ما معنى الحديث القائل أن أكثر أهل النار النساء؟
ما معنى الحديث القائل أن أكثر أهل النار النساء؟
وما معنى الحديث القائل بأن النساء "ناقصات عقل ودين"؟
ولماذا جُعل الرجال قوامون على النساء في الإسلام؟
الجواب: لخليفة المسيح الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد (أيده الله تعالى بنصره العزيز) في رسالة بتاريخ 11/04/2016:
لقد أسيء فهم هذا الحديث فهو لا يعني إطلاقا أن عدد النساء في النار سيكون أكثر من عدد الرجال فقد قال النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم):
"أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ" قِيلَ أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ: "يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ".
وهذا يعني أن غالبية النساء اللواتي كن في جهنم بسبب آثامهن كن من الجاحدات لأزواجهن. ومن هنا فأولاً: هذا الحديث لا يعني أن عدد النساء سيكون أكثر من عدد الرجال في جهنم.
ثانيًا: تم ذكر سبب وجود هؤلاء النساء في النار وهو إنهن من اللواتي ينكرن مرارا نِعم الله سبحانه وتعالى التي أنعم بها عليهن من خلال أزواجهن.
وعلى النقيض من ذلك، فإن بشرى الجنة تحت أقدام النساء الصالحات قد وردت في الأحاديث ولم تُعط بشارة مثلها لأي رجل. علاوة على ذلك، منح الإسلام الرجال والنساء حقوقًا معينة أو خصص لهم واجبات معينة وفقًا لطبيعتهم. وقد ألزم الرجل بالعمل وتلبية جميع احتياجات الأسرة، ووُجهت المرأة لرعاية المنزل والأولاد والاهتمام بتربيتهم.
بمعنى آخر، قد تم اختيار الرجل للعمل في الخارج وفقًا لقدراته، بينما تم منح المرأة قيادة المنزل وفقًا لطبيعتها وحفاظًا على كرامتها.
لا مجال للشك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النساء "ناقصات عقلٍ ودين" لأن هذا القول يتوافق تمامًا مع طبيعة المرأة.
أما عن نقص الدين، فقد أوضح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك بنفسه بقوله إن المرأة تمر خلال فترة البلوغ بعدة أيام تُعفى فيها من جميع أنواع العبادة. وإذا تأملنا في هذا، فسنجد أن هذه أيضًا نعمة من الله تعالى عليها.
أما القول عن ضعف القوة العقلية عند المرأة فلا يقصد به الاستخفاف. بل هذا يشير إلى بساطة المرأة وسهولة خداعها. والدليل على حقيقة أن النساء سهلات الانخداع قد قُدّم من قبلهن أنفسهن في العالم الحديث. فالطريقة التي يسيء بها الرجل الغربي للمرأة من خلال تقديمه لهن وَهمَ الحرية لهو دليل على صدق قول محمد المصطفى أصدق الصادقين صلى الله عليه وسلم. لقد طردها الرجال من جدران منزلها الأربعة وألقوا بها في سوق العمل لإشباع رغباتهم، في حين أن الإسلام ألقى مسؤولية إعالة الأسرة على الرجال. فقد أساء الرجال للمرأة واستغلوا سذاجتها من خلال تفويض مسؤوليتهم المالية إليها. وصار عليها أن تكدح مثل الرجال في الأماكن التي يتعين عليها فيها التعامل مع جميع أنواع الرجال الذين يحاولون أحيانًا إلقاء نظرة عليها من زوايا مختلفة من أجل إشباع شهواتهم. إذا نظر المرء إلى أبعد من ذلك، فسيرى أن ادعاء العالم الغربي بالمساواة بين الرجل والمرأة ادعاء أجوف.
لا يكاد يوجد أي بلد في العالم الغربي يوجد فيه عدد متساوٍ من النساء والرجال في النظام البرلماني الذي يدير آلية الحكومة. وفي نفس البلدان الغربية، في عشرات الأماكن، لا تُمنح النساء نفس أجور الرجال ممن يعملون في نفس الوظائف.كل هذه الأمور لدليلٌ واضح على سذاجة المرأة.
وفيما يتعلق بإعلان الزوج قوامًا في القرآن الكريم، فإن القرآن الكريم نفسه قد قدم أسباب ذلك. أحد الأسباب هو أنه من أجل إدارة نظام الأسرة، تم منح أحد الأطراف درجة أعلى من الآخر. والسبب الآخر المذكور هو بسبب أنه من ينفق على زوجته من ماله. إن المنطق وراء منح درجة أعلى لطرف مقارنة بالآخر يتوافق تمامًا مع الطبيعة البشرية لأننا إذا نظرنا إلى نظام العالم، فسنجد نظامًا اجتماعيًا يكون فيه كل إنسان أعلى نسبيًا من شخص آخر. فإذا كان جميع الناس في العالم متساوين أو دعنا نقول إذا كان الجميع ملوكًا، فلن يعمل نظام العالم ولا ليوم واحد حتى. ولهذا جعل الله تعالى بعض الناس أقصر قامة والبعض الآخر أطول، وبعضهم أغنى، والبعض الآخر أفقر. ونرى أن كل دولة لديها مجلس وزراء لإدارة نظام الحكومة.
إذا قام جميع الناس في بلد ما بتشكيل مجلس الوزراء، فلن تتمكن مثل هذه الدولة من العمل. وبالمثل، من أجل إدارة نظام الأسرة، أعطى الله تعالى سلطة أكبر نسبيًا للرجال. ومع ذلك، عندما يتمتع رئيس الحكومة أو مجلس الوزراء بسلطات أكبر، فإن عليهم أيضًا التزامات أكثر نسبيًا. وبالمثل، وضع الإسلام المزيد من الالتزامات على الزوج. وبالتالي، من حيث حقوق ومسؤوليات الرجل والمرأة، فإن النظام الإسلامي متوافق تمامًا مع الطبيعة ولا يوجد فيه ثغرات.