مقتبسات من خطاب حضرة خليفة المسيح الخامس أيده الله تعالى بنصره العزيز في الجلسة الختامية لاجتماع لجنة إماء الله في المملكة المتحدة عام 2015



 بعث الله المسيح الموعود لإحياء التعاليم الحقيقية للإسلام فعلى كل أحمدي الالتزام بها وتقديم الأسوة الحسنة للآخرين:
في زمن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام كان نص القرآن الكريم لايزال محفوظًا في شكله الأصلي وكان هنالك أعداد كبيرة من الناس في العالم يسمون أنفسهم مسلمين. وعدد كبير من حفّاظ القرآن الكريم. ولكن في الحقيقة كانت الغالبية العظمى قد نسيت تماما التعاليم الصحيحة للقرآن الكريم. وهكذا، بعث الله سبحانه وتعالى المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام لتأسيس جماعة ستقوم مرة أخرى بإظهار التعاليم الحقيقية للإسلام في العالم. في الواقع، لقد قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بإن الله يريد من الجماعة أن تكون مثالا للآخرين جميعًا. وأوضح أن القدوة تعني أنه عندما يراك أو يسمعك الآخرون يتأثرون ويحاولون تقليد ما رأوه.
واليوم أنتن اللواتي دخلتن جماعة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام قد تعهدتن أن تعشن حياتكن وفقًا لتعاليم الإسلام الحقيقية وأن تنشرنها بين القاصي والداني. وفي مناسبة أخرى قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بأن على أتباعه التخلي عن جميع أنواع الرغبات والأهواء الشخصية، كونهم ادّعوا أنهم أحمديين، وكونهم ادعوا أنهم يتبعون التعاليم الحقيقية للإسلام، فإن الآخرين سينظرون إليهم نظرة فاحصة بالتأكيد. وقال إن الآخرين سوف يقيّمون مستويات أتباعه، لذا من واجب المسلمين الأحمديين الحفاظ على أعلى معايير الأخلاق وعلى العادات الجيدة فقط. وقال إن على أتباعه اتباع أوامر الله دائمًا بحيث لا يمكن لأحد أن يطعن فيهم، أو يقول أنهم مسلمين غير جيدين أو أنه لا يوجد فرق بين الأحمديين وغيرهم. وبالتالي، على كل أحمدي، رجلاً كان أو امرأة، فهمَ مسؤولياته الثقيلة. إذا لم يقدّم أسوة حسنة للآخرين فهذا لن ينعكس سلبًا عليه فقط، وإنما على الجماعة بأكملها.
ضرورة تنحية الأهواء والرغبات الشخصية جانبًا:
وقد قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أيضاً أن جماعته إذا رغبت بأن تعتبر جماعة حقيقية فمن الضروري لجميع أبنائها أن يُنحّوا جانبًا جميع أهوائهم ورغباتهم الشخصية من أجل دينهم.
في الواقع، لقد قدم لنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في مناسبات لا تُعدّ ولا تحصى تعليمات وتوجيهات رائعة علينا أن نضعها نصب أعيننا دائمًا.
ضرورة قراءة كتاب سفينة نوح مرارا وتكرارا:
ولكن السؤال الحقيقي هو: إلى أي مدى نعمل بحسب كلماته وتعليماته؟ على سبيل المثال، لقد قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أن على كل أحمدي قراءة كتابه "سفينة نوح" مرارًا وتكرارًا. يحتوي هذا الكتاب على الكثير من التوجيهات للنساء الأحمديات أيضاً، فالمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام كتب فيه عن الصفات والفضائل التي ينبغي للنساء السعي لاكتسابها وكيف عليهِنَّ قضاء حياتهِنَّ.

