إذا كانت المرأة مستاءة مِن بعلها على تعدّد زواجه....
فإذا كانت المرأة مستاءة مِن بعلها على تعدّد زواجه، فلها الخيار أن تطلب منه الخلع بواسطة القاضي. كان حقًّا على الله أن يذكر في شريعته جميع الحالات المحتملة الوقوع بين المسلمين، لكي لا تكون شريعته ناقصة.
فيا أيتها النساء، يجب ألا تشتكين اللهَ - سبحانه وتعالى - إذا أراد بعولتُكنَّ الزواجَ الثاني، بل ادعُنَّ اللهَ أن يحفظكنَّ من الابتلاء والمصيبة. لا ريب أن الرجل الذي يتزوج اثنتين ثم لا يعاملهما بالعدل فهو ظلوم وجدير بالمؤاخذة، أما أنتنّ فلا تستجلبنَ غضب الله عليكن بارتكاب عصيانه. كل واحد سيُسأل عن عمله. إن كنتنَّ صالحاتٍ عند الله فإن الله تعالى سيصلح أزواجكنّ أيضًا. لا شك أن الشريعة قد أجازت تعدّد الزواج لمصالح مختلفة، إلا أن ناموس القضاء والقدر مفتوح لكُنَّ، فإن كنتنّ لا تُطِقْنَ قانون الشريعة، فانتفِعْنَ من ناموس القضاء والقدر من خلال الدعاء، لأن ناموس القضاء والقدر يغلب قانونَ الشريعة أيضًا.
فاتّقينَ الله تعالى، ولا تَخْلُدنَ إلى الحياة الدنيا وزينتها. ولا تفتخرن بقومكن. ولا تسخَرْنَ من امرأة أخرى. ولا تطالبْن بعولتَكن بما يفوق طاقتهم. وابْذُلْنَ جهدكنّ كي تنزلْنَ في القبور معصوماتٍ عفيفات. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية)