السيدة فاطمة رضي الله عنها



 

 

رابع بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت قبل سنة واحدة من البعثة، وهي أصغر أخواتها وأطولهن عمرًا. تزوّجها سيدنا عليّ - رضي الله عنه - في رمضان المبارك من العام الثاني الهجري، وكان عمرها يومذاك خمسة عشر عاما وستة أشهر.. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحبها كثيرا ويزورها في بيتها.

ولدت بنتين هما: السيدة زينب رضي الله عنها التي تزوّجها عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه -، والسيدة أم كلثوم رضي الله عنها التي تزوّجها سيدنا عمر - رضي الله عنه -. كما ولدت ابنين هما: سيدنا الإمام الحسن - رضي الله عنه -، وسيدنا الإمام الحسين - رضي الله عنه - الذي استشهد في ميدان كربلاء - في العاشر من المحرم سنة 61هـ-.

توفِّيت السيدة فاطمة رضي الله عنها في رمضان عام 11 من الهجرة، ودُفِنت في جنة البقيع.

لقد كانت أحبَّ أولاد النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه. وكان عمرها وقت الوفاة تسعا وعشرين سنة. وقد ماتت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر فكانت بذلك أول أهله لحاقا به وقد دفنت في البقيع.

كانت السيدة فاطمة عابدة تقية صابرة وروت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنها ابنيها أيضا.

 

 

زواج السيدة فاطمة من سيدنا علي رضي الله عنهما:

ورد في أسد الغابة أن علي بن أبي طالب، قال: خُطبت فاطمة إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يعني بدأ الناس يتقدمون لطلب يدها من رسول الله) فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة خُطبت إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: لا، قالت: فقد خُطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيزوجك (يعني أسرع واطلب يدها قبل أن تتم خطبتها من غيرك)، فقلت: أوعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجك، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أُفحمت، فوالله ما أستطيع أن أتكلم، فقال: "ما جاء بك، ألك حاجة؟"، فسكت، فقال: "لعلك جئت تخطب فاطمة؟"، قلت: نعم، قال: "وهل عندك من شيء تستحلها به؟ " (يعني هل لديك ما تستطيع أن تدفع به مهرها)، فقلت: لا والله يا رسول الله، فقال: "ما فعلتَ بالدرع التي سَلَّحْتكَهَا؟"، فقلت: عندي والذي نفس علي بيده إنها لحُطَمِيَّةُ ما ثمنها أربعمائة درهم (يعني هي قديمة بالية لا يمكن أن يُدفع فيها أكثر من 400 درهم)، فقال رسول الله: "قد زوجتك، فابعث بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"

وقد ورد أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بعد أن قال له أن ثمن الدراع لن يكون أكثر من 400 درهم "اجعل ثُلُثيه في الطيب، وثلثًا في المتاع".

هذا يذكرنا بقول سيدنا عمر رضي الله عنه: "لا تُغالوا بصُدُقِ النساء؛ فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةً من نسائه، ولا أُصدقت امرأةٌ من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية". والأوقية هي 40 درهم.

وعن خِطبة سيدنا علي لفاطمة هناك رواية في الطبقات الكبرى تقول أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ انْتَظِرْ بِهَا الْقَضَاءَ. فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: رَدَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ: اخْطُبْ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَبَهَا فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: انْتَظِرْ بِهَا الْقَضَاءَ. فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ لَهُ: رَدَّكَ يَا عُمَرُ. ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ عَلِيٍّ قَالُوا لِعَلِيٍّ: اخْطُبْ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَبَهَا فَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَاعَ عَلِيٌّ بَعِيرًا لَهُ وَبَعْضَ مَتَاعِهِ فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةٍ وَثَمَانِينَ. فَقَالَ له النبي ﷺ: اجْعَلُ ثُلُثَيْنِ فِي الطِّيبِ وَثُلُثًا فِي الْمَتَاع.

