ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 19/02/2021



 بسم الله الرحمن الرحيم

فيما يلي ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 19/02/2021، حيث تحدث عن الخليفة الثاني (رضي الله عنه) وقال:

يُعرف يوم 20 فبراير/شباط في جماعتنا بيوم المصلح الموعود t وهو ذكرى لتحقق نبوءة طويلة ذُكرت فيها صفات الابن الموعود للمسيح الموعود عليه السلام ومنها أنه "سيُملأ بالعلوم الظاهرة والباطنة" وبالفعل، ورغم أنه لم يتلق أكثر من التعليم الابتدائي إلا أن الله تعالى قد حباه بمعارف كثيرة جدا لا يمكن ذكرها في خطبة واحدة، فقد ألّف كتبًا وألقى خطبًا كثيرة حول وحدانية الله وحقيقة الملائكة ومكانة النبيين ومقام خاتم النبيين، وقدم كذلك إرشادات للمسلمين في القضايا الدينية والسياسية، وتحدث عن تاريخ الإسلام وقدم حلولًا لقضايا لا يزال الجدال حولها مستمرًا حتى اليوم، وسألقي الضوء على مواضيع ذكرها لما كان في مقتبل العمر بين عامي 1918- 1934:

لما كان عمره 18 عاما كتب مقالًا حول المحبة الإلهية يتضح فيه كيف أن الله تعالى قد حباه بالعلوم الظاهرية والباطنية ومما قال فيه:

"وللحب مراتب مختلفة. فبقدر ما يكون هناك حب ينال المرء قرب الله بالقدر نفسه ويوفَّق لاجتناب الذنوب. فمن الضروري جدا أن نوطّد علاقتنا مع الله تعالى لاجتناب الذنوب ورفع الدرجات ونخلق في قلوبنا الإخلاص والحب الذي نقترب إلى الله تعالى بسببهما ويُمنع الشيطان من الهجوم علينا ونكون مثل الشمس التي بها يستنير العالم. ولكن القضية قيد البحث هي أن الإله الذي يجب أن نحبه هل هو إله المسيحيين أم إله اليهود أو إله الهندوس أو المسلمين؟ لا بد من التذكّر في هذا المقام أن الإله واحد ولكن الأديان المختلفة تقدمه بأساليب مختلفة وتنسب إليه شرائع مختلفة. هذا النزاع دائر بين الأديان منذ زمن سحيق لذا من واجب صاحب البصيرة أن يتأمل في الأديان جيدا ويحكُم أيها صادق وأيّ إله جدير بالحب، أو بتعبير آخر أيّ الأديان من الله تعالى".

ثم أثبت أن إله الإسلام إلهٌ حي فهو يرشد اليوم بالوحي والإلهام، وكتب في النهاية:

"قد أثبتُّ أن آلهة الأديان الأخرى ليست جديرة بالحب وتعليمها ناقص لا يستطيع الإنسان أن يعمل به. ولكني أثبتُّ أيضا أنه لا يقع أيّ اعتراض على الإسلام، وتعليمُه يطابق فطرة الإنسان وأن الله تعالى قادر على كل شيء ومنزَّه عن كل عيب. والميزة العظمى التي بيّنتُها في الإسلام هي أنه لا يرد على المحب ردّا سافرا بل الله يكلّمه بعد امتحانه ويهدِّئ بكلامه حرقةَ الحب التي تحرق كل شيء في قلب المحب، ويزيل الحرقة التي تنشأ نتيجة عدم تلقيه الجواب. وبذلك يشتد الحب أكثر وينشأ في قلب المحب حماس أن يقترب من الله تعالى أكثر ويظل يقترب إليه - سبحانه وتعالى - حتى يقول الله تعالى عنه: "أنت مني وأنا منك". والمراد من ذلك أن اسمي سيظهر في العالم بسببك أنت، وأن عزتك هي بسببي أنا. والحق أن هؤلاء الناس هم الذين يُظهرون جلال الله في العالم الذين يكونون غارقين في بحر حبه تعالى وينالون عزة لسبب وحيد فقط أنهم يحبون الله".

 

وألقى في الجلسة السنوية في 28 ديسمبر 1908 - وكان عمره 19 عاما فقط- خطابًا رائعًا وكان مما قال فيه بعد أن قرأ قول الله تعالى: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}: "عندما يعقد الإنسان صفقة مادية مهما كانت صغيرة يأخذ الحيطة والحذر بعين الاعتبار بشدة متناهية ولا يشتري إلا ما كان مفيدا ورابحا، فيا أسفا على الذي لا يقوم بتجارة لا يقدَّر ربحها بالملايين أو البلايين بل فيها ربح لا تحدُّه حدود؛ إذ يقول الله تعالى بأنه لا إمكانية للخسارة في هذه التجارة."

وفي 1916 بعد توليه الخلافة، ألقى خطابا في الجلسة حول الذكر الإلهي وضرورته وفوائده، وذكر صفات الله عز وجل وبيّن 10 طرق للحفاظ على صلاة التهجد و20 طريقة للحفاظ على التركيز في الصلاة.

وكتب كذلك حول موضوع بداية الخلافات في الإسلام وبين أن الصحابة لم يكونوا سبب الفتنة وذكر مكانة سيدنا عثمان t وأثبت صدق خلافته وبين الأسباب التي أدت إلى الفتنة جرّاء مكائد عبد الله بن سبأ، وفنّد التهم التي ألصقت بعلي وطلحة (رضي الله عنهما) وغيرهما من الصحابة.

ثم هناك خطاب حول القدر الإلهي ألقاه في 1919 وفيه ذكر سبع مقامات روحانية يمكن أن ينالها الإنسان بعد فهم القدر الإلهي.

وتحدث كذلك عن المعاهدة التركية بعد الحرب العالمية الأولى وسلوك المسلمين.

ثم هناك خطاب له حول ملائكة الله.

وفي عام 1921 ألقى خطابًا قدم فيه 8 أدلة على وجود الله. وألّف كذلك كتاب "تحفة لأمير ويلز" بلغه فيه دعوة الإسلام. وألف عام 1924 خطابًا حول "الأحمدية أي الإسلام الحقيقي" ألقى السير ظفر الله خان ملخصه في ويمبلي في بريطانيا ضمن مؤتمر للأديان، وأثبت فيه بشكل قاطع أن الإسلام هو الحق.

إن المعارف التي قدمها المصلح الموعود t في شبابه فقط تثبت أنه ملىء بالعلوم الظاهرية والباطنية وهذا مجرد ملخص فقط لما قدمه خلال 17 سنة من عمره ولم أغطّ فيه 1% مما قدمه من كنوز.

وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله مواصلة الدعاء للأحمديين في باكستان حتى يتمكنوا من العيش بسلام وأن يرد الله مكر الأعداء. آمين.