ملخص لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 07/05/2021



بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 07/05/2021 حيث تابع الحديث عن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وكان مما قال:

مرت الأيام ولم يزل عمر على عدائه الشديد للإسلام. وذات يوم قال في نفسه: لِمَ لا أقتل مؤسس هذا الدين؟ فاستلّ السيف وخرج بنية قتل النبي  فسأله أحدهم أين وجهتك؟ فقال إني ذاهب لقتل محمد، فقال الرجل: ارجع إلى بيتك أولاً، فأختك وزوجها قد أسلمافاذهبْ وتحقَّقْ. فذهب عمر إلى بيتهما، وسمع صوت قراءة القرآن. فدقّ الباب. فقال زوج أخته: من؟ قال: أنا عمر. فأخفى الصحابيَّ الذي كان يقرأ القرآن في ناحية من البيت، ووضع أوراق القرآن جانبًا، ثم فتح الباب. ولما كان عمر قد سمع عن إسلامهما قال له: لماذا تأخرت في فتح الباب؟ فلما حاول زوج أخته تبرير ذلك بعذر من الأعذار قال له عمر: كلا، بل قد تأخرت عن فتح الباب لسبب آخر. لقد سمعت صوت شخص يقرأ عليكما ما يقوله ذلك الصابئ.فحاول نسيبُ عمر كتمان الأمر، فغضب عمر وهمَّ بضربه. فأسرعت أخته وحالت بينهما دفاعًا عن زوجها. وكان عمر قد رفع يده لضربه فلم يستطع أن يوقفها، فأصاب أنف أخته، فسال الدم. وكان عمر رجلاً مرهف المشاعر، فلأنه ضرب امرأة خلافًا لعادة العرب، ولا سيما أنها أخته، فحاول تغيير الحديث وقال لهما: حسنًا، أرُوني ما كنتم تقرؤون. فأدركت أخته أن عواطفه قد هدأتْ ورقّتْ، فقالت له: كلا، لن نضع أوراق هذا الكلام المقدس في يد إنسان مثلك. فقال عمر: فماذا عليّ فعلُه؟ قالت: اذهبْ واغتسل أولاً. فذهب عمر واغتسل ورجع. فناولته أخته أوراقًا عليها آيات من القرآن. وكان قد حصل انقلاب طيب في باطنه، فأخذته الرقة بقراءة تلك الآيات.

فما أن انتهى من قراءتها حتى قال من فوره: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. عندها خرج الصحابي الذي كان مختفيًا خوفًا من عمر. فسأله عمر عن مكان النبي  فقال إنه في دار الأرقم. فأراد عمر أن يذهب إلى النبي  متوشحًا سيفه، فظنت أخته أنه ربما يخرج بنية سيئة، فوقفت في وجهه وقالت: والله لن أدعك تذهب إلى النبي  ما لم تقنعني أنك لن تعمل هناك أي شر. فقال: أعدك بكل صدق أني لن أثير هناك شرًّا ولا فتنة. فوصل عمر دار الأرقم حيث كان النبي  وأصحابه يتدارسون الدين، وقرع الباب. فقال أحدهم: من؟ فأجاب: أنا عمر. فاقترح الصحابة عدم فتح الباب مخافة الفتنة. وكان حمزة - رضي الله عنه - حديث الإيمان بينهم، ومغوارًا للحرب، فقال افتحوا الباب، وسأرى ما هو فاعله. ففتح أحدهم الباب. فلما دخل عمر قال له النبي : إلامَ ستظل سادرًا في معارضتي. قال عمر يا رسول الله، إنني لم آت معارضًا، بل لأصبح عبدًا من عبيدك. 

ويقول المسيح الموعود عليه السلام:

"كان أبو جهل قد أعلن في قومه عن منح جائزة كبيرة لمن يقتل النبي ، فتعاهد عمر رضي الله عنه قبل إسلامه مع أبي جهل على قتل النبي  ثم راح يتحين الفرصة لذلك، فعلم أن النبي  يرتاد الكعبة في منتصف الليل للصلاة، فسوّلت لعمر نفسُه اغتنام هذه الفرصة فجاء الكعبة عند حلول المساء وجلس مختبئًا، فلما انتصف الليل تناهى إلى سمعه صوت "لا إله إلا الله" من قِبل الفلاة، فأراد عمر قتل النبي  عند سجدته لربه. بدأ النبي مناجاته مع ربه بكل حرقة وألم، ثم حمد الله تعالى في السجدة بطريقة رقّ بها قلبُ عمر وفَقَدَ جرأته واندفاعه لقتل النبي واضمحلّت يده القاتلة. فلما أنهى النبي  صلاته وتوجه تلقاء بيته تبعه عمر فانتبه لصوت قدميه فقال: أما تتركني يا عمر؟ فصاح عمر مخافة أن يدعو عليه النبي : لقد تخليت عن إرادتي لقتلك، فلا تدعو علي. كان عمر رضي الله عنه يقول: أول ما وقع الإسلام في قلبي كان في هذه الليلة.

وروي أن النبي  دعا لعمر رضي الله عنه بعد إسلامه: "اللهم أخرج ما في صدره من غل، وأبدله له إيمانًا، ثلاث مرات، وضرب صدره بيده" 

قال ابن عمر رضي الله عنهما: لما أسلم أبي قال: أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، فغدا عليه فغدوت أتبع أثره، وأنظر ما يفعل وأنا غلام أعقل كل ما رأيت حتى جاءه، فقال له: أعلمت يا جميل أني قد أسلمت، ودخلت دين محمّد؟ قال: فوالله ما رجعه حتى قام يجر رداءه، واتبعه عمر، واتبعت أبي حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش -وهم في أنديتهم حول الكعبة- ألا إن عمر قد صبأ وعمر خلفه يقول: كذب، ولكني أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. وبعد إعلان عمر إسلامه وعِلم قريش بذلك قامت قريش إلى عمر فضربوه وضربهم وقاتلوه وقاتلهم حتى قامت الشمس على رؤوسهم، وتعب عمر فكف عنهم وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم، أو تركتموها لنا.

ومر بعمر وهو يُضرب شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص موشى حتى وقف عليهم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر. فقال: فمهٍ، رجل اختار لنفسه أمرًا فماذا تريدون؟ أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبكم هكذا؟! خلوا عن الرجل. قال ابن عمر رضي الله عنهما لأبيه بعد هجرتهما: يا أبت من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت، وهم يقاتلونك؟ فقال: أي بني، العاص بن وائل السهمي.

وفي ختام الخطبة، قال أمير المؤمنين نصره الله:

"هذه الجمعة الأخيرة في رمضان فيجب أن تُفتح لنا سبلا جديدة للرقي الروحاني ويجب أن نثابر على الحسنات التي وفقنا للقيام بها في رمضان ونواظب على الصلاة على النبي والاستغفار.ويجب أن ندعو كثيرا أن يوفقنا الله للنجاة من الهجمات الدجالية وأن يجعل أولادنا مرتبطين وبالله عز جل ومطيعين لتعاليمه.

كما يجب أن ندعو الله أن يرفع الوباء وينزل رحمته وينصر الأحمديين المضطهدين. وعلينا الإكثار من دعاء "رب كل شيء خادمك، رب فاحفظني وانصرني وارحمني"و"اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم"