ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في 17/09/2021



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في 17/09/2021، حيث تابع الحديث عن سيدنا عمر رضي الله عنه وقال:

هناك اختلاف في تاريخ معركة اليرموك فالبعض يذكر أنها وقعت في السنة الـ 15 ه وبعضهم يقول إنها حدثت في السنة الـ 13 هـ وفي رواية أن أول خبر عن الفتوحات تلقاه سيدنا عمر كان فتح اليرموك وبعضهم يقول كان فتح دمشق أولا، على كل حال فإن الأحداث تؤكد أن اليرموك وقعت زمن سيدنا عمر t.

بعد هزيمة الروم خرجوا من دمشق وحمص ووصلوا لأنطاكية وقالوا لهرقل إن العرب قد دمروا بلاد الشام فقال إن العرب أقل منكم قوة وعتادًا فلماذا لاتستطيعون مقاومتهم فطأطأوا رؤوسهم ساكتين، ولكن أحد العجائز قال إن أخلاقهم أفضل من أخلاقنا فهم يعبدون الله ليلا ويصومون نهارا ولا يظلمون أحدا، أما نحن فنشرب الخمر ولا نراعي العهود ونظلم الناس فهم يتمتعون بالحماس وأما أعمالنا فخالية من الحماس والثبات.

قرر قيصر الخروج من الشام لكن جاء المسيحون من جميع البلدان لمساندته فتشجع للهجوم على العرب بقوة، وأرسل إلى بلاد الروم وأرمينية طالبًا من جميع الجيوش الاجتماع في أنطاكية في وقت معين، وطلب إرسال الناس للحرب بأكبر عدد ممكن، ولما وصلت الأوامر لهذه الأماكن تدفقت الجيوش نحو أنطاكية.

بعد أن فتح أبو عبيدة بعض الأماكن ورأى زعماءها عدله وإنصافه، عينوا بعض العيون لمعرفة أخبار الأعداء. جمع أبو عبيدة الناس وقال أيها المسلمون لقد اختبرتم الله أكثر من مرة والآن عدوكم جاء لمقابلتكم والأرض اهتزت، فماذا ترون؟ فوقف يزيد بن أبي سفيان وقال يجب أن نترك النساء والأطفال هنا فقال شرحبيل: إن أهل هذه القرية مسيحيون وربما يقتلون أولادنا ونساءنا فقال أبو عبيدة يمكننا إخراجهم منها فقال شرحبيل لا يحق لك ذلك فنحن أعطيناهم العهد بأن يبقوا آمنين في بيوتهم، فسلم أبو عبيدة بخطأه ولم يُحسم الأمر، فقال الناس ننتظر في حمص الإمداد العسكري ثم قرروا ترك حمص والذهاب لدمشق وقبل مغادرة حمص دعا المسلمون أهلها النصارى وقالوا لهم:"لقد أخذنا منكم الجزية شريطة أن نقوم بحماية أنفسكم وأموالكم، ولكنا قد أصبحنا في موقف حساس حرج، ولا نقدر على حمايتكم، فخذوا ما أخذنا منكم من الجزية". فردّوا للنصارى أموالاً بلغت الآلاف. فكان لهذا النموذج الحسن تأثير عميق في قلوب النصارى لدرجة أنه لما غادر الجيش المسلم مدينتهم خرجوا معه باكين داعين الله تعالى أن يعود بالمسلمين إليهم ثانية. كما أن اليهود أيضًا قالوا للمسلمين بكل حماس حالفين بالتوراة: لن يدخل قيصر مدينة حمص ما دمنا أحياء.

لم يعامل أبو عبيدة أهل حمص فقط بهذه المعاملة بل في جميع الأماكن أرسل برد الجزية وأطلع سيدنا عمر t الذي قال إذا كنتم لا تستطيعون المحافظة على المسيحيين فيجب أن تردوا مال الجزية لهم وأرسل جيشا بقيادة سعيد بن عامر لنصرة المسلمين.

تقدم الروم وكان المسلمون قلقين بسبب قلة عدتهم وعتادهم وكتب أبو عبيدة لعمر أن الروم وصلوا بأعداد هائلة ومعهم حتى الرهبان والقسس، فجمع عمر المهاجرين والأنصار وأطلعهم على الأمر فبكى الصحابة وقالوا اسمح لنا بمساعدة أخواننا وقال عبد الرحمن بن عوف كن أنت قائد الجيش وخذنا معك ولكن الصحابة اتفقوا على إرسال جيوش للإمداد ولكن جيش العدو كان على بعد 4 منازل من اليرموك فحزن عمر أنه لا يمكن إرسال المدد بهذه المدة القصيرة.

خطب أبو عبيدة بالمسلمين وقال "يا أهل الإسلام يجب أن تحاربوا بكل شجاعة كالأسود" وصدف أن وصل سعيد بن عامر بألف جندي فتقوى المسلمون وبدأوا بالاستعداد بكل ثبات وخرج الروم بعدة وعتاد أكثر من 200 ألف في 24 صف يتقدمهم قادتهم الدينيين يحملون الصلبان، وحدث الاشتباك وفي الليل رأى الروم أنهم ينهزمون فجمعهم قائدهم باهان وقال إن العرب قد شغفوا بثروات الشام فيجب أن نطمعهم بالأموال. وفي اليوم التالي أرسل الروم إلى أبي عبيدة أن أرسل لنا شخصا نتفق معه على الصلح وقد كان رسولهم في ذلك جرجة ولما وصل كانت صلاة المغرب على وشك البدء ولما أدى المسلمون الصلاة كان جرجة يراقب ذلك باستغراب ولما انتهت الصلاة، سأل أبا عبيدة ما رأيكم بعيسى؟ فقرأ عليه قوله تعالى "يا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً * لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ" فقال جرجة "هذه أوصاف عيسى وأشهد أن رسولكم صادق" وأعلن إسلامه ولم يرد أن يرجع لقومه فخاف أبو عبيدة أن يظن الروم أنهم قد غدروا بهم وقال عد مع رسولنا غدا، وانتدب خالد بن الوليد للحديث مع الروم، ولما وصل خالد t لخيمة ماهان قائد الروم طلب القائد منه وقف القتال وبأن الروم سيعطون كل جندي مبلغا كبيرا فرفض سيدنا خالد t العرض وقال إن بإمكانهم وقف القتال إذا دفع الروم الجزية فرفضوا ذلك وعاد القتال مرة أخرى ورغم قلة عدد المسلمين إلا أنهم ألحقوا بالروم هزيمة نكراء.