أم ورقة (رضي الله عنها)
أم ورقة (رضي الله عنها)
هي أم ورقة بنت نوفل، وقيل أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بن عويم. وهي صحابية جليلة من الأنصار.
المرأ الشهيدة:
عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ نَوْفَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا غَزَا بَدْرًا قَالَتْ قُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي الْغَزْوِ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي شَهَادَةً . قَالَ: "قِرِّي فِي بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ" (سنن أبي داوود) وفي رواية ابن سعد أنه قال لها "إِنَّ اللَّهَ مُهْدٍ لَكِ شَهَادَةً". فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابة "انطلقوا بنا نزور الشهيدة"
مفهوم الشهادة في الإسلام:
إن مفهوم الشهادة في الإسلام واسع جدا ومن هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه "مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟" قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ "إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ". قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ والغريق شهيد"
والحقيقة هي أن أم ورقة استُشهدت مقتولة في بيتها حيث قتلتها جارية وغلام لها في زمن سيدنا عمر وهنا قال سيدنا عمر "صدق الله ورسوله" فقد استشهدت في بيتها تمامًا كما أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
كانت أم ورقة من المدافعات عن الإسلام وكانت تقرأ القرآن الكريم بل وممن جمعوا القرآن الكريم أيضًا.
جذور بدعة إمامة المرأة للرجل في الصلاة والرد عليها:
إن أنصار إمامة المرأة للرجل في الصلاة يعتمدون في وجهة نظرهم هذه على سوء فهمهم لحادثة من حياة الصحابية الجليلة أم ورقة (رضي الله عنها)، والقصة أنها استأذنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أن تتخذ مؤذنًا يؤذن قرب بيتها فأذن لها وأمرها أن تؤم أهل بيتها في الصلاة ومن هذه القصة استنتج المروجون لهذه البدعة الجديدة "جواز" إمامة المرأة للذكور في الصلاة، ولكن في الواقع أم ورقة كانت تؤم نساء بيتها فقط ولكنهم يفسرون القول الوارد في الحديث في أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أذن لها "أن تؤم أهل دارها" بأنه لا بد أن في أهل دارها ذكورا أيضا وبالتالي سمح رسول الله للمرأة بالإمامة!
لكن في الواقع هناك ثلاثة أمور تفند هذا الادعاء:
أولا: لا بد من مقارنة جميع الروايات لفهم القصة، وهناك رواية وقد وردت في المغني لابن قدامة تقول: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد "أَذِنَ لَهَا أَنْ يُؤَذَّنَ لَهَا وَيُقَامَ، وَتَؤُمَّ نِسَاءَ أَهْلِ دَارِهَا".
ثانيًا: هناك حديث واضح وصريح ورد في سنن ابن ماجة وفي غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا".
وثالثا: نعلم من الأحاديث الثابتة أن على الرجل الصلاة في المسجد وليس في البيت.
وبالتالي يتبين أن ما أجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم ورقة هو إمامة نساء بيتها فقط وطبعا هذا أمر مسموح به لجميع النساء.
ختامًا أود القول إن كل مسلمة ترغب وتدعو الله أن تصبح "إمامًا".. إنه ذلك الإمام المذكور في الدعاء القرآني التالي:
"وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان:75).