بسم الله الرحمن الرحيم فيما يلي ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 22/01/2021

 بسم الله الرحمن الرحيم

فيما يلي ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 22/01/2021 حيث بدأ بذكر سيدنا عثمان رضي الله عنه، وقال إنه لم يشترك في غزوة بدر ولكنه كان من بين الثمانية الذين اعتبرهم رسول اللهﷺ ممن اشتركوا فيها.

اسمه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وهكذا يلتقي نسبه بنسب رسول الله ﷺ عند عبد مناف وأمه هي أروى بنت كريز وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب أخت عبد الله والد النبيﷺ، وفي رواية أنهما كانا توأمًا.

كانت كنيته في الجاهلية أبا عمرو ولما ولد له صبيٌ من رقية سماه عبد الله فكناه المسلمون أبا عبد الله.

زوج النبيﷺ عثمان ابنته رقية وبعد أن توفيت في أيام بدر، زوجه أختها أم كلثوم فلذلك لُقب بذي النورين ويقال أيضًا أنه سمي بذلك لأنه كان يكثر من تلاوة القرآن كل ليلة فالقرآن نور وقيام الليل نور وبهذا صار ذي النورين.

وعن إسلامه: خرج عثمان وطلحة بن عبيد الله على أثر الزبير بن العوام ودخلا عليه، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن، وأنبأهما بحقوق الإسلام ووعدهما الكرامة من الله فآمنا وصدقا، فقال عثمان: "يا رسول الله، قدمت حديثا من الشام، فلما كنا بين معان والزرقاء فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبوا، فإن أحمد قد خرج بمكة، فقدمنا فسمعنا بك". وقد كان عثمان من السابقين الأولين حيث أسلم  قبل دخول النبي ﷺ دار الأرقم. لما أسلم عثمان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص فأوثقه كتافا وقال: ترغب عن ملة آبائك إلى دين محمد؟ والله لا أحلك أبدا حتى تدع ما أنت عليه، فقال عثمان: والله لا أدعه أبدا ولا أفارقه، فلما رأى الحكم صلابته في الحق تركه.

قبل بعثة النبي ﷺ، كانت رقية مخطوبة لعتبة بن أبي لهب وأم كلثوم مخطوبة لأخيه عتيبة ولما نزلت سورة اللهب قال أبو لهبٍ لابنَيه"رأسي في رؤوسِكما حرامٌ إنْ لم تطلِّقا ابنتَي محمد". ثم تزوج عثمان برقية وهاجر بها إلى الحبشة.

عن عبد الرحمن بن عثمان القرشي قال: دخل رسول اللهﷺ على ابنته وهي تغسل رأس عثمان، فقال: "يا بنية أحسني إلى أبي عبد الله، فإنه أشبه أصحابي بي خُلُقًا"

قال ابن إسحاق: فلما رأى رسول الله ﷺ ما يصيب أصحابه من البلاء، وما هو فيه من العافية، بمكانه من الله عز وجل، ومن عمه أبي طالب، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء. قال لهم: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة؟ فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه".

فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله ﷺ إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة، وفرارا إلى الله بدينهم. فكانت أول هجرة في الإسلام، وكان أول من خرج من المسلمين عثمان بن عفان، وزوجته رقية بنت رسول الله ﷺ.

عن سعد قال: لَمَّا أَرَادَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْخُرُوجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْرُجْ بِرُقَيَّةَ مَعَكَ، أَخَالُ وَاحِدًا مِنْكُمَا يَصْبِرُ عَلَى صَاحِبِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: «ائْتِنِي بِخَبَرِهِمَا» فَرَجَعَتْ أَسْمَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرجَ حِمَارًا مُوكَفًا، فَحَمَلَهَا عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِهَا نَحْوَ الْبَحْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا بَكْرْ، إِنَّهُمَا لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ بَعْدَ لُوطٍ وَإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ".

بعد وفاة رقية رضي الله عنها زوّج رسول الله عثمان من ابنته أم كلثوم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لَقِيَ عُثْمَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ:"يَا عُثْمَانُ هَذَا جِبْرِيلُ أَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِمِثْلِ صَدَاقِ رُقَيَّةَ عَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا" وبعد زواج أم كلثوم مر عليها رسول الله ﷺوسألها "يَا بُنَيَّةُ، كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ؟" فقَالَتْ: خَيْرَ بَعْلٍ"، وبعد وفاتها قال رسول الله ﷺ "لَوْ كَانَ عِنْدَنَا أُخْرَى لَزَوَّجْنَاهَا بِعُثْمَانَ"

وفي ختام الخطبة ذكّر أمير المؤمنين نصره الله الأحمديين بضرورة مواصلة الدعاء للأحمديين في باكستان وأن يهب الله العقل للمعارضين حتى يعملوا بالعدل والإنصاف، وكذلك الدعاء  للأحمديين في الجزائر أن يحفظهم الله تعالى، ثم أعلن أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين ودعا الله لهم بالرحمة ولذويهم بالصبر والسلوان.