ملخص لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 21/05/2021



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 21/05/2021، حيث تابع الحديث عن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وقال:

شهد سيدنا عمر بدرًا وأحدًا والخندق وكافة المشاهد مع رسول الله ﷺ، إضافة إلى عددٍ من السرايا.

لما أُسر المشركون في بدر، اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَا بَكْرٍ وَعَلِيًّا وَعُمَرَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَؤُلَاءِ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةُ وَالْإِخْوَانُ فَأَنَا أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ الْفِدَاءَ فَيَكُونُ مَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنَا عَلَى الْكُفَّارِ وَعَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَهْدِيَهُمْ فَيَكُونُونَ لَنَا عَضُدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَرَى مَا رَأَى أَبُو بَكْرٍ وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَنِي مِنْ فُلَانٍ قَرِيبٍ لِعُمَرَ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ وَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ وَتُمَكِّنَ حَمْزَةَ مِنْ فُلَانٍ أَخِيهِ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ حَتَّى يَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ هَؤُلَاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأَئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ، فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ مِنْهُمْ الْفِدَاءَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَدَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَإِذَا هُمَا يَبْكِيَانِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مَاذَا يُبْكِيكَ أَنْتَ وَصَاحِبَكَ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا فقَالَ النَّبِيُّ ﷺ الَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ الْفِدَاءِ وَلَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ‏"‏مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ‏"‏ إِلَى قَوْلِهِ "‏لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُم"‏ ثُمَّ أُحِلَّ لَهُمْ الْغَنَائِمُ‏.‏

يقول سيدنا المصلح الموعود عن ذلك:

"لقد تم تفسير هذه الآية بشكل خاطئ جدًا، فقد ذُكر أنه لما أسرَ المسلمون بعض كفار مكة في بدر، استشار النبيﷺ أصحابه ماذا يصنع بهم. فاقترح عمر إعدامهم، بينما اقترح أبو بكر إطلاق سراحهم بعد أخذ الفدية منهم. فقبل النبي ﷺ اقتراح أبي بكر، وأطلق سراح الأسرى مقابل الفدية. لكن يُزعم أنه من خلال هذه الآية قد أعرب الله عن عدم رضاه على عمل الرسول ﷺ، وأنه كان يجب قتل الأسرى وعدم أخذ الفدية منهم. لكن من الواضح أن هذا التفسير خاطئ. أولاً، لأن الله لم ينزل حتى الآن أي أمر يمنع إطلاق سراح الأسرى مقابل الفدية، وبالتالي لا يمكن لوم النبي ﷺ على قبوله الفدية؛ ثانيًا: قد أخذ النبي ﷺ فدية عن شخصين أسرا في نخلة قبل غزوة بدر، ولم يرفض الله فعلته هذه؛ ثالثًا، بعد آيتين فقط، قد سمح الله للمسلمين بالغنائم فلا يمكن تصور أن الله يوبخ الرسول ﷺ لأنه قبل الفدية ثم يعلن في نفس الوقت أن الغنائم مشروعة. فمن الواضح أن هذا التفسير خاطئ وأن الآية تهدف فقط إلى وضع قاعدة عامة تقضي بعدم أخذ الأسرى إلا بعد اندلاع قتال منتظم.

كانت حفصة ابنة سيدنا عمر متزوجة من خنيس الذي شهد بدرًا لكنه مرض ومات وأراد سيدنا عمر تزويجها وعن هذا قال: لَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ قَالَ سَأَنْظُرُ فِي ذَلِكَ فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ فَلَقِيَنِي فَقَالَ مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا قَالَ عُمَرُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ ابْنَةَ عُمَرَ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ فَخَطَبَهَا إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا، قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ شَيْئًا حِينَ عَرَضْتَهَا عَلَيَّ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَذْكُرُهَا وَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ وَلَوْ تَرَكَهَا لَنَكَحْتُهَا‏.

وعن ذلك قال سيدنا ميرزا بشير أحمد:

كانت أم المؤمنين حفصة (رضي الله عنها) قبل زواجها من النبي ﷺ تحت خُنيس بن حذافة وكان صحابيا مخلصا شهد بدرا، وبعد عودته من بدر إلى المدينة مرض مرضًا توفي على إثره، وبعد فترة قلق سيدنا عمر جدا من أجل تزويج حفصة مرة أخرى، فذهب ببساطته الفطرية إلى سيدنا عثمان وقال له لقد أصبحت ابنتي حفصة أرملة، فهل لك رغبة في زواجها؟ فلم يستجب له سيدنا عثمان. فذهب إلى سيدنا أبي بكر وعرض عليه الزواج من ابنته، ولكنه ظل صامتا ولم يجبه. فحزن سيدنا عمر وتضايق جدا، وجاء حزينا إلى رسول الله ﷺ وقص عليه الحكاية. فقال له النبي ﷺ لا تقلق، بإذن الله تعالى ستجد حفصة مَن هو خير من عثمان وأبي بكر، وسيجد عثمان زوجةً أفضل من حفصة. ذلك أن النبي ﷺ كان ينوي أن يتزوج من حفصة ويزوّج ابنته أم كلثوم من سيدنا عثمان، وكان قد أخبر أبا بكر وعثمان بنيته هذه، ومن أجل ذلك لم يستجيبا لعرض عمر. وبعد فترة زوّج النبيﷺ ابنته أم كلثوم من عثمان، ثم طلب بعد ذلك يد حفصة من سيدنا عمر. فماذا كان سيدُنا عمر يريد أكثر من ذلك؟! وبعد ذلك قال أبو بكر لعمر ما مفاده: لعلك ناقم علي ومتضايق مني، والواقع أنني كنت على علم برغبة الرسول ﷺ، ولكني لم أكن لأفشي سره، ولولا نيته ﷺ الزواج من حفصة لتزوجتها بكل سرور.

وفي ختام الخطبة، قال أمير المؤمنين نصره الله: لقد توقف إطلاق النار في فلسطين لكن التاريخ يخبرنا أن الهجوم قد يندلع مرة أخرى لأي سبب، فنسأل الله أن يرحمهم ويهيء لهم القائد اللبيب الذي يساعدهم على نيل حقوقهم، وادعوا كذلك للأحمديين الذين يواجهون الاضطهاد ولاسيما في باكستان. ثم أعلن أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين وذكر نبذة عن حياتهم.