الناس على ثلاثة أنواع:
تذكَّرنَ: هناك ثلاثة أنواع من الناس: النوع الأول أشخاص ليس لديهم معرفة أو معلومات وبالتالي إن ارتكبوا الأخطاء فيمكن مسامحتهم، والنوع الثاني أشخاص يتمتعون بالمعرفة ويعلمون ما هو الحق ولكنهم لا يزالون يتصرفون بطريقة خاطئة وبالتالي يجب محاسبتهم على أعمالهم بالطبع. والنوع الثالث من الناس هم أولئك الذين يعرفون الحق ولكنهم يتقصّدون القيام بأعمالٍ تخالف هذه التعاليم بينما يوجّهون الآخرين لإصلاح أنفسهم. لا يمكن إلا أن نصف هذه الفئة بالنفاق الخالص.
ولذلك فمن الضروري قبل النظر إلى الآخرين، أن ينظر كل مسلم أحمدي إلى نفسه ويقيّم حالته. يجب أن يتساءل إذا كان يتّبع تعاليم المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام حقاً أم لا ، يجب عليهم أن يقيّموا بصدق ما إذا كانوا يمتنعون عن الفسق والعصيان؟ أولاً وقبل كل شيء فإن واجب الأشخاص الذين يتولّون المسؤوليات في الجماعة واللجنة إصلاح أنفسهم روحانيًا وأخلاقيًا. فإن أولوا اهتمامًا لذلك فيمكنهم ضمان التربية والتدريب الأخلاقي للأحمديين الآخرين وأن يكونوا قدوة تحتذى للآخرين.

تعليمات المسيح الموعود عليه السلام للأحمديين:
سبق أن ذكرت أن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام قال إن على الأحمديين قراءة كتبه من أجل تدريبهم الأخلاقي. وقال أيضاً أنه من واجب كل أحمدي قراءة القرآن الكريم مراراً وتكراراً، وأن يسعى لفهم معانيه الحقيقية وأن يعيش حياته وفقاً لأوامره. وعلاوة على ذلك، قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يجب السعي لنيل قرب الله سبحانه وتعالى، والطريقة المثلى للقيام بذلك هي أن يُظهر المرء الحب الكبير للعبادة والصلاة داخل منزله.
كأمهات يمكنكن فقط غرس حب العبادة داخل أطفالكنَّ عندما تَقُمنَ أنتنَّ بالوفاء بحقوق العبادة وتُؤدينَ جميع صلواتكنَّ، وتُظهِرنَ الإخلاص الحقيقي لله.
لقد أمر المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أبناء جماعته مراراً وتكراراً أن يُظهروا الحب والتعاطف لبعضهم بعضًا لأنه بدون هذا سوف تكون وحدة الجماعة على المحك. وعلّمنا أن على كل أحمدي إظهار الحب الحقيقي والمودة للآخرين وأنهم إن فعلوا ذلك فسوف يُظهر الله الحب لهم. إنَّ حُبَّ اللهِ هو الوسيلة للسلام والاطمئنان الحقيقي.

نصائح للنساء:
اسعينَ دائماً لنشر الرحمة والعطف داخل المجتمع. يجب ألّا تتمنين الأفضل لأنفسكُنَّ وعائلاتكُنَّ فقط، ولكن يجب أن تتمنين أن يتمتع جميع الناس بالحب والسلام والأمن والراحة. نحن ندّعي إظهار الحب للجميع، لذا لا ينبغي أن نُظهر حبنا للآخرين فقط ولكن يجب أن نُظهر الحب فيما بيننا أيضاً. وبالتالي، لا تتكلّمنَ بسوء عن الآخرين ولكن ساعدن واهتممن ببعضكنّ بعضا.
لا تنشُرنَ الشائعات أو تُبرِزنَ نقاط ضعف الآخرين، بل تقاسمن أعباءهُم، وحاوِلن إزالة مصاعبهم وتوفير الراحة لهم. تذكَّرنَ دائماً قول الله تعالى في القرآن الكريم أن المؤمنين الحقيقيين هم أولئك الذين يحافظون على روح التراحم والتعاطف. وبالتالي على أولئك الذين يتمنّون أن يكونوا من المؤمنين الحقيقيين ويرغبون في اتّباع التعاليم الصحيحة للقرآن الكريم أن يظهروا دائماً الحب والتعاطف واللطف. إذا احترمتُنَّ الأخريات وفتحتن قلوبكن لهن، سترين أن الكثير من العادات السيئة، مثل التحدث بسوء عن الآخرين، سوف تتلاشى بشكل طبيعي، وهذا أمر مهم للغاية في مجتمع اليوم.