جهاز السيدة فاطمة:

كان رسول الله يجهز بناته كما هو الحال بالنسبة لبني قومه وقد ورد في مسند أحمد عن عليٍّ رضي الله عنه إنه قال: جَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ (يعني قطيفة)، وَقِرْبَةٍ، وَوِسَادَةِ أَدَمٍ (يعني جلد) وحَشْوُهَا إِذْخِرٌ (وهو نبات طيب الرائحة) وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جَعَلَ لَهَا سَرِيرًا مُشْرَطًا بِالشَّرْطِ، وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ.

وقد قال الرسول ﷺ لعلي: يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لا بُدَّ لِلْعَرُوسِ مِنْ وَلِيمَةٍ. فَقَالَ سَعْدٌ: عِنْدِي كَبْشٌ. وأحضر له بعض الأَنْصَارِ الذُرَةٍ.

ويوم الزفاف دعا لهما رسول الله لهما قائلا: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِمَا وَبَارِكْ عَلَيْهِمَا وَبَارِكْ لَهُمَا فِي نَسْلِهِمَا.

عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ قَالَتَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَنْ نُجَهِّزَ فَاطِمَةَ حَتَّى نُدْخِلَهَا عَلَى عَلِيٍّ فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ فَفَرَشْنَاهُ تُرَابًا لَيِّنًا مِنْ أَعْرَاضِ الْبَطْحَاءِ ثُمَّ حَشَوْنَا مِرْفَقَتَيْنِ لِيفًا (مرفقتين يعني وسادتين) فَنَفَشْنَاهُ بِأَيْدِينَا ثُمَّ أَطْعَمْنَا تَمْرًا وَزَبِيبًا وَسَقَيْنَا مَاءً عَذْبًا وَعَمَدْنَا إِلَى عُودٍ فَعَرَضْنَاهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ لِيُلْقَى عَلَيْهِ الثَّوْبُ وَيُعَلَّقَ عَلَيْهِ السِّقَاءُ فَمَا رَأَيْنَا عُرْسًا أَحْسَنَ مِنْ عُرْسِ فَاطِمَةَ .(سنن ابن ماجة)

الحياة البسيطة:

وهكذا كان كل شيء بسيطا: الجهاز والزفاف والضيافة. وحتى بعد زواجها، عاشت السيدة فاطمة حياة بسيطة متواضعة، فكانت تطحن وتعجن خبزها بيديها وتدير كافة شؤون بيتها الأخرى. وحتى لما أتعبها أثر الرحى وجاءت رسول الله تطلب منه خادما قد علمها رسول الله دعاء وقال إنه خير لها ولزوجها من خادم.. فقد روى سيدنا علي ذلك وقال إنها لم تجد رسول الله فقالت طلبها للسيدة عائشة لتنقله لرسول الله ثم لما جاء النبي إلى البيت وأخبرته السيدة عائشة الخبر ذهب إلى بيت علي وفاطمة وكانا على وشك النوم فأرادا أن يقوما فقال لهما رسول الله «مَكَانَكُمَا» وقعد بينهما وقال: «أَدَلُّكَمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَانِي، تُكَبِّرَانِ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَانِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَانِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ»

وفي رواية أخرى لهذه القصة وردت عن سيدنا علي أيضا قال: كَانَتْ فاطمة أَكْرَمَ أَهْلِ رسول الله عَلَيْهِ، وَكَانَتْ زَوْجَتِي فَجَرَتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ الرَّحَى بِيَدِهَا، وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتِ الْقِرْبَةُ بِنَحْرِهَا، وَقَمَّتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا، وَأَوْقَدَتْ تَحْتَ الْقِدْرِ حَتَّى دَنِسَتْ ثِيَابُهَا، فَأَصَابَهَا مِنْ ذَلِكَ ضُرٌّ.. ثم ذكر كيف أنها طلبت خدم من رسول الله وما جرى بهذه القصة.. والحقيقة هناك عدة روايات تذكر كيف كانت السيدة فاطمة تعمل على شؤون بيتها بنفسها. وأيضا كانت تتعاون مع حماتها السيدة فاطمة بنت أسد رضي الله عنها حيث ورد عن سيدنا علي أنه قال لوالدته: "اكفِ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك هي الطحن والعجن". يعني كانتا تتعاونان معًا في أمور البيت.

