ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 30/04/2021
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 30/04/2021 حيث قال:
بعد يومين تبدأ العشر الأواخر من رمضان، وقد قال النبي ﷺ إنها عتق من النار، فيجب أن نحسّن من عبادتنا ونكثر من الأدعية والصلاة على النبي ﷺ والاستغفار ونؤدي حقوق الله وحقوق عباده لننال رضاه تعالى ونتقذ أنفسنا من نار جهنم.
عن عائشة كان رسول الله ﷺ يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه، ما لا يجتهد في غيره"
وقد أمرنا الله أن نتأسى بأسوة النبي ﷺ قدر المستطاع، وعلينا هذه الأيام أن نكثر من الأدعية أن يرد الله كيد الأعداء إلى نحورهم ففي بعض البلدان الإسلامية وخاصة باكستان تُؤجج نيران العداوة ضد الجماعة، كما يجب أن ندعو الله أن يحفظنا من الوباء.
لقد وفقنا الله عز وجل برحمته لاتباع النبي ﷺ واتباع خادمه المسيح الموعود عليه السلام الذي نبهنا إلى الأدعية وأخبرنا عن طرق استجابة الدعاء، فبعد حمد الله، علينا الإكثار من الصلاة على النبي ليستجاب دعاؤنا وإلا فإنه يبقى معلقًا بين الأرض والسماء.
قال النبي ﷺ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"
لقد أدركنا من خلال المسيح الموعود عليه السلام سمو مكانة النبي ﷺ لذا يجب أن نفهم أهمية الصلاة على النبي ﷺ وأن نكثر منها، لا لتستجاب أدعيتنا فحسب بل لننال قرب الله ونحقق الرقي الدنيوي والروحاني ولتصبح كل أعمالنا دليلا على أننا نؤمن بحق بالإمام المهدي والمسيح الموعود الذي قالت عنه الملائكة "هذا رجلٌ يجب رسول الله". يقول المسيح الموعود عليه السلام:
"الإلهام الذي تلقيته هو: "صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ سَيدِ ولدِ آدَمَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ". وفيه إشارة إلى أن كل هذه المراتب والأفضال والعنايات إنما هي بسببه وجزاءٌ على حبي له - صلى الله عليه وسلم - سبحان الله! ما أسمى المكانةَ التي يحتلها سيد الكون - صلى الله عليه وسلم - عند الحضرة الأحدية، وما أكثرَه قربًا لديه - سبحانه وتعالى -، حيث إن مُحِبّه - صلى الله عليه وسلم - يصبح محبوبًا عند الله تعالى، وإن خادمه - صلى الله عليه وسلم - يُجعَل مخدوم العالم".
ويقول عليه السلام أيضًا:
"قد تذكرتُ هنا أنني صليت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في إحدى الليالي بكثرة حتى تعطرَ به القلب والروح، فرأيت في الليلة نفسها قد أتوا (أي الملائكة) بيتي بقِرَبٍ من نور على هيئة ماء زلال، وقال أحدهم: هذا بما صليت على محمد - صلى الله عليه وسلم. وتذكرتُ الآن حادثًا غريبًا آخر بأني تلقيت مرة إلهامًا فحواه أن أهل الملأ الأعلى في خصام؛ أي أن مشيئة الله تعالى تهيج لإحياء الدين، ولكن لم ينكشف على الملأ الأعلى بعدُ تحديد الشخص المحيي، فلذلك هم يختلفون. وفي أثناء ذلك رأيت في الرؤيا أن الناس يبحثون عن هذا المحيي، وأتى أحدهم أمام هذا العبد المتواضع وقال مشيرا إليّ: "هذا رجل يحب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ". وكان المراد من قوله هذا أن أعظم شرطٍ لهذا المنصب هو حب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الشرط متوفر في هذا الشخص".
الأمر الثاني هو الاستغفار، يقول المسيح الموعود عليه السلام:
"المعنى الأصلي والحقيقي للاستغفار هو التماس المرء من الله ألا يَظهر ضعفه البشري للعيان، وأن يُسند اللهُ فطرتَه بقوته ويُحيطها بدائرة حمايته ونصرته. هذه الكلمة مستقاة من مصدر "غفر" وتعني الستر. فمعناها أن يغفر الله تعالى بقدرته الضعف الفطري للمستغفِر. ولكن قد وُسِّع معنى هذا اللفظ أكثر بعد ذلك لعامة الناس، وأريدَ منه أيضا أن يستر الله تعالى الإثم الذي صدر من قبل. ولكن المعنى الحقيقي والصحيح هو أن ينقذ الله تعالى بقوة ألوهيته المستغفِر من الضعف الفطري، ويقوِّيه بقوته ويهبه علمًا من علمه ونورا من نوره، لأن الله تعالى لم يتخلّ عن الإنسان بعد خلقه، بل كما هو خالق الإنسان وخالق كافة قواه الداخلية والخارجية كذلك هو قيّوم الإنسان أيضا، أي يقيم بسنده الخاص جُلَّ ما خلقه. فلما كان اسم الله "القيوم" أيضا؛ أي قيّوم المخلوقات بسنده الخاص؛ وما دام الإنسان قد وُلد نتيجة خالقية الله، فيجب عليه أن يحمي ملامح خلقه من الفساد بواسطة قيوميته - سبحانه وتعالى-، لأن خالقية الله قد أحسنت إلى الإنسان إذ خلقته على صورته - عز وجل -. كذلك اقتضت قيومية الله أن تنقذ من الفساد والتوسُّخ تلك الملامح الإنسانية الطاهرة التي خُلقت بيدَيه - سبحانه وتعالى - لذا فقد عُلِّم الإنسان أن يلتمس القوة من قيوميته - سبحانه وتعالى - بالاستغفار.
وعندما وُلد الإنسان انتهت مهمة الخالقية، ولكن مهمة القيومية مستمرة إلى الأبد، لذلك كانت هناك حاجة إلى الاستغفار باستمرار.
باختصار، هناك فيض لكل صفة من صفات الله، ففي سورة الفاتحة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} إشارة إلى الاستمرار في الاستغفار للحصول على فيض القيومية. أي نعبدك يا رب ونستعين بك لتعيننا قيوميتك وربوبيتك وتنقذنا من العثار حتى لا يظهر منا ضعفٌ فنحرم من العبادة.