ضرورة فهم جوهر البيعة:
لقد قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أيضا بألمٍ كبير أنه إن لم يفهم الأحمدي ما هو المقصود والمطلوب بالبيعة فلن يستطيع تحقيق الحرية والخلاص الحقيقيين. لقد قال إن علينا أن لا ننظر مجرد نظرة سطحية لكلمات البيعة، ولكن أن نسعى إلى فهم جوهرها ومعناها الحقيقي. وقال إنه عندما يفهم الأحمدي بحق معنى البيعة، يمكنه الوفاء بمتطلباتها.

شرط البيعة الأول: تجنب جميع أنواع الشرك
إذا نظرنا إلى الشرط الأول من شروط البيعة، فقد تعهّد كل أحمدي بتجنب جميع أشكال الشرك، أي جعلِ شركاء لله تعالى. هناك في الواقع العديد من أنواع الشرك، وعلينا تجنّبها مهما يكن. في حياتنا اليومية هناك أمور يمكن أن تعتبر غير مهمة نسبيًا ويمكن أن تُصنّف على أنها شِرك أيضاً وهكذا يجب أن نكون حذرين جدًا. على سبيل المثال، إذا أثنيتَ على شخصٍ ما من أجل تحقيق هدف خاص بك أو للحصول على منفعة، فهذا شكل من أشكال الشرك. ومثال آخر عندما يتبع الشخص رغباته الشخصية لدرجة أنه ينسى واجباته المستحقة لله.

شرط البيعة الثاني: تجنب جميع أشكال الباطل
والشرط الثاني من شروط البيعة هو أن على الأحمدي أن يجتب جميع أشكال الباطل. فلا يكفي التخلي عن الخداع فقط، وإنما واجب الأحمدي أيضًا التزام الصدق. إذا سعت جميع النساء الأحمديات للتخلي عن جميع أشكال الباطل بشكل جماعي والالتزام بالصدق فقط، فهذا سيؤدي إلى إصلاح واسع النطاق بين أبناء جماعتنا. وذلك لأن نساءنا تُدرِّبن أبناءهُنَّ وإذا استطعن غرس أهمية الحقيقة في داخلهم فسيكون لذلك تأثير كبير طويل الأمد، إن شاء الله.

يجب عدم التصرف بدون وجه حق:
وقال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أيضاً أن على الأحمديين الامتناع عن قول أي شيء قد يسبب الإزعاج أو الاضطراب للآخرين وتحدث مراراً وتكراراً أن علينا أن لا نسعى أبدًا للاستيلاء على حقوق الآخرين أو التصرف بدون وجه حق.

أهمية الطاعة:
لقد تحدث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام حول أهمية الطاعة والالتزام بنظام الجماعة. وبالتالي هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل أحمدي في طاعة خليفة الوقت ومن خلاله طاعة نظام الجماعة. وقال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أن على أتباعه أن يحاولوا قمع رغباتهم الشخصية، لأن الشيطان يستخدم هذه الرغبات ليحاول دفع الناس إلى الاتجاه الخاطئ.

شرط البيعة المتعلق بضرورة عدم إيذاء أحد:
وفي شروط البيعة بيّن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أيضاً بأنه يجب على الأحمدي ألا يؤذي أحدًا من خلق الله عمومًا سواء أكانوا أحمديين أو غير أحمديين.