مواساة السيدة فاطمة لأبيها صلى الله عليه وسلم:

كانت فاطمة بنت رسول الله وابنة من رزقه الله حبها السيدة خديجة مثل والدتها خير مواسٍ لرسول الله ﷺ ومن ذلك ما حدث في فناء الكعبة ذات مرة بعد أن أعلن رسول الله نبوته وكان ساجدا يصلي في الكعبة فقام عقبة بن أبي معيط بتحريضٍ من أبي جهل، برمي أمعاء جمل ذبح للتو على كتفي النبي ﷺ فلم يستطع النهوض حتى جاءت ابنته فاطمة، عندما علمت بالحادث، وأزالت هذه المقذورات من على كتفيه. وأيضا يوم أحد جُرِحَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكُسِرَتْ أسنانه وَهُشِمَتِ الخوذة التي عَلَى رَأْسِهِ فَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَغْسِلُ الدَّمَ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَسْكُبُ على الجروح من الماء الذي وضعه في درعه فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لاَ يَزِيدُ الدَّمَ إِلاَّ كَثْرَةً أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا ثُمَّ أَلْصَقَتْهُ بِالْجُرْحِ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ ‏(صحيح مسلم).

وأحيانا كان رسول الله صلى الله هو الذي يخفف عنها حزنها على اضطهاد قومه له.. فذات مرة دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةُ، مَا يُبْكِيكِ؟» قَالَتْ: يَا أَبَتِ مَا لِي لَا أَبْكِي وَهَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ يَتَعَاقَدُونَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى لَوْ قَدْ رَأَوْكَ لَقَامُوا إِلَيْكَ فَيَقْتُلُونَكَ، وَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةُ، ائْتِنِي بِوَضُوءٍ» فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَا هُوَ ذَا فَطَأْطَئُوا رُءُوسَهُمْ، وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِمْ، فَلَمْ يَرْفَعُوا أَبْصَارَهُمْ فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَحَصَبَهُمْ بِهَا وَقَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ حَصَاةٌ مِنْ حَصَاتِهِ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا. (المستدرك على الصحيحين للحاكم)

مناقب السيدة فاطمة الأخرى:

1-           الصدق:

رأينا صبر السيدة فاطمة وتضحياتها ولكن كان من أهم صفاتها أيضا الصدق وعن ذلك أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت إذا ذُكرت فاطمة بنت النبي، قالت: "ما رأيت أحدًا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها".

2-           الحياء:

وكانت شديدة الحياء حتى بوفاتها فقد خشيت أن يصفها الكفن بعد وفاتها واستقبحت ذلك كثيرًا فذكرت لها أسماء بنت عُمَيْس -رضي الله عنها- عن ما رأته في الحبشة كيف تغطى النعوش هناك فأعجبها ذلك أنها لن تظهر على الناس، ولما دنت وفاتها قد طلبت من أسماء أن تغسّلها هي وسيدنا علي فقط، فيقال إنها -رضي الله عنها-  كانت أول سيدة غُطِّي نعشها في الإسلام.

تشابهها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته الكبيرة لها:

أما عن صفاتها الخارجية فقد قالت السيدة عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلاًّ وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وجمعتهما أيضًا محبة كبيرة وعن هذا نذكر ما روته أم المؤمنين عائشة حيث قالت: كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ فاطمة عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا

وكانت فاطمة كذلك أحب أهله ﷺ إليه، فقد قال أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَأَتَانِي الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ فَقَالَا لِي: يَا أُسَامَةُ اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ الْعَبَّاسَ وَعَلِيًّا يَسْتَأْذِنَانِ. قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَاجَتُهُمَا؟» قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي. قَالَ: «لَكِنِّي أَدْرِي، ائْذَنْ لَهُمَا» فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ أَيُّ أَهْلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «أَحَبُّ أَهْلِي إِلَيَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ» . فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ نَسْأَلُكَ عَنْ فَاطِمَةَ قَالَ: «فَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ الَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ» (المستدرك على الصحيحين للحاكم)

وأيضا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "إنما فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها". وقال أيضا: "خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون".

