ملخص لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في 30/07/2021



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في 30/07/2021 حيث تابع الحديث عن سيدنا عمر رضي الله عنه وقال:

أثناء حفر الخندق في معركة الأحزاب، صادفت مجموعة الحفارين صخرة راسخة في الأرض، ولم يتمكن الحفارون الجائعون من كسرها أو نقلها، فذهبوا في النهاية إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكروا له ما يواجهونه، ومع أنه لم يكن في حالة أفضل منهم، إلا أنه ذهب إلى مكان الصخرة وأخذ معول، وضرب به الصخرة قائلاً بسم الله، فأثارت هذه الضربة الحديدية شرارة على الحجر، وعندها قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بصوت عالٍ: "الله أكبر، أعطيت لي مفاتيح الشام والله إني لأنظر قصورها الحمراء الساعة" وقد قطعت ضربته قطعة من الصخرة، ثم ضرب الصخرة ثانية ذاكرًا اسم الله فلمعت شرارة من الصخرة فقال: "الله أكبر أعطيت فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن" وقطعت هذه الضربة جزءًا أكبر من الصخرة وتكرر الأمر في الضربة الثالثة وعندما لمعت الشرارة قال: "الله أكبر أعطيت لي مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني" وفي النهاية تحطمت الصخرة وأزيلت القطع المتكسرة من الطريق.

كانت الرؤى الثلاثة التي رآها  النبي - صلى الله عليه وسلم - نبوءة تخبر عن انتصارات المسلمين وازدهار الإسلام في المستقبل، كما رفعتْ من الروح المعنوية للمسلمين، وعندما سمع المنافقون بهذه الرؤى، استهزأوا بها وقالوا إنها مجرد أوهام نتجت عن المشقة البالغة التي كان يعاني منها المسلمون. ولكن تم الوفاء بها تمامًا في الأيام الأخيرة من حياة الرسول الأكرم - صلى الله عليه وسلم - وزمن خلفائه. وقد تحقق فتح المدائن زمن سيدنا عمر (رضي الله) فبعد فتح القادسية تم فتح بابل والمدائن التي كانت عاصمة الفرس وكانت عبارة عن مجموعة من المدن ولذلك سميت بهذا الاسم.

حين وصل سعد إلى المكان، كان يتوجب عليه عبور نهر دجلة للوصول إلى هناك وكان يبحث عن وسيلة لذلك، وذات ليلة رأى في الرؤيا أن المسلمين يعبرون النهر على جيادهم فقام باليوم التالي بعبور النهر واتبعه المسلمون وعندما رآهم العدو هربوا وصرخوا "جاء الجن" وتقدم المسلمون واستولوا على قلعة كسرى وفتحوا المدائن وتحققت نبوءة النبي التي قالها أثناء تحطيمه الصخرة يوم الأحزاب، وعند فتح المدائن قرأ سعد قوله تعالى "كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ  وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيم وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَٰلِكَ أَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِين".

ثم تجمع الفرس في مكان يسمى جلواء في العراق لمهاجمة المسلمين، فأرسل سعد بناءً على تعليمات سيدنا عمر هاشم بن عتبة بجيش قوامه 12000 ولما وصل المسلمون هناك حاصروا جلواء وبقوا هناك أشهر اندلعت فيها المعارك وانتصر المسلمون في النهاية وكان فتح جلولاء في السنة الـ 16 للهجرة، وكتبوا إلى سيدنا عمر بالفتح وكانت الغنائم كبيرة وبعث سعد بالأخماس إلى عمر وبعث الحساب مع زياد ابن أبيه فكلم عمر فيما جاء له ووصف له فقال عمر: "هل تستطيع أن تقوم في الناس بمثل الذي كلّمتني به؟" فقال: "والله، ما على الأرض شخص أهيب في صدري منك، فكيف لا أقوى على هذا من غيرك!" فقام في الناس بما أصابوا، وبما صنعوا، وبجميع ما يستأذنون فيه من الإنسياح في البلاد. فقال عمر: "هذا الخطيب المصقع" وقال: "إنّ جندنا بالفعال أطلقوا ألسنتنا بالمقال" ثمّ إنّ عمر لما نظر إلى الأخماس المحمولة من جلولاء قال: "والله، لا يحمّنّه سقف بيت حتّى أقسمه" فبات عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن الأرقم يحرسانه في سقف المسجد.

فلمّا أصبح جاء في الناس، فكشف عنه الأنطاع. فلمّا نظر إلى ياقوته، وزبرجده، وجوهره، بكى.

فقال له عبد الرحمن: "ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فو الله، إنّ هذا لموطن شكر وسرور" فقال عمر: "ماذا يبكيني؟ والله، ما أعطى الله هذا قوما إلّا تحاسدوا، وتباغضوا. ولا تحاسدوا إلّا وقع بأسهم بينهم."

وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين وذكر نبذة من حياتهم ودعا لهم بالرحمة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.