تذكّرن دائمًا أن شروط البيعة وتعليمات المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام هي وسيلة للخلاص الحقيقي وهي وسيلة للسلام والوئام في حياتنا. هذه هي القيم المطلوبة أكثر من أي وقت مضى في مجتمع اليوم. هذه هي وسائل تقريب الناس من خالقهم. إنها وسائل إحلال السلام في بيوتنا. هذه القيم التي علينا أن نعتزّ بها ونغرسها في أطفالنا بحيث تكبر أجيالنا القادمة ويكونوا ممن يقدّرون دينهم ويتمتعون بأعلى المعايير الأخلاقية. هذه هي القيم التي يجب أن تُغرس في أبنائنا حتى تكون أمثلة مشرقة لتعاليم الإسلام الحقيقية.

مسؤولية الأم:
عليكن جميعًا، عضوات لجنة إماء الله، اللواتي تدّعين أنّكُنَّ إماءً لله، فهم مسؤولياتكن تجاه أطفالكن! عليكن تأسيس أعلى مستوى من القيم داخل بيوتكن. وعليكن التصرف وفقاً لأوامر الله. هذا الأمر ذو أهمية خاصة لكونكنَّ تعشن في مجتمع من السهل فيه تضليل أبنائنا.
في بعض الأحيان يمكن أن يلتقط الأطفال أشياء خاطئة أو عادات من مدارسهم أو خارجها. وهكذا يجب أن تعطين وقتا كافياً لأطفالكنَّ و يجب أن تشرحن لهم ما هو الصواب وما هو الخطأ. يجب أن تغرسن داخلهم تلك القيم، التي يجب المحافظة عليها وحمايتها. عليكن شرح تعاليم الدين الإسلامي لهم وأن تقولوا لهم إن هذه هي أوامر الله ومن أجل إعادة تأسيس هذه القيم بعث الله المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام.
من حيث التعليم المدرسي، عليكنّ بالطبع تشجيع أطفالكن على التعلم وتحقيق أعلى المستويات. ولكن، إن علمتهم المدرسة باسم الحرية أموراً تتعارض مع الإسلام فعليكن أن تشرحن بوضوح لأطفالكن ما هي قيمنا ومعتقداتنا. هذه مسؤولية كبيرة وضعت أمامكن، لأنه سيأتي يوم يكون فيه مهمة إصلاح العالم مسؤولية أطفالكن. لقد أعطى الله مهمة إصلاح العالم لجماعة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام لذا علينا الالتفات إلى هذه المسؤولية الكبيرة. عندها فقط سوف نكون قادرين على حماية مجتمعاتنا وتوجيه الآخرين نحو التعاليم الحقيقية للإسلام. وعندها فقط سوف نكون قادرين على إنقاذ أطفالنا والأجيال القادمة....
.... لا تدعن أنفسكن تسقطن في الخلف، بل اسعين إلى أن تكنَّ في طليعة من ينقل حقيقة الأحمدية، ليس فقط بالكلمات، ولكن بالسلوك والأفعال. كنّ مصدر النور الذي يضيء حقيقة الإسلام.

واجبنا نحو التلفزيون الإسلامي الأحمدي:
فيما يتعلق بـ MTA، فعلى كل سيدة من سيدات لجنة إماء الله أن يرتبطن بهذه القناة وأن يشاهدن برامجها بانتظام. عليهن متابعة خطب الجمعة وبرامج خليفة الوقت الأخرى على الأقل. كما يجب أن يجعلن أطفالهن يجلسون ويستمعون لها أيضاً.
يجب على الفتيات اللواتي نشأن هنا في المملكة المتحدة أيضاً أن يرتبطن ارتباطاً وثيقاً بـ MTA أيضًا وبمواقع الجماعة الالكترونية. عليهن مشاهدة برامج خليفة الوقت لأن هذا سيكون سبيلًا لتطورهن وتنميتهن الروحية والأخلاقية، وسيزيد من معرفتهنَّ الدينية.