السيدة فاطمة من المبشرات بالجنة:

عنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَزَلَ مَلَكُ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَأْذَنَ اللَّهَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ لَمْ يَنْزِلْ قَبْلَهَا، فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (المستدرك على الصحيحين للحاكم).

وفي رواية أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "أتاني ملكٌ فسلمَ عليَّ، نزلَ منَ السماءِ لمْ ينزلْ قبلَها، فبشرني أنَّ الحسنَ والحسينَ سيدا شبابِ أهلِ الجنةِ، وأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ" (السيوطي، في الجامع الصغير)

وكذلك كان ما يحزن فاطمة يحزنه صلى الله عليه وسلم وما يفرحها يفرحه فقد قالَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطَهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا يَقْبِضُهَا» (المستدرك على الصحيحين للحاكم)

قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها أغضبني":

أراد سيدنا علي الزواج من ابنة أبي جهل فاشتكت فاطمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "وَاللهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُ نَبِيِّ اللهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ، وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيْبُنِي مَا رَابَهَا، وَيُؤْذِيْنِي مَا آذَاهَا" وقيل إنه قال "إلا إذا أراد مفارقة ابنتي". وطبعا سيدنا علي امتثل لرغبة رسول اللهﷺ ولم يتزوج ابنة أبي جهل حتى أيضا ورد أنه لم يتزوج من امرأة أخرى إلا بعد وفاة فاطمة.

هل كان الخلفاء الراشدون الثلاثة الأوائل والسيدة عائشة وغيرهم من الصحابة يناصبون العداء -والعياذ بالله- للسيدة فاطمة وسيدنا علي رضي الله عنهما؟

قال سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أثناء خلافته حيث قال: لَقَدْ أُعْطِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثَلَاثَ خِصَالٍ لِأَنْ تَكُونَ لِي خَصْلَةٌ مِنْهَا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْطَى حُمْرَ النَّعَمِ قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «تَزَوُّجُهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسُكْنَاهُ الْمَسْجِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحِلُّ لَهُ فِيهِ مَا يَحِلُّ لَهُ، وَالْرَايَةُ يَوْمَ خَيْبَرَ» المستدرك على الصحيحين للحاكم

يعني انظروا هذه الغبطة وهذا الاعتراف من أمير المؤمنين عمر بمزايا سيدنا علي رضي الله عنهما.

وأهم شاهد على تقدير سيدنا عمر لسيدنا علي هو زواجه من ابنته أم كلثوم وحرصه الشديد على أن يكون له نسب مع سيدنا علي رضي الله عنه، وعن هذا نقرأ في المستدرك على الصحيحين للحاكم:

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُمَّ كُلْثُومٍ، فَقَالَ: أَنْكِحْنِيهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي أَرْصُدُهَا لِابْنِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْكِحْنِيهَا فَوَاللَّهِ مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يَرْصُدُ مِنْ أَمْرِهَا مَا أَرْصُدُهُ، فَأَنْكَحَهُ عَلِيٌّ، فَأَتَى عُمَرُ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: أَلَا تُهَنُّونَنِي؟ فَقَالُوا: بِمَنْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: بِأُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عَلِيٍّ وَابْنَةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ نَسَبٍ وَسَبَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سَبَبِي وَنَسَبِي، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسَبٌ وَسَبَبٌ»

أما عن رأي السيدة عائشة بسيدنا علي والسيدة فاطمة رضي الله عنهم أجمعين فقد قال جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ: دَخَلْتُ مَعَ أُمِّي عَلَى عَائِشَةَ فَسَمِعْتُهَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ وَهِيَ تَسْأَلُهَا، عَنْ عَلِيٍّ فَقَالَتْ: «تَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلٍ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَلِيٍّ، وَلَا فِي الْأَرْضِ امْرَأَةٌ كَانَتْ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ امْرَأَتِهِ» - (المستدرك على الصحيحين للحاكم).

