سوء الظن بلاءٌ خطير



 "إن سوء الظن مرض خطير وبلاء يُعمِي الإنسان ويُلقيه في هوة الهلاك المظلمة. إن سوء الظن هو ما دفع إلى عبادة إنسان ميت، وإن سوء الظن هو ما يعتبر الناسَ متجردين من التخلق بأخلاق الله من رفق ورحمة ورزق وغيرها - والعياذ بالله - وكأنهم أشياء رديئة لا تصلح لشيء. باختصار، إن سوء الظن نفسه يملأ معظم الجحيم، بل لو قلتُ يملأ الجحيم، فلن أكون مبالغًا. إن الذين يسيئون الظن بالمبعوثين من عند الله تعالى يحتقرون أفضاله وآلاءه تعالى. باختصار، لو رفض أحد أمرنا هذا الذي أقامه الله بيده، فإننا نتأسف عليه ونقول: يا ويلاه، فإن روحًا تطرُق باب الهلاك. إن أمرنا جلي منير جدا بحيث لو أن أحدًا استمع إلى أقوالنا بقلب واعٍ مدة ساعتين فقط، لنال الحق."

 

"إن سوء الظن مدمر للإنسان حتى ورد أن أهل الجحيم عندما يُلقَون فيها فإنما يقول الله لهم لقد أسأتم الظنّ. ومن الناس من يظنّ أن الله تعالى سيعفو عن أصحاب الأخطاء والمعاصي ويعذب أهل الصلاح، هذا سوء ظن بالله تعالى، ذلك أن هذا يتنافى تماما مع صفة الله العدل، لأن هذا يساوي إبطال الحسنة ونتائجها التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، واعتبارها عديمة الجدوى. فاعلموا جيدا أن مآل سوء الظنّ جهنّم، فلا تستهينوا بهذا المرض. إن سوء الظن يؤدي الى اليأس، واليأس يؤدي إلى الجرائم، والجرائم تؤدي الى الجحيم. إن سوء الظنّ يقلع الصدق من جذوره، فاجتنبوه، وادعوا لإحراز كمالات الصدّيق".

 (الملفوظات، المجلد الثاني)