التفاخر العائلي



 التفاخر العائلي

"هناك بعض الأغبياء الذين يركِّزون على الأعراق ويعتزون ويفتخرون على نسبهم العرقي كثيرا. هل كان قوم بنو إسرائيل أقل احتراما إذ جاء فيهم الأنبياء والرسل؟ ولكن هل اكترث الله بنسبهم العالي عندما تغيّرت حالتهم؟ لقد قلت آنفا بأنهم سُمُّوا قردة وخنازير وبذلك أُخرجوا من دائرة البشرية. لقد رأيت أن كثيرا من الناس مصابين بهذا المرض، وخاصة أفراد عائلة السادات الذين يحقرون الآخرين ويعتزون بنسبهم. أقول صدقا وحقا بأن النسب ليس بشيء لنيل قرب الله تعالى، ولا علاقة له بهذا الأمر قط. لقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان سيد ولد آدم وأفضل الرسل لابنته فاطمة رضي الله عنها بكل صراحة ما مفاده: لا تعتمدي على علاقة القرابة أنك ابنة الرسول، لن يُسأل أحد يوم القيامة من هو أبوك بل ستنفعه أعماله فقط. أعلم يقينا أن الاعتزاز بالنسب أكثر الأشياء إبعادا عن قرب الله تعالى، ومنعا من الاقتراب إلى الحسنة الحقيقية لأن ذلك يولّد التكبُّر والتكبّر يحرم الإنسان. إضافة إلى ذلك يحسب مثل هذا الشخص لسوء فهمه نسَبَه سندا وحيدا له، فيقول أحد أني من فئة جيلاني أو من عائلة السادات وهلمّ جرا. ولكنه لا يدرك أن هذه الأشياء لن تنفع هنالك، وأن النسب ينتهي مع موت المرء فورا ولا تبقى له أدنى علاقة بعد الموت لذلك يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (الزلزلة: 9) ليس في ذلك أيّ تمييز للنسب أو الفئة العرقية. وقال تعالى في آية أخرى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 14) فلا تعتزوا بالأنساب والأعراق لأنها عائق في سبيل الحسنة، بل الضروري هو أن تتقدموا في البر والتقوى لأن أفضال الله وبركاته تأتي من هذا السبيل وحده." (الملفوظات، المجلد الثالث)