وروى ابن عبد البرّ في الاستيعاب سئلت عائشة، رضي الله عنها: أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت: « فاطمة، قيل فمن الرجال، قالت: زوجها، إذ كان ما علمته، صوّامًا قوّامًا» يعني هذا رأيها بسيدنا علي صواما قواما وكذلك قال سيدنا عمر للسيدة فاطمة: "يا فاطمة والله ما رأيت أحداً أحبّ إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ منك ووالله ما كان أحد من الناس بعد أبيك ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أحبّ إليّ منك". (الحاكم في المستدرك)

قصة الفدك:

هي قطعة أرض يدّعي البعض أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أورثها لفاطمة رضي الله عنها وأن سيدنا أبو بكر أخذها منها بعد خلافته بدون وجه حق والعياذ بالله، ولكن الموضوع ببساطة هو أن السيدة فاطمة رَضِيَ اللهُ عَنْها بعد وفاة النبي ذهبت إلى سيدنا أبي بكر الصديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وسألته حول الإرث في أرض فدك وما إذا كان من نصيبها فقال لها رَضِيَ اللهُ عَنْه بأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال بأن الأنبياء لا يورثون من بعدهم أحدا، فعادت رَضِيَ اللهُ عَنْها بهدوء وانتهى الأمر. وللأسف الفدك قد أخذ تأويلات وأباطيل  لا أساس لها ولو كان سيدنا علي قد رأى أن قرار أبي بكر خاطئ ومجحف والعياذ بالله فلماذا لم يعط بعد استخلافه على المسلمين فدك لأولاده.. أولاد فاطمة بعد وفاة أمهم فاطمة رَضِيَ اللهُ عَنْها؟ لكن في الواقع السيدة فاطمة وسيدنا علي رضي الله عنهما قد وافقا ورضيا بموقف سيدنا أبي بكر رَضِيَ اللهُ عَنْهم أجمعين.

أساسا السيدة فاطمة عند حزنها لاقتراب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تفرح ولم تضحك إلا عندما علمت أنها ستلحق به قريبا؟ فكيف لسيدة كل همها وقمة سعادتها هي اللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغضب وتقاطع خليفة الوقت على قطعة أرض في هذه الدنيا الفانية؟ فجميعنا نعلم حديث السيدة عائشة رضي الله عنها لما قالت: دَخَلَتْ فاطمة عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَرَحَّبَ وَقَبَّلَهَا، وَأَسَرَّ إِلَيْهَا، فَبَكَتْ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا، فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ لِلنِّسَاءِ‏:‏ إِنْ كُنْتُ لَأَرَى أَنَّ لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ فَضْلاً عَلَى النِّسَاءِ، فَإِذَا هِيَ مِنَ النِّسَاءِ، بَيْنَمَا هِيَ تَبْكِي إِذَا هِيَ تَضْحَكُ، فَسَأَلْتُهَا‏:‏ مَا قَالَ لَكِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ إِنِّي إِذًا لَبَذِرَةٌ (يعني لن أفشي السر) فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَسَرَّت للسيدة عائشة ما قاله لها رسول الله صلى الله وقالت: قال لي‏:‏ إِنِّي مَيِّتٌ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيَّ فَقَالَ‏:‏ إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي بِي لُحُوقًا، فَسُرِرْتُ بِذَلِكَ وَأَعْجَبَنِي‏.

يعني وفاتها ومغادرة هذه الدنيا بما فيها كان أحب أمر إليها.. ولا بد أن نذكر أن هناك رواية تقول إن من صَلَّى عليها الجنازة هو سيدنا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ودفنها علي رضي الله عنهما، فلو كان هناك من خلاف بين فاطمة وعلي من جهة وسيدنا أبي بكر من جهة أخرى أو أنهما كانا يكفرانه والعياذ بالله لما سمح له سيدنا علي بأن يصلي الجنازة على زوجته.

