ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 26/03/2021



 بسم الله الرحمن الرحيم

فيما يلي ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 26/03/2021، والتي استهلها بقوله تعالى:

"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"

ثم قال:

تحتفل الجماعة يوم 23 مارس بيوم المسيح الموعود، فهو اليوم الذي أخذ فيه المسيح الموعود (عليه السلام) البيعة من أصحابة.

يذكرنا هذا اليوم أن الهدف من بعثته عليه السلام هو تجديد الدين بحسب نبوءات القرآن الكريم والنبيﷺ وتبليغ التعاليم الإسلامية الحقيقية للعالم.

يقول المسيح الموعود عليه السلام عن الآية المذكورة آنفًا:

"مغزى هذه الآية أن الله هو الذي أرسل رسولا في زمن كان الناس فيه قد صاروا عديمي الحظ من العلم والحكمة، كذلك المعارف الدينية التي تكتمل بها النفسُ وتصل النفوس الإنسانية كمالها في العلم والعمل كانت قد اختفت نهائيا، وكان الناس ضالين، وابتعدوا عن الله وصراطه المستقيم، ففي هذا الزمن أرسل الله رسوله الأمي فزكّى نفوسَهم وملأهم بعلم الكتاب والحكمة، وستظهر في الزمن الأخير فئة أخرى، وسيكونون هم أيضا في الظلام والضلال بادئ الأمر وبعيدِين عن العلم والحكمة، وسوف يصبغهم الله بصبغة الصحابة؛ حتى يكون صدقُهم ويقينهم كصدق الصحابة ويقينِهم. وقد جاء في الحديث أن النبي ﷺ قد قال- واضعا يده على كتف سلمان الفارسي- عند تفسير هذه الآية "لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجل من فارس"

الزمن الذي ورد بحقه أن القرآن سوف يُرفع فيه إلى السماء، هو زمن المسيح الموعود، وهذا الفارسي الأصل هو الذي يُسمى مسيحا موعودا، لأن الهجمة الصليبية التي ينبغي أن يأتي المسيح الموعود لمنْعها، هي على الإيمان. وكل هذه الآثار وردت بحق الهجمة الصليبية. وقد ورد أن تلك الهجمة ستؤثر في إيمان الناس كثيرا، وهذه الهجمة نفسها تسمى هجوم الدجال. وقد ورد في الآثار أنه عند هجوم ذلك الدجال سيترك الكثيرون من السفهاء اللهَ وسيفتر حبُّ الكثيرين للإيمان، وستكون المهمة العظيمة للمسيح الموعود تجديدَ الإيمان لأن الهجوم هو على الإيمان. وذلك الرجل الفارسي سيأتي لإقامة الإيمان من جديد، فإذا كان زمن المسيح الموعود والرجل فارسيِّ الأصل واحدًا ومهمتهما واحدةٌ، أي استعادة الإيمان، فقد ثبت يقينا أن المسيح الموعود هو نفسُه الرجلُ الفارسي، وجماعتُه مصداق آية: {وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}. ومعنى هذه الآية أن الفائزين بالهداية والحكمة- بعد الضلال الكامل- ومشاهدي معجزات النبي ﷺ وبركاته فئتان فقط. أولاهما صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم – الذين كانوا قبل بعثته في ظلام دامس، وبعده أحدث اليقينُ في نفوسهم تغييرا كأنهم بقوا أرواحا فقط. أما الفئة الثانية المثيلة للصحابة فهي جماعة المسيح الموعود، لأنها ستتمكن من مشاهدة معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - كالصحابة، وتحظى بالهداية بعد الظلام والضلال. فبحسب آية: {وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ} قد وُهبت لهم نعمةُ مماثلة الصحابة، فكما رأى الصحابةُ معجزاتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وشاهدوا تحقق النبوءات سيرونها هم أيضا. وأما الزمن الوَسطي فلن يفوز بهذه النعمة على وجه الكمال. فهذا ما حدث في هذه الأيام؛ حيث انفتح باب معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة أخرى بعد مضي ثلاثةَ عشرَ قرنا، وشاهد الناس بأم أعينهم حدوث الخسوف والكسوف في رمضان تحقيقا لحديث "الدارقطني" وفتاوى ابن حجر. فقد انخسف القمر في أولى ليالي الخسوف كما كان قد ورد في الحديث، بينما انكسفت الشمس في وسط أيام كسوفها، وذلك في زمن وُجد فيه من يُعلن بأنه المهدي. ثم طلع المذنّب أيضا الذي ورد أنه سيطلع في زمن المهدي والمسيح الموعود، وقد رأى الآلاف من الناس طلوعَه، كما شاهد مئات الألوف من الناس نشوب النار في جاوا، وكذلك قد شاهد الجميعُ بأم أعينهم تفشّي الطاعون والمنع من الحج. كما كان الصحابة - رضي الله عنهم - رأوا الآيات فإن صُنْع القطار وتعطُّل العشار مثل ذلك لمن معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - التي شوهدت في هذا الزمن،، ولهذا السبب قد نادى الله - سبحانه وتعالى - هذه الجماعة الأخيرة بكلمة {مِنْهُمْ} لكي يُشير إلى أنهم أمثال الصحابة في معاينة المعجزات.

وقال المسيح الموعود عليه السلام أيضًا: إن الهدف والغاية من بعثتي هو تجديد الإسلام وتأييده فقط. لا تظنوا أني جئت لأعلّم شريعة جديدة أو أعطي أحكاما جديدة أو آتي بكتاب جديد. كلا، ومن رأى ذلك كان ضالا وملحدا إلى أبعد الحدود. لقد خُتمت الشريعة والنبوة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلن تأتي الآن شريعة؛ لأن القرآن الكريم خاتَم الكتب، ولا مجال للنقص أو الزيادة فيه قيد أنملة. والصحيح حقًا هو أن بركات النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيوضه، وتعليم القرآن الكريم وثمرات هديه؛ لم تنقطع، بل ما زالت موجودة وتتجدد في كل زمان. وقد بعثني الله تعالى لإثبات تلك الفيوض والبركات.

 

وفي ختام الخطبة، دعا أمير المؤمنين نصره الله أن يهدي الله العالم والمسلمين خصوصًا للإيمان بالمسيح الموعود عليه السلام وطلب مواصلة الدعاء للأحمديين في باكستان والجزائر.