لمَ لم يُذكر الأعمام والأخوال في آية الحجاب من سورة النور؟



 السؤال: لمَ لم يُذكر الأعمام والأخوال في آية الحجاب من سورة النور؟

يقول الله تعالى: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"

الجواب لحضرة خليفة المسيح الخامس أيده الله تعالى بنصره العزيز في رسالة بتاريخ 14/06/2020:

استلمت رسالتك التي استفسرت فيها عن ارتداء الحجاب أمام الأعمام والأخوال مشيرةً إلى فقرةٍ للأسئلة والأجوبة مع خليفة المسيح الرابع رحمه الله. لقد أجاب حضرته رحمه الله تعالى على السؤال على ضوء الآية 32 من سورة النور. صحيح أن الآية لا تصنِّف الأعمام والأخوال ضمن قائمة الأقارب المذكورة في هذه الآية إلا أنهم جزء من مجموعة أوسع من الأقارب يسمون بالمحارم وقد شرح حضرة الخليفة رحمه الله بنفسه ذلك.

إن الأوامر القرآنية المذكورة في الآيات من سورة النساء شاهدة على هذه النقطة أيضًا،  خصوصًا أنه لا يسمح للنساء بالزواج من أعمامهن أو أخوالهن. وطبقًا لذلك، هنالك أحاديث صحيحة توضح هذه النقطة أكثر، لأن السيدة عائشة رضي الله عنها استفسرت ذات مرة عن ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس هنالك داعٍ للحجاب من الأعمام والأخوال. إلا أنه يجب الأخذ في الحسبان بأن التعاليم الإسلامية تميّز مستوى الحجاب المطلوب حتى أمام المحارم.

فعلى الرَّغم من الفسحة الممنوحة للمرأة حول الحجاب من المحارم طبقًا لسورة النور، فإن مستوى وطبيعة الحجاب يختلف من قريبٍ لآخر. على سبيل المثال، إن عدم ارتداء الحجاب أمام الزوج يختلف عن ذلك أمام الأب أو الأخ أو الابن المذكورين في نفس الآية. لذلك فكما أن هناك مستويات وظروف للحجاب أمام مختلف الأقارب المذكورين في الآية، كذلك هو الأمر أمام جميع المحارم الآخرين. وقد توسع حضرة الخليفة الرابع رحمه الله تعالى في شرح هذه المسألة ذاتها.

وحيث أن الأعمام والأخوال على الرَّغم من كونهم محارم لا يعيشون في نفس البيت وإنما يأتون زائرين، فإن مستوى الحجاب أمامهم يجب أن يكون أعلى نسبيًا مما هو عليه أمام الآباء أو الأبناء أو الأخوة الذين يعيشون معهن في نفس البيت. وحيث لا يتطلب الأمر تغطية الوجه أمام الأعوام والأخوال، إلا أنه يجب تغطية اليدين والصدر أمامهم بحيث تظهر المرأة بشكل أكثر تحفظًا ولا تتخفف أمامهم كتخففها أمام أهل بيتها. لقد توسع حضرته رحمه الله تعالى في هذه المبادئ التوجيهية ولم يأمر النسوة بالحجاب الصارم أمام أعمامهن وأخوالهن.