ملخص لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 28/05/2021،
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 28/05/2021، والتي استهلها بقوله تعالى:
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
ثم قال:
في 27 مايو/أيار تحتفل جماعتنا بيوم الخلافة وتُعقد بهذه المناسبة الاجتماعات لمعرفة تاريخ الجماعة ولمعرفة وأداء مسؤولياتنا تجاه هذا التاريخ حتى نرث أفضال الله تعالى.
لقد منّ الله علينا أن وفقنا للإيمان بمعوث هذا الزمان الذي أرسله الله تعالى ليبين التعاليم الحقيقية للإسلام، ثم دخلنا في بيعة الخلافة لنعمل بهذا التعليم الذي أخبرنا عنه المسيح الموعود عليه السلام ولننشره في العالم كله.
إن الارتباط بالخلافة يلقي على عاتق كل أحمدي مسؤولية كبيرة، إن أديناها فإننا سنؤدي حق هذه المنة التي منّ الله بها علينا.
إن وعد الله بالخلافة مرتبطٌ بالإيمان القوي والعمل الصالح وأداء حقوق الله وأن لا نشرك بعبادته أحد، وللحصول على هذه الترقيات، من الضروري المواظبة على الصلاة والإنفاق في سبيل الله وطاعة الرسول ﷺ، فإذا عملنا بهذه الأمور والتزمنا بعهدنا بأن نؤثر الدين على الدنيا فسننال نصيبا من الإنعامات التي وعدنا الله بها وسننعم بفيوض الخلافة فهذا وعد بشارة كبيرة للمؤمنين ويجب أن نفكر ونحاسب أنفسنا إن كنا لا نحقق هذه المستويات فلن نرث هذه الإنعامات ولن نستطيع جذب رحمة الله وفضله فمعرفة تاريخنا فقط والاحتفال بيوم الخلافة لا يكفي ما لم نصبح عبادا حقيقيين لله ونحافظ على صلواتنا ونؤدي حقوق العباد وحقوق الله. فيجب أن نفحص حالتنا الإيمانية: هل نسلك سبل التقوى؟ وهل نحب الله أكثر من أي شيء؟ وهل نطيع الله ورسوله طاعة كاملة؟ وهل كل عمل نقوم به هو بموجب التعاليم الإسلامية؟ وهل صلاتنا وزكاتنا وصيامنا للرياء وحجنا لنسمى فقط بالحجاج؟
إن الطاعة الكاملة لله وسوله ﷺ لا تتأتى إلا إذا صار كل عمل لنا ابتغاء مرضاة الله عز وجل ثم سينشأ ذلك المجتمع تحت رعاية الخلافة.
يقول المسيح الموعود عليه السلام:
"قد جعل الله تعالى العمل الصالح أيضا مع الإيمان. المراد من العمل الصالح ألا تخالطه أدنى شائبة من الفساد. اعلموا يقينا أن اللصوص يحاولون دائما أن ينهبوا أعمال الإنسان. وما أدراك ما تلك اللصوص؟ منها الرياء أي يعمل الإنسان لإراءة الآخرين، والعُجب أي يفرح المرء في نفسه بعد القيام بعمل ما. ومنها أنواع عدة من سوء الأعمال والذنوب التي تصدر منه وتؤدي إلى إبطال الأعمال. والعمل الصالح هو الذي لا تشوبه شائبة الظلم والعُجب والرياء، والكبر وإتلاف حقوق الناس. فكما ينال الإنسان النجاة في الآخرة بناء على الأعمال الصالحة كذلك تماما ينالها في الدنيا أيضا. إذا كان في البيت شخص واحد ذو أعمال صالحة يُنقذ البيت كله. اعلموا أنه لا فائدة من الإيمان ما لم تعملوا أعمالا صالحة.
ويقول حضرته أيضا:
"تذكروا جيدا أنه ما لم تكن هذه الأعمال مصحوبة بصدق القلب والروحانية لن تنفع شيئا ولن تفيد. إن الأعمال الصالحة تكون صالحة حين لا تشوبها أدنى شائبة من الفساد. الفساد ضد الصلاح. والعمل الصالح هو الذي يكون نزيها وبريئا من الفساد. والذين في صلواتهم فساد وتكمن فيها الأهواء النفسانية لا تكون صلواتهم لله تعالى قط، ولا ترفع فوق الأرض ولا شبرا واحدا لأنه لا توجد فيها روح الإخلاص وهي خالية من الروحانية.
العمل الصالح لا يأتي نتيجة مرضاتنا ورغبتنا. بل الأعمال الصالحة هي تلك التي لا تشوبها شائبة الفساد قط لأن الصالح ضد الطالح. كما أن الطعام يكون طيبا حين يكون ناضجا وغير محروق وليس من نوع أدنى بل يكون من النوع الذي يصبح جزءا من الجسم فورا. كذلك من الضروري تماما ألا يشوب العمل الصالح أي نوع من الفساد أي يكون مطابقا لأمر الله تعالى وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يشوبه كسل ولا عُجبٌ ولا رياء ولا رغبة المرء الشخصية. فحين يكون العمل على هذا المنوال يُسمّى عملا صالحا وهو بمنزلة الكبريت الأحمر".
إذن إن من يقومون بالأعمال الصالحة يرتبطون بالخلافة ابتغاء مرضاة الله تعالى ومثل هذه الخلافة تمكن الدين وتبدل الخوف أمنا.
ويقول المسيح الموعود عليه السلام أيضا:
"فيا أحبائي، مادامت سنة الله القديمة هي أنه تعالى يُري قدرتين، لكي يحطّم بذلك فرحتَين كاذبتين للأعداء، فمن المستحيل أن يغيّر الله تعالى الآن سنته الأزلية. لذلك فلا تحزنوا لما أخبرتكم به ولا تكتئبوا، إذ لابد لكم من أن تروا القدرة الثانية أيضًا، وإن مجيئها خير لكم، لأنها دائمة ولن تنقطع إلى يوم القيامة. وإن تلك القدرة الثانية لا يمكن أن تأتيكم ما لم أغادر أنا، ولكن عندما أرحل سوف يرسل الله لكم القدرةَ الثانية، التي سوف تبقى معكم إلى الأبد"
وهذا ما حدث بالفعل حيث أقام الله بفضله الخلافة وأنزل تأييده بحسب وعوده تعالى.
وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله من الأحمديين مواصلة الدعاء لأخوانهم في باكستان ولأهل فلسطين، وأن يفرج الله على جميع المضطهدين في العالم ويوفق المسلمين لمعرفة إمام الزمان حتى نرى راية رسول الله ﷺ وراية التوحيد ترفرف في العالم كله.