ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 10/09/2021
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 10/09/2021، حيث تابع الحديث عن سيدنا عمر رضي الله عنه وقال:
كانت دمشق محاصرة زمن سيدنا أبي بكر لعدة شهور، وبعد وفاته بفترة قصيرة انتصر المسلمون في دمشق.
بعد فتح دمشق أرسل أبو عبيدة خالد بن الوليد إلى البقاع الواقعة بين بعلبك وحمص ففتح تلك البلاد.
ثم جرت معارك بين الروم وهاجم سنان الرومي المسلمين من الخلف وقتل عددا كبيرا منهم فسميت منطقة بيروت بعين الشهداء ثم استخلف أبو عبيدة يزيد بن أبي سفيان وأرسله على رأس سرية إلى تدمر، وكتب خالد بن الوليد معاهدة مع أهل بعلبك الواقعة على مسافة 3 أيام من دمشق.
ثم فتحت منطقة فِحل، وبلغ عمر أن هرقل مقيم في هذه المنطقة ويرسل جيشه لأماكن عدة فأمر سيدنا عمر إلى المسلمين بضرورة التركيز على فتح دمشق أولاً، وإذا نجح المسلمون في ذلك، فعليهم أن يشقوا طريقهم إلى فحل. وبمجرد فتح هذه الأراضي وانتصار المسلمين على الرومان، أمر سيدنا عمر (رضي الله عنه) بترك الأراضي في عهدة أصحابها. على أن يتم استخدام بعضها فقط لغرض بناء المساجد، وإلا فإن أصحابها سيحتفظون بأراضيهم.
ثم تم فتح بيسان حيث توجه شرحبيل نحو بيسان، نزل المسلمون خارج بيسان. وانتشرت أخبار الخسائر التي لحقت بالرومان على يد المسلمين. حاصر المسلمون بيسان لبضعة أيام، وبعد ذلك خرج عدد قليل من الناس للقتال وهزموا. فوافق باقي سكان بيسان على شروط المعاهدة.
ولما وصل خبر فتح بيسان إلى أهل طبرية تقدموا إلى شُرحبيل بطلب الصلح وتصالحوا على نفس الشروط التي تصالح عليها المسلمون مع أهل بيسان بشرط إفراغ نصف بيوت المدن والقرى ليسكنها المسلمون. وأن يعطوا نصف دينار من غلالهم للمسلمين وهكذا سكن المسلمون في هذه المناطق.
وتم فتح حمص في السنة الـ 15 ه حيث أمر أبو عبيدة بالتوجه إلى حمص وكانت منطقة هامة بين الشام وحلب وكان فيها هيكل يأتون الناس لزيارته من بعيد، أراد الروم التصدي للمسلمين وجاؤوا بحيش كبير. وصل خالد وأبو عبيدة إلى حمص وكان الوقت شتاء وظن الروم أن المسلمين لن يتمكنوا من تحمل البرد القارس، وأرسل سعد بن أبي وقاص أمير مصر جيوشا لمساعدة المسلمين.
كان الروم يلبسون أحذية جلدية، لكن أقدامهم كانت تتجمد، بينما كان لدى المسلمين أحذية عادية فقط ومع ذلك، وعلى الرغم من البرد، ظلوا ثابتين. كان أهل حمص يظنون أن المسلمين سيتراجعون بسبب البرد ثم تيقنوا أنهم لن يستطيعوا المقاومة فقدموا الصلح وتصالحوا مع المسلمين على الخراج.
ثم توجه المسلمون نحو اللاذقية ولما رأى أهلها المسلمون يقتربون، أغلقوا مداخل لمدينتهم وبدأوا في الاستعداد للقتال. حاصر المسلمون المدينة. ثم رأى أبو عبيدة (رضي الله عنه) أن الحصار سيستغرق وقتًا طويلاً، وبالتالي لن يكون النصر مضمونًا. لذلك، وضع أبو عبيدة (رضي الله عنه) خطة، حيث تم حفر خنادق يمكن أن تخفي الأحصنة وفرسانها. في صباح اليوم التالي، عندما لم يعد بإمكان أهل اللاذقية رؤية المسلمين، فرحوا وخرجوا، وعندها تمكن المسلمون من دخول المدينة وفتحها. ثم دخل أهل اللاذقية في معاهدة مع المسلمين تمكنوا بموجبها من الاحتفاظ بملكية قلعتهم التي بنى المسلمون بجوارها مسجدا.
ثم توجه المسلمون لفتح قنسرين. كان أهل قنسرين خارج مدينتهم لمحاربة المسلمين. وفي النهاية انتصر المسلمون عليهم واتفقوا على معاهدة استطاع أهل قنسرين بموجبها الاحتفاظ بأراضيهم، واستخدم المسلمون بعض الأراضي لبناء المساجد.
وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين، وذكر نبذة من حياتهم ودعا لهم بالرحمة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.