ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 15/01/2021
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 15/01/2021 حيث تابع الحديث عن سيدنا علي رضي الله عنه وقال:
روي أن عليًّا - رضي الله عنه - إذا ما واجه مصيبة كبيرة دعا ربه قائلا: "يا كهيعص، اغفِرْ لي" وعن أم هانئ أن النبي ﷺ قال: إن حرف الكاف ينوب عن الكافي، والهاء عن الهادي، والعين عن العالِم أو العليم، والصاد عن الصادق.
يقول البزار في مسنده: سأل علي t الناس فقال: أيها الناس، أخبروني من أشجع الناس؟ قالوا: أنت. قال: أما إني ما بارزت أحدا إلا انتصفت منه، ولكن أخبروني بأشجع الناس قالوا: لا نعلم، فمن؟ قال: أشجع الناس أبو بكر t، إذ لما كان يوم بدر جعَلْنا لرسول الله ﷺ عريشا فقلنا: من يكون مع رسول الله ﷺ ليلا؟ يهوي إليه أحد من المشركين، فوالله، ما دنا منه إلا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله ﷺ لا يهوي إليه أحد إلا أهوى عليه، فهذا أشجع الناس. ولقد رأيت رسول الله ﷺ، وأخذتْه قريش فَيُجَاءُ هَذَا وَيُتَلْتِلُ هَذَا وَهُوَ يَقُولُ: وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، ثُمَّ رَفَعَ عَلِيٌّ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيْهِ فَبَكَى حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ، ثُمَّ قَالَ: أُنْشِدُكُمْ بِاللَّهِ أَمُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ خَيْرٌ أَمْ أَبُو بَكْر؟ٍ فَسَكَتَ الْقَوْمُ. فَقَالَ: أَلَا تُجِيبُونِي فَوَاللَّهِ لَسَاعَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِنْ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَوْنَ ذَاكَ رَجُلٌ كَتَمَ إِيمَانَهُ وَهَذَا رَجُلٌ أَعْلَنَ إِيمَانَهُ.
وعن أم سلمة قالت أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن ابغض علياً فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ فِيكَ مِنْ عِيسَى مَثَلًا، أَبْغَضَتْهُ يَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي لَيْسَ بِهِ» أَلا وَإِنَّهُ يَهْلِكُ فِيَّ اثْنَانِ، مُحِبٌّ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي".
قَالَ مُعَاوِيَةُ لِضَرَارٍ الصَّدَائِيِّ: يَا ضَرَّارُ، صِفْ لِي عَلِيًّا. قَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لَتَصِفَنَّهُ. قَالَ: أَمَا إِذْ لا بُدَّ مِنْ وَصْفِهِ فَكَانَ وَاللَّهِ بَعِيدَ الْمَدَى، شَدِيدَ الْقُوَى، يَقُولُ فَصْلا، ويحكم عدلا، يتفجّر العلم من جَوَانِبِهِ، وَتَنْطِقُ الْحِكْمَةُ مِنْ نَوَاحِيهِ. ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وَكَانَ غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس مَا قصر، ومن الطعام مَا خشن. وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه. ونحن والله- مع تقريبه إيانا وقربه منا- لا نكاد نكلمه هيبا لَهُ. يعظم أهل الدين، ويقرب المساكين، لا يطمع القوي فِي باطله، ولا ييئس الضعيف من عدله. وأشهد أَنَّهُ لقد رأيته فِي بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يَا دنيا غري غيري، ألي تعرّضت أم إلى تشوّفت! هيهات هيهات! قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل. آهٍ من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق. فبكى مُعَاوِيَة وَقَالَ: رحم الله أَبَا الْحَسَن، كَانَ والله كذلك، فكيف حزنك عَلَيْهِ يَا ضرار؟ قَالَ: حزن من ذبح ولدها وَهُوَ فِي حجرها.
ويقول سيدنا المسيح الموعود (عليه السلام):
"كان - رضي الله عنه - تقيًّا نقيًّا مِن الذين هم أحب الناس إلى الرحمن، ومِن نخب الجيل وسادات الزمان. أسد الله الغالب وفتى الله الحنّان، نديّ الكف طيب الجنان. وكان شجاعا وحيدًا لا يُزايل مركزه في الميدان ولو قابله فوج من أهل العدوان. أنفد العمر بعيش أنكد وبلغ النهاية في زهادة نوع الإنسان. وكان أول الرجال في إعطاء النشب وإماطة الشجب وتفقُّد اليتامى والمساكين والجيران. وكان يجلّي أنواع بسالة في معارك وكان مظهر العجائب في هيجاء السيف والسنان. ومع ذلك كان عذب البيان فصيح اللسان. وكان يُدخل بيانه في جذر القلوب ويجلو به صدأ الأذهان، ويجلي مطلعه بنور البرهان. وكان قادرًا على أنواع الأسلوب، ومن ناضله فيها فاعتذر إليه اعتذار المغلوب. وكان كاملا في كل خير وفي طرق البلاغة والفصاحة، ومن أنكر كماله فقد سلك مسلك الوقاحة. وكان يندب إلى مواساة المضطرّ، ويأمر بإطعام القانع والمعترّ، وكان من عباد الله المقربين.
ومع ذلك كان من السابقين في ارتضاع كأس الفرقان، وأُعطَي له فهم عجيب لإدراك دقائق القرآن. وإني رأيته وأنا يقظان لا في المنام، فأعطاني تفسير كتاب الله العلام، وقال: هذا تفسيري، والآن أُولِيْتَ فَهُنّيتَ بما أُوتِيتَ. فبسطتُ يدي وأخذت التفسير، وشكرت الله المعطي القدير. ووجدتُه ذا خَلْقٍ قويم وخُلقٍ صميم، ومتواضعا منكسرا ومتهلّلاً منوّرا.
وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيقوم بعد الصلاة بافتتاح قناة إم تي إيه غانا الجديدة والتي ستبث من استديو عبد الوهاب آدم على مدار الساعة لتغطي غانا والبلدان المجاورة، وطلب كذلك مرة أخرى التركيز على الدعاء أن يفك الله أسرى الأحمديين في باكستان والجزائر وللأوضاع في باكستان بشكل عام وأن يهب الله العقل للمعارضين هناك وإن كان هذا غير مقدر، أن يبطش بهم قريبًا. وقال إن على الأحمديين التركيز على الصلوات والصدقات والأدعية.