ملخص لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 02/07/2021



نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 02/07/2021 حيث تابع الحديث عن سيدنا عمر رضي الله عنه وقال:

 

في السنة الـ 18هـ في عهد عمر بعد عودة الناس من الحج، حُبس المطر من السماء وأجدبت الأرض، وحدث قحط شديد في المدينة وما حولها وسمي ذلك العام بعام الرمادة فكتب عمر إلى عمرو بن العاص والي مصر: "يا غوثاه يا غوثاه، أنت ومن معك ومَن قِبَلك وما أنت فيه، ونحن ما نحن فيه" فرد عمرو بن العاص"والله لأرسلن لك قافله من الأرزاق أولها في المدينة وآخرها عندي" فأرسل ألف بعير تحمل الدقيق، وبعث في البحر عشرين سفينة تحمل الدهن، وبعث خمسةِ آلاف كِساء، وأرسل معاوية والي الشام ألفي بعير تحمل الزاد.

ولما وصلت أول قافلة قال سيدنا عمر للزبير بن العوام: "وجه هذه القافلة لأهل البادية والله بعد صحبة النبي  قد لا تجد ما هو أفضل من هذا فيجب أن يأكلوا حتى يأتيهم الفرج" وكان سيدنا عمر يعد الطعام ويقول للمنادي أن ينادي على الناس ليحضروا ويأكلوا.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: "كان عمر بن الخطاب أحدث في عام الرمادة أمرًا ما كان يفعله، لقد كان يصلي بالناس العشاء، ثم يخرج حتى يدخل بيته، فلا يزال يصلي حتى يكون آخر الليل، ثم يخرج فيأتي أطراف المدينة فيطوف عليها، وإني لأسمعه ليلة في السحر وهو يقول: اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي"

ومرة خرج عمر وصلى بالناس صلاة الاستسقاء، وورد في البخاري "أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، كانَ إذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بالعَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بنَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَسْقِينَا، وإنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا".

بدأ الإحصاء وتوزيع المؤونة في عهد سيدنا عمر، يقول سيدنا المصلح الموعود: "أسن الإسلام نظامًا رائعًا ينفع الإنسانية فأول عمل قام به النبي  بعد هجرته إلى المدينة هو أنه جعل أصحاب المال والعقار والفقراءَ إخوةً، إذ كان الأنصار أصحاب مال وعقار، ولكن المهاجرين لم يملكوا شيئًا منها، فأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم المؤاخاة. فعمل به الأنصار إلى حد المبالغة والمغالاة، فلم يتقاسموا مع المهاجرين أموالهم وعقارهم فحسب، بل من كان عنده زوجتان عرض على أخيه المهاجر أنه مستعد أن يطلّق زوجته ليتزوجها.

لم يكن عند النبي  في تلك الفترة أموال كثيرة، فكان الطريق الأمثل أن يختلط الغني بالفقير بحيث يجد كل إنسان في المجتمع شيئًا يأكله.

وقد عمل النبي  بهذه المساواة في إحدى الحروب أيضًا حيث نفد زاد بعض المسلمين وكان عند بعضهم زاد كاف، فأمر النبي  الجميع أن يحضروا ما عندهم من الزاد، فجمعه وجعل لكل واحد منهم نصيبًا منه، فكانت هذه محاولة أخرى لإيجاد طعامٍ للجميع. وقد اتبع الصحابة ذلك حتى إذا كان عند أحد منهم تمرة واحدة كانوا يرون أكلها خيانة فيحضرونها إلى مخزن الطعام.

إذًا، بدأ النبي  العمل بهذا النظام في حياته، حتى إنه لما دخل ملك البحرين في الإسلام أمره  أن يعطي كل من ليس عنده أرضٌ مِن رعاياه أربعةَ دراهم وكسوةً كي لا يتعرض للجوع والعري. ثم بعد ذلك أخذت الثروات تتدفق على المسلمين، وبما أنهم كانوا قليلي العدد مقارنة مع هذه الثروات، فلم تكن هناك حاجة إلى سنّ قانون جديد، لأن الهدف كان يتحقق على ما يرام، ولما توفي النبي  وانتشر المسلمون في شتى البلاد ودخلت شعوب أخرى الإسلام بكثرة، أصبحت قضية تأمين الخبز لهم مشكلة كبيرة. فقام عمر - رضي الله عنه - بإحصاء السكان كلهم وأقام نظام التموين الذي استمر إلى عهد الحُكم الأموي. وإن المؤرخين الأوروبيين أيضًا يعترفون بأن أول إحصاء للسكان في التاريخ هو ما قام به عمر، كما يعترفون أيضًا أنه قام بهذا الإحصاء لتأمين الطعام للناس. فبعد هذا الإحصاء أخذت رعيّته كلها يحصلون على الطعام بحسب نظام خاص، كما يتلقون مساعدة مالية لسد الحاجات الأخرى.

فهذه أول خطوة اتُّخذت في الإسلام لسد حاجات الناس. والبديهي أنه لو قام هذا النظام لم يبق بعده حاجة لأي نظام آخر، لأن سد حاجات جميع المواطنين من طعام وشراب ولباس وتعليم وعلاج وسكن سيصبح من مسؤوليات الدولة الإسلامية. وإذا سُدت هذه الحاجات فلن تبقى هناك حاجة لأي تأمين. ولكن الذين أتوا بعدهم أخذوا، لسوء الحظ، يقولون أن الملِك مخيَّر في أن يعطي أحدًا شيئًا أو لا يعطي. ذلك لأن تعاليم الإسلام لم تكن قد رسخت فيهم بشكل كامل، فعادوا إلى ما كان يفعله قيصر وكسرى".

وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيتفتتح موقع الجماعة الأرشيفي الجديد www.ahmadipedia.org