ملخص لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 23/04/2021



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 23/04/2021، حيث بدأ الحديث عن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وكان مما قال:

كان من قبيلة بني عدي، والده الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ووالدته حنتمة بنت هاشم بن المغيرة وهي ابنة عم أبي جهل.

ولد سيدنا عمر قبل حرب الفجار بأربع سنين وفي رواية بعد حرب الفجار بأربع سنوات وفي رواية أخرى ذُكر أنه ولد بعد عام الفيل بـ 13 سنة أي عام 583 هـ وفي رواية كان عمره 26 عندما أسلم وإن صح ذلك فسنة ميلادة تكون عام 590 هـ وفي رواية ولد لما كان عمر النبي 21 عامًا. لما أسلم كان عمره بين 21-26 عام. وكان يكنى أبا حفص.

عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله ﷺ قال يوم بدر: إني قد عرفت أن أناسا من بني هاشم وغيرهم، قد أخرجوا كرها، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي منكم أحدا منهم فلا يقتله، ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله، فإنه إنما أخرج مستكرها. فقال أبو حذيفة بن عتبة: أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس! والله لئن لقيته لألجمنه بالسيف؟ فبلغتْ رسول الله ﷺ فقال لعمر بن الخطاب: يا أبا حفص - قال عمر: والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله - أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف ؟ فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فأضرب عنقه، فوالله لقد نافق. فكان أبو حذيفة يقول بعد ذلك: والله ما آمنُ من تلك الكلمة التي قلت، ولا أزال منها خائفا، إلا أن يكفرها الله عني بشهادة. فقتل يوم اليمامة شهيدا.

قال ابن عباس: "سألت عمر رضي الله عنه "لأي شيء سميت الفاروق؟" قال: "أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام"، فقلت: "الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله ﷺ"، قلت: "أين رسول الله؟" قالت أختي: "هو في دار الأرقم عند الصفا"، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله ﷺ في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: "مالكم؟" قالوا: "عمر"، قال: "فخرج رسول الله ﷺ فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره فما تمالك أن وقع على ركبته"، فقال: "ما أنت بمنته يا عمر؟" قال: "فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". قال: "فكبّر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد"، قال: "فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟" قال: "بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم"، "فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن"، فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: "فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول اللهﷺ يومئذ الفاروق. وفرق الله بين الحق والباطل.

عند بعثة النبي ﷺ كان في قريش 17 رجلًا يعرفون القراءة الكتابة منهم عمر، وكان عمر من أشراف قريش وكانت إذا حصلت حرب بينهم وبين الآخرين أرسلوا عمرًا سفيرا من قبلهم.

عندما هاجر بعض المسلمين إلى الحبشة لم يكن عمر قد أسلم وكان طبعه قاسيا ولكن عندما علم بهجرة المسلمين كان رد فعله رقيقا.

يذكر المصلح الموعود (رضي الله عنه) هذه الواقعة ويقول:

"كان عمر - رضي الله عنه - يعادي الإسلام عداء شديدًا، ولكنه كان مزودًا بالمواهب الروحانية أيضًا. أعني أنه، رغم شدة غضبه ورغم إيذائه النبي ﷺ وأصحابه، كان يحمل بين جنبيه قلبًا رقيقًا. فعندما أراد المسلمون الهجرة الأولى إلى الحبشة تجهَّزَوا للرحيل من مكة قبل صلاة الفجر كيلا يمنعهم المشركون ولا يؤذوهم. وكانت العادة في مكة أن يتفقد بعض رؤسائها شوارعها ليحرسوا الناس من السارقين. فخرج عمر - رضي الله عنه - في تلك الليلة على نوبته للحراسة. فرأى أكوامًا من الأثاث أمام بيتٍ، فتقدم عمر وإذا هو بسيدة واقفة بجنب الأثاث. ولعل عمر كان صديقًا لزوج تلك الصحابية فقال لها: ما هذا؟ يبدو أنكما خارجان على سفر طويل. فقالت يا عمر نحن مهاجرون من مكة. فقال عمر: ولكن لماذا تهاجرون؟ قالت: نترك وطننا لأنك وإخوانك لا يريدون لنا أن نعيش فيه، ولا نستطيع أن نعبد الله هنا بحرية. فبرغم أن عمر كان يعادي الإسلام عداء شديدًا، وبرغم أنه كان لا يبرح يضرب المسلمين، إلا أنه لما سمع الصحابية الواقفة هناك في ظلام الليل تقول له بأننا نترك أوطاننا لأنك وإخوانك لا يريدون لنا العيش فيه ولا يسمحون لنا بعبادة الله بحرية، حوّل وجهه إلى الناحية الأخرى ثم ودّعها وقال: صحبكم الله.

ويبدو أن الرقة قد غلبت على عمر لدرجة أنه علم أنه لو لم يحول وجهه إلى الناحية الأخرى لبكى. وبينما هو في ذلك إذ وصل زوج تلك الصحابية. فلما رآى عمرَ واقفًا هناك خاف أن يحول دون سفرهما إذ كان يعلم أنه عدو لدود للإسلام. فسأل زوجته كيف جاء عمر هنا؟ فقالت لقد وجدني واقفة هنا، وسألني عن قصدنا؟ فقال لها إني أخاف أن يثير عمر شرًا. قالت يا ابن عم تخاف أن يصيبنا عمر بشر، وأنا أرى أنه سيدخل في الإسلام في يوم من الأيام. فإني لما قلت له: إننا تاركون مكة لأنك وإخوانك لا يتركوننا لنعبد ربنا في حرية، أدار وجهه إلى الناحية الأخرى، وقال لي حسنًا، صحبكم الله. وكان في صوته ارتعاش، وأظنه قد اغرورقت عيناه، وأرى أنه سيعتنق الإسلام في يوم من الأيام حتمًا.

دعا النبي لإسلام عمر: عن ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏ "‏اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ‏"

وورد في الطبقات الكبرى أنه لما أسلم عمر نزل جبريل وفرح أهل السماء بإسلامه.

وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين ودعا الله لهم بالرحمة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.