فيما يلي ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد، خليفة المسيح الخامس (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 08/01/2021
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في الثامن من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، والتي استهلها بقوله تعالى:
﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾
ثم قال: هذا لا يعني أن الله بحاجة إلى أموال الناس والعياذ بالله، أو أنه يطلب هذا القرض لسد حاجاته، بل تعني هذه الآية أن الله سيرد هذه التضحية المالية إلى صاحبها بأفضل منها. فالذي ينفق في سبيل الله يرد الله له أضعاف ما ينفق. وقد ذكر الله التضحية المالية في آيات أخرى أيضا، في القرآن الكريم وبين أن الإنفاق في سبيل الله ولوجهه الكريم لا يضيع بل يرد الله هذا القرض أضعافا مضاعفة، فلا يظنّن أحد أن الله بحاجة إلى القرض بل هو رب العالمين ولا يحتاج أحدا. إن استخدامه لكلمة القرض تعني أنكم إن أنفقتم في سبيله تعالى فستنالون إنعامات كثيرة. فيسأل الله: من ذا الذي سيقرضني وينفق في سبيلي لينعم بإنعاماتي الكثيرة على الدوام؟
ثم أوضح الله أني لا أطلب ذلك لسد حاجاتي بل سأعيد إليكم ما تقرضونه أضعافًا مضاعفة، فإذا كنتم تنفقون من أجل خير الناس فسأرد ذلك لكم أضعاف مضاعفة. وقد استخدم الله كلمة القرض الحسن للدلالة على الإنفاق بقلبٍ منشرح، وعندها يعتبر الإنفاق في سبيل الله وعندها يعَدّ قرضًا لله وسيعيده الله أضعافا مضاعفة.
قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام: "عندما يستقرض الله تعالى لا يكون المراد من ذلك بأنه محتاج، والعياذ بالله، هذا الزعم كفرٌ. بل المراد من ذلك أنه سيعيده بالجزاء. وهذا أحد الطرق الذي يريد الله أن يمن به على عباده"
وقال حضرته في مناسبة أخرى: "قد يقول أحد الجاهلين عن قول الله تعالى "مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا": أنه يعني أن الله محتاج، والعياذ بالله. لا ندري كيف يستنتج هذا الأحمق من هذا أن الله تعالى محتاج. إن المفهوم الحقيقيَّ للقرض هو الأشياء التي تكون مقرونة بوعد إعادتها إلى صاحبها، ولكن هذا الجاهل يضيف إليه معنى الإفلاس والفقر من عنده. والقرض هنا يعني: من ذا الذي يقدم لله تعالى أعمالا صالحة ليعطيه الله جزاءها أضعافا مضاعفة، وهذا هو المعنى اللائق بعظمة الله"
ثم قدم أمير المؤمنين نصره الله بعض الأحداث عن تضحيات الأحمديين المالية وكيف سدد الله بفضلها جميع حاجاتهم مما زادهم إيمانًا ويقينًا. ومن ذلك ما قاله رئيس الجماعة في غينيا كوناكري أنه بعد أن قرأ خطبة أمير المؤمنين التي ألقاها في السنة الماضية حول الوقف الجديد والتي ذكر فيها التضحية المالية وكلام المسيح الموعود عليه السلام الذي بين فيه أن هناك 5 طرق للوصول إلى الله، منها الإنفاق في سبيل الله وأنه لا يمكن أن يجتمع حبان في قلب الإنسان: حب الله وحب المال. فتقدم بعد صلاة الجمعة أحمدي فقير مخلص وأخرج كل ما كان في جيبه من نقود رغم أنه كان قد أدى تبرعاته بالكامل. وسألوه كم هذا المبلغ فقال لا أعرف، إنما أعطيت كل ما كان في الجيب لنيل حب الله تعالى. ولما أُحصي المبلغ كان 85 ألف فرنك فقيل له خذ منه لتدفع أجرة الوصول إلى بيتك فقال "ألم تسمع أن المسيح الموعود عليه السلام قال إنه لا يجتمع حب الله وحب المال في قلب إنسان؟! فدعوني أذهب مستندا على حب الله". وذهب سيرًا على قدميه إلى بيته!
وهناك سيدة من فرنسا بايعت قبل فترة وجيزة تقول: اشتركت في التبرع في كافة الصناديق والمخططات ورأيت أفضال ذلك بأم عيني، وهذه السنة أديت تبرعات الوقف الجديد وكنت أبحث عن وظيفة منذ مدة طويلة وبعد 10 دقائق فقط من دفع التبرع تلقيت مكالمة من شركة كبيرة أخبروني أنه أعطوني وظيفة عندهم وكان ذلك بمثابة آية بالنسبة لي.
ثم أعلن أمير المؤمنين نصره الله عن انتهاء العام الـ 63 لصندوق الوقف الجديد وبدء السنة الـ 64 وقد تم التبرع هذا العام بمبلغ 10530000 جنيه استرليني، أي أكثر من العام الماضي بـ 887 ألف جنيه واحتلت المملكة المتحدة المرتبة الأولى ثم ألمانيا فباكستان فكندا فأمريكا ثم الهند فأستراليا ثم جماعة من الشرق الأوسط ثم أندونيسيا ثم غانا.
وعلى مستوى التبرع الفردي اتحتلت أمريكا المرتبة الأولى. وقد اشترك في صندوق الوقف الجديد هذا العام 1452000 مضحٍّ. ثم دعا أمير المؤمنين الله أن يبارك في نفوس وأموال المضحين وأن يوفقهم لأداء حقوق الله وحقوق العباد وكرر كذلك طلب الدعاء للأحمديين في الباكستان والجزائر والتركيز على الدعاء والنوافل والدعاء للظروف في العالم أجمع لأنها تتدهور بسرعة عسى أن يرحم الله البشرية كلها، آمين.