ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في 01/10/2021
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في 01/10/2021، حيث تابع الحديث عن سيدنا عمر رضي الله عنه وقال:
في الحروب التي قامت بعد وفاة رسول الله ، كان عدد المسلمين قليل ومن ذلك معركة الشام، فكتب أبو عبيدة إلى سيدنا عمر أن عدد العدو كبير ولذلك طلب أن يمده بالجنود. ارتأى سيدنا عمر أن من المحال جمع جيوشٍ جديدة لأن الشباب إما استشهدوا أو أنهم في الجيش فاستشار الناس فقالوا إن هناك قبيلة يمكن أن نجد فيها بعض الشبان، وعيّن عمر من يذهب لهذه القبيلة ويجمع بعض شبابها وكتب لأبي عبيدة يقول: "أرسل لك 6000 جندي، سيصلون إليك خلال أيام، 3 آلاف منهم من قبيلة كذا وكذا أما الثلاثة آلاف الأخرى فإني أرسل لك عمرو من معدي كرب الذي يعادل 3000 جندي. لقد كان إيمان المسلمين قويًا جدًا لدرجة أن أبا عبيدة عند تلقيه هذه الرسالة من سيدنا عمر قرأها وقال للمسلمين يجب أن تفرحوا فغدًا سيأتي عمرو من معدي كرب. وفي اليوم التالي استقبل جنود المسلمين عمروًا ورفعوا الهتافات الكثيرة حتى ظن العدو أن المسلمين قد تلقوا مددًا من مئات الآلاف من الجنود وهكذا انتصر المسلمون.
ثم تناول أمير المؤمنين ذكر حرب فرمة الواقعة على هضبة في مصر قرب البحر المتوسط وقال: بعد فتح بيت المقدس أصر عمرو بن العاص على فتح مصر فأرسل له سيدنا عمر 4000 جندي وقال "إن وصلك خطابي قبل أن تصل إلى مصر فارجع" وكان عمرو قد وصل إلى العريش عندما وصله كتاب عمر الذي يمنعه من التقدم لكن بما أنه كان قد دخل مصر، فقد قرر التقدم. وقد ذُكر أيضا أنه لما قرأ كتاب سيدنا عمر كان في قرية بين رفح والعريش فقال ألستم تعلمون أن هذه من مصر؟ قالوا بلى قال فإن أمير المؤمنين عهد إلي وأمرني إن لحقني كتابه ولم أدخل أرض مصر أن أرجع، ولم يلحقني كتابه حتى دخلنا أرض مصر، فسيروا على بركة الله. ويقال أيضا أن عمرو كان بفلسطين فتقدم إلى مصر بغير إذن فكتب إليه عمر ينكر ذلك عليه، فجاءه كتابه وهو دون عريش مصر، فلم يقرأ الكتاب حتى بلغ العريش فقرأه، فإذا فيه:
من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص، أما بعد، فإنك سرت إلى مصر بمن معك، وبها جموع الروم، وإنما معك نفر يسير، ولعمري لو كانوا ثكل أمك ما سرت بهم، فإن لم تكن بلغت مصر فارجع.
في الواقع، لقد بلغته الرسالة بعد أن دخل مصر وإلا لا يمكن لعمرو أن يخترع هذه الأعذار حتى يصل إلى حدود مصر ثم يفتح الرسالة.
عندما وصل إلى الروم الخبر وأن عدد المسلمين قليل وأن عددهم أكبر ارتأوا أن المسلمين لن يتمكنوا من محاصرتهم لأيام طويلة، فتحصنوا في المدينة، وعلم عمرو بن العاص عن قوتهم العسكرية فخطط للهجوم بغتة أو أن