ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في 27/08/2021،



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في 27/08/2021، حيث تابع الحديث عن سيدنا عمر رضي الله عنه وقال:

الري مدينة شهيرة قرب نيسابور وقزوين، وقد حشد ملكها سياوخش جيوشًا لمحاربة المسلمين. كان المسلمون في الطريق إلى الري لما أقبل القائد الفارسي الزينبي أبو الفرخان في أهل الري حتى انضم إلى المسلمين، ولما وصل جيش المسلمين إلى الريّ. لم يكن هناك وجه المقارنة بين عدد جيوش الأعداء وبين عدد جيش المسلمين. ونظرًا لهذا الأمر قال الزينبي لنُعيم: ابعث معي خيلا أدخل بهم مدينتهم من مدخل لا يشعرون به وهاجمهم أنت من الخارج، وهكذا يتم الفتح. فبعث معه نعيم خيلا من الليل عليهم ابن أخيه المنذر بن عمرو، وهاجم نعيم المدينة من الخارج. بدأت الحرب ورد العدو بكل ثبات على هجمة المسلمين المباغتة ولكنهم اندحروا لما سمعوا من ورائهم التكبير الصاعد من جيش الزينبي الذي كان قد وصل إلى داخل المدينة، وهكذا سيطر المسلمون على المدينة، فأعطي لأهل المدينة الأمان ضمن المكتوب التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى نعيم بن مقرن الزينبي أعطاه الأمان على أهل الري ومن كان معهم من غيرهم على الجزاء طاقة كل حالم في كل سنة وعلى أن ينصحوا ويدلوا ولا يغلوا ولا يسلوا وعلى أن يقروا المسلمين فمن سب مسلما أو استخف به عوقب.

وكتب سيدنا عمر إلى نعيم بن مقرن أن يبعث أخاه سويد بن مقرن إلى قوميس في نهاية جبال طبرستان، فسار إليها سويد وأخذها سلما وكتب لأهلها كتاب أمان وصلح.

 

أما مهمة آذربيجان فقد أعطيت لعتبة بن فرقد وبُكير بن عبد الله وأمرهما عمر أن يهاجما من أطراف مختلفة.

فسار بكير بن عبد الله مع جيشه فاقتتل مع جيش العدو الذي هزمه الله ثم عقد المسلمون الصلح وكتبوا الكتاب التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عتبة بن فرقد عامل عمر بن الحطاب أمير المؤمنين أهل آذربيجان سهلها وجبلها وحواشيها وشفارها وأهل مللها كلهم الأمان على أنفسهم وأموالهم ومللهم وشرائعهم على أن يؤدوا الجزية على قدر طاقتهم. ليس على صبي ولا امرأة ولا مريض مزمن ليس في يديه شئ من الدنيا ولا متعبد ليس في يديه من الدنيا شئ لهم، ذلك ولمن سكن معهم، ومن خرج فله الأمان حتى يلجأ إلى حرزه.

وبعد فتح آذربيجان سار بكير بن عبد الله نحو أرمينية، وكان عمر قد أرسل لإمداده جيشًا تحت قيادة سراقة بن مالك بن عمرو، وعيّنه القائد الأعلى لهذه المهمة ثم عقد الصلح وتمت السيطرة على أرمينية دون حرب. ولما كتب سراقة إلى عمر بن الخطاب بهذا الصلح أجازه. أما كتاب الصلح الذي كتبه سراقة لهم فهو كما يلي:

 بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى سراقة بن عمرو عامل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شهريراز وسكان أرمينية والأرمن من الأمان أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وملتهم ألا يضاروا ولا ينتقصوا على أهل أرمينية وأن ينفروا لكل غارة وينفذوا لكل أمر رآه الوالي صلاحا على أن توضع الجزاء عمن أجاب إلى ذلك إلا الحشر، ومن استغنى عنه منهم وقعد فعليه مثل ما على أهل آذربيجان من الجزاء والدلالة والنزل يوما كاملا، فإن حشروا وضع ذلك عنهم وإن تركوا أُخِذوا به.

 وكذلك تم الصلح مع أهل موقان وكتب القائد المسلم لأهلها كتاب الأمان التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى بكير بن عبد الله أهل موقان من جبال القبج الأمان على أموالهم وأنفسهم وملتهم وشرائعهم على الجزاء دينار على كل حالم أو قيمته، فلهم الأمان ما أقروا ونصحوا وعلينا الوفاء والله المستعان فإن تركوا ذلك واستبان منهم غش فلا أمان لهم إلا أن يسلموا الغششة برمتهم وإلا فهم متمالئون.

 

وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه بعد الصلاة سيفتتح الإذاعة التركية وأنه كذلك سيصلي الغائب على بعض المرحومين، وذكر نبذة من حياتهم ودعا لهم بالرحمة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.