيقي وتشموا عبير أزهار الحياة الروحانية التي عاشها صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أخيرًا أريد أن أقول إنه بعد انضمامي إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية، الإسلام الحقيقي، والتمتع بالتجارب الروحانية التي لا يعوضها شيء في هذه الدنيا، تحت ظل الخلافة المباركة. كثيرا ما كنت أبكي وأشتكي إلى الله لمن كان السبب في حجب هذا النور عنا، وأن سنوات عمري الماضية ذهبت بدون أن أتعرف على الإسلام الحقيقي.