ورسول الله ﷺ أيضا عند فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ نبه فاطمة بالتحديد من بين من نبه أن تعمل لآخرتها ولا تهتم بالدنيا فقد قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ وَاللَّهِ لَا تُمْسِكُونَ عَلَيَّ بِشَيْءٍ إِنِّي لَا أُحِلُّ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَلَا أُحَرِّمُ إِلَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ يَا فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ اعْمَلَا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ إِنِّي لَا أُغْنِي عَنْكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا»

شبهة إهانة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها (والعياذ بالله) إذ قال إنه رأى في المنام أنه وضع رأسه على فخذها

للرد على هذه الشبهة الباطلة لا بد من قراءة ما كتب عن ذلك وهو ما كان كشفًا حيث قال في كتابه سر الخلافة باللغة العربية:

"وإني رأيته (أي عليًّا رضي الله عنه) وأنا يقظان لا في المنام، فأعطاني تفسير كتاب الله العلام، وقال: هذا تفسيري، والآن أُولِيْتَ فَهُنّيتَ بما أُوتِيتَ. فبسطتُ يدي وأخذت التفسير، شكرت الله المعطي القدير. ووجدتُه ذا خَلْقٍ قويم وخُلقٍ صميم، ومتواضعا منكسرا ومتهلّلاً منوّرا. وأقول حلفًا إنه لاقاني حُبًّا وأُلْفًا، وأُلقي في روعي أنه يعرفني وعقيدتي، ويعلم ما أخالف الشيعة في مسلكي ومشربي، ولكن ما شمخ بأنفه عُنفًا، وما نأى بجانبه أنَفًا، بل وافاني وصافاني كالمحبين المخلصين، وأظهر المحبة كالمصافين الصادقين. وكان معه الحسين بل الحسنينِ وسيد الرسل خاتم النبيين، وكانت معهم فتاة جميلة صالحة جليلة مباركة مطهّرة معظّمة مُوَقرة باهرة السفور ظاهرة النور، ووجدتها ممتلئة من الحزن ولكن كانت كاتمة، وأُلقي في روعي أنها الزهراء فاطمة. فجاءتني وأنا مضطجع فقعدت ووضعت رأسي على فخذها وتلطفت، ورأيتُ أنها لبعض أحزاني تحزن وتضجر وتتحنن وتقلق كأمّهات عند مصائب البنين. فعُلّمتُ أني نزلتُ منها بمنزلة الابن في عُلَق الدين، وخطر في قلبي أن حزنها إشارة إلى ما سأرى ظلما من القوم وأهل الوطن المعادين. ثم جاءني الحسنان، وكانا يبديان المحبة كالإخوان، ووافياني كالمواسين. وكان هذا كشفًا من كشوف اليقظة، وقد مضت عليه بُرْهة من سنين.

ولي مناسبة لطيفة بعليّ والحسين، ولا يعلم سرّها إلا رب المشرقين والمغربين. وإني أحبّ عليا وابناه، وأعادي من عاداه، ومع ذلك لستُ من الجائرين المتعسفين. وما كان لي أن أعرض عما كشف الله عليَّ، وما كنت من المعتدين. وإن لم تقبلوا فلي عملي ولكم عملكم، وسيحكم الله بيننا وبينكم، وهو أحكم الحاكمين".

فواضح أن السيدة فاطمة في هذا الكشف كانت تضع رأسه عليه الصلاة والسلام كما تضع الأم رأس ابنها تحننًا، وليس في المسألة أي إهانة، بل على العكس في هذا الكشف تعظيم لفاطمة رضي الله عنها ولابنيها وزوجها - رضي الله عنهم أجمعين.

كانت هذه قصة السيدة فاطمة بنت رسول الله ﷺ وأحب الناس إليه فكان إذا سافر، كان آخر الناس عهدًا به فاطمة، وإذا قدم من سفر كان أوّل الناس به عهدًا فاطمة رضي الله تعالى عنها.