ملخص لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، 03/09/201 حيث قال
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، 03/09/201 حيث قال:
قبل أيام استشهد العزيز على قلوبنا، الواقف للحياة سيد طالع أحمد في غانا، إنا لله وإنا إليه راجعون وذلك في ليلة 23/24 آب-أغسطس حيث كان مع اثنين آخرين من إم تي إيه فأطلق قطاع الطرق الرصاص على الثلاثة فجرح سيد طالع أحمد وعمر فاروق وبعد 4 ساعات أسعف إلى إحدى العيادات المحلية ولما نقلوه إلى المستشفى الرئيس، استشهد.
كان الشهيد حفيدًا لمير محمد أحمد وكان جد والده ميرزا بشير أحمد وكان صهر الشهيد غلام قادر. كان منضما لنظام الوصية ومن الواقفين الجدد. درس بكالوريوس العلوم الطبية الحيوية ثم نال شهادة الماجستير في الصحافة. في 2016 عين في قسم الأخبار في إم تي ايه وقبلها كان يعمل في مجلة مقارنة الأديان وقد أعد بعض الوثائقيات لإم تي إيه وكان يعمل على 4 وثائقيات أخرى، وهو من بدأ برنامج "أنشطة أمير المؤمنين" الأسبوعي. وقد عمل أيضًا في قسم الإشاعة في مجلس خدام الأحمدية وقد كتب بعض المقالات في بعض المجلات المركزية، كما رافقني في بعض الجولات.
كان سيد طالع أحمد يملك حماسا غير عادي لإنجاز الأعمال ويظهر ذلك من واقعة استشهاده فهو لم يهتم بالخطر المحدق به بل كان اهتمامه منصبا على العمل الذي أتى لأجله ولذلك بدأ السفر بالليل حيث تكون المخاطر كبيرة.
يقول الداعية أبو بكر إبراهيم: في 23 آب ونظرًا لضيق وقته، قرر السفر إلى تمالي الساعة 6:45 مساءا فصلى أولًا المغرب والعشاء. في طريق السفر قام بحفظ الملفات التي سجلها على الحاسوب فلم يكن يضيع أي لحظة حتى في السفر، وكان قلقا على أمتعة إم تي إيه.
وبحسب تقرير الشرطة عندما وصلت السيارة إلى منطقة الحادث، كانت هناك سيارة خلفهم أشاروا إليهم لتنبيههم إلى الخطر لكن لم يفهموا الأمر، كان سيد طالع أحمد في المقعد الخلفي. يقول عمر فاروق أثناء إطلاق النار أصبت في رجلي ثم انقطع إطلاق الرصاص وبعد قليل جاء قطاع الطرق وأخرجوني والسائق من السيارة وأخذوا النقود والجوالات وضربوني على رأسي ولكنني قلقت على طالع، وعندما ذهب قطاع الطرق رجعنا إلى السيارة لنرى كيف حاله فرأيناه أصيب في ظهره وينزف الدماء بكثرة وهذا حسب التقرير الطبي ما أدى الى استشهاده، وصلنا بالباص إلى إحدى العيادات الطبية المحلية ومن ثم ذهبنا إلى تامالي وهناك فارق الحياة. كان رأسه على رجلي وكان يسأل هل علم أمير المؤمنين؟
خلال الحادث، وضع طالع الحاسوب والكاميرات تحت المقعد فالحمد لله بقيت هذه الأمتعة الثمينة محفوظة فقد كان قلقا عليها وعلى ما قام بتصويره.
كان طالع يقول كلما أفاق: قل لأمير المؤمنين أنني أحبه وقل لعائلتي أنني أحبهم.
لقد كان طالع جوهرة ودعتنا فندعوا الله تعالى أن يعطي الجماعة مثل هؤلاء الذين يؤثرون الدين على الدنيا ولكن هذه الخسارة هزتنا، إن هذا الشاب الحبيب قد أوفى بمتطلبات الوقف وأنا مندهش حقًا كيف أنه تربى في هذا المجتمع الدنيوي وحقق مقتضيات الوقف بأرفع مستوى وكان مخلصًا بشدة للخلافة وعندما كان بين الموت والحياة لم يخطر بباله سوى الخلافة وحبها فكان يذكر خليفة الوقت قبل ذكره عائلته.
لقد كتب قصيدة قبل فترة وأعطاها لأحد أصدقائه وقال لا تعطها لأحد وقال فيها إني أحب الخليفة وأنهى القصيدة بقوله إن الحب الذي أكنه للخليفة لا يعرفه أحد! ولكني أقول لك لقد كنت أعرف أنك تحب الخلافة حبًا جمًا وفي جميع حركاتك وسكناتك كان هذا الحب يترشح من عينيك ومن تقاسيم وجهك وقد ذكرت في البيت أن مثل هذا الحب والإخلاص لا أجده إلا في قليل من الناس.
يا طالع الحبيب إنني أشهد أنك حققت المعايير العليا لوقفك.
تقول زوجته السيدة سطوت: كان يحبني ويحب الأولاد ومهما قدمت له من طعام كان يبدي إعجابه به. كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم وقد حفظ الكثير من أحداث سيرته صلى الله عليه وسلم وكان يذكر الكثير منها لابننا طلال ويبكي وكان لديه علم عميق وكان غيورا للخلافة وكان يسعد كثيرا عندما كنت ترضى عنه وكان أحيانا يظن أنه قام بأمر لم يعجب الخليفة فكان يبكي في التهجد كالأولاد الصغار. كان يؤثر الدين على الدنيا ولم تنشأ في قلبه رغبة للأمور المادية وكان يشكر الله تعالى على ما عنده.
لقد اختاره الله في شهر محرم ليكون شهيدا، رفع الله درجاته وجعل مثواه عند أقدام النبي صلى الله عليه وسلم وفي الواقع قد رأى أحد أقربائه في الرؤيا ليلة استشهاده أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبله مبتسمًا في الجنة وقال له أهلا بك يا بني. أدعو الله أيضًا أن يحفظ زوجته وأولاده. آمين.