نبات الستيفيا – بديل السكر



 

في أواخر القرن التاسع عشر اكتشف عالم النبات الإيطاليMoises Santiago Bertoni  نبات الستيفيا الذي استخدمه الغوارانيون (السكان الأصليين في باراغواي) في مجال الطب التقليدي كعلاج للحروق والمغص ومشاكل المعدة وكوسيلة لمنع الحمل أحيانًا، بالإضافة إلى استعماله كقطع حلوى وذلك بمضغ أوراقه كما هي.

 

لأوراق الستيفيا قيمة فريدة بين مكونات الطعام لأنها لا تضيف إليه سعرات حرارية بينما تضفي عليه الطعم الحلو بشكل طبيعي. وعلى عكس بدائل السكر الأخرى، فإن ستيفيا يستخرج من النبات. ولا زالت الدراسات والأسئلة تثار حول فعاليته كمساعد لفقدان الوزن.

وجد نبات الستيفيا في نيومكسيكو وأريزونا وتكساس وباراغواي والبرازيل، حيث استخدم الناس لمئات السنين أوراق شجيرة الستيفيا لتحلية الطعام.

استغرق الأمر من العالم بيرتوني أكثر من عقد للعثور على النبات الفعلي، مما دفعه إلى وصف النبات في البداية بأنه نادر جدًا.

في نفس الوقت تقريبًا، بدأت المزيد من المزارع في زراعة نبات الستيفيا. وسرعان ما تحول الستيفيا من النمو في مناطق معينة في البرية إلى عشب متاح على نطاق واسع.

 

تقدر حلاوة نبات الستيفيا بما يعادل 200 مرة من السكر بنفس الكمية. مصدره من الحلاوة الخالي من السعرات الحرارية هو حل غذائي واضح من الناحية النظرية. لكن تشير بعض الدراسات إلى أن استبدال السكر بمُحليات صناعية أو منخفضة السعرات الحرارية قد لا يؤدي في النهاية إلى فقدان الوزن في الحياة الواقعية. ومع ذلك، هناك أيضًا دليل على أن ستيفيا لا تفعل شيئًا لتغيير عادات الأكل ولا تعمل على خلل في عملية الأيض.

 

اختبرت دراسة أجريت عام 2010 في مجلة Appetite العديد من المحليات الاصطناعية مقابل سكر المائدة، ووجدت أن الناس لم يتناولوا وجبة دسمة بعد تناول وجبة مصنوعة من ستيفيا بدلاً من السكر. كان سكر الدم لديهم أقل بعد تناول وجبة مصنوعة من الستيفيا منه بعد تناول وجبة تحتوي على السكر، وأدى تناول الطعام مع ستيفيا إلى انخفاض مستويات الأنسولين عن تناول السكروز والأسبارتام.

هل يعتبر نبات الستيفيا آمناً؟

كما ذكرنا سابقًا، فإن مسألة ما إذا كانت ستيفيا آمنة للاستهلاك تعتمد إلى حد كبير على ما يعنيه الشخص بكلمة "ستيفيا". يجب أن تكون المنتجات التي يتم تسويقها على أنها "ستيفيا" من أوراق نباتية كاملة من نبات الستيفيا أو مستخلصات الستيفيا فقط. فمن المهم جدًا قراءة الملصقات على الأشياء التي تشتريها.

فعدم احتوائه على السكر لا يعني أنه صحي لأنهم قد يضعون ماهو أسوأ من السكر كما يشير الدكتور بيرج إلى المشاكل مع بعض ماركات التحلية من ستيفيا التي عليك قراءة مكوناتها بحذر، حيث بعض الماركات يضيفون مالتوديكسترين وهو سكر صناعي من الذرة وهو يرفع سكر الدم (أعلى نوع من التحلية على مؤشر نسبة السكر في الدم). بعضها يحتوي على الأنيولين (يمكن أن يسبب الانتفاخ) وبعضها يحوي كحول وبعضها يحوي نكهات يكون مصدرها مكونات معدلة وراثيًا.

ما هو أفضل نوع ستيفيا؟

يجب أن يكون 100 % من خلاصة أوراق نبات الستيفيا وأن يكون خالٍ مما سبق، ويفضل الذي لونه أخضر إن أمكن لأنه من غير إضافات، حيث أنه إذا  لم يكن 100٪ ستيفيا، قد يكون هناك بعض الإضافات المضرة والمعدلة وراثيًا (كالتي تستعمل في تبييض الستيفيا) التي إذا كان مقدارها أقل من نصف غرام لن تقوم الشركة المصنعة بإدراجها ضمن مكونات المنتج على الملصق.

كل شيء سلاح ذو حدين، فعندما تقرر أن تتناول نبات الستيفيا بكميات كبيرة لفترة طويلة من الزمن، عليك الأخذ بالحسبان أن بعض الدراسات تقول أن هناك بعض المخاوف الصحية المحيطة بستيفيا. قد يتسبب ستيفيا في انخفاض ضغط الدم، مما قد يكون مصدر قلق للبعض ممن يتناولون أدوية ضغط الدم، ويجب توخي الحذر عند استخدام الأدوية التي قد تخفض أيضًا نسبة السكر في الدم. يجب مراقبة الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين أو أدوية السكري عن طريق الفم عن كثب من قبل الطبيب.

قد تتفاعل ستيفيا أيضًا مع مضادات الفطريات ومضادات الالتهاب ومضادات الميكروبات والأدوية المضادة للسرطان ومضادات الفيروسات ومثبطات الشهية وحاصرات قنوات الكالسيوم وأدوية خفض الكوليسترول والأدوية التي تزيد من التبول وعوامل الخصوبة وأدوية أخرى، لذا يجب على الناس التحدث مع طبيبهم قبل اتخاذ قرار بتناول ستيفيا بكميات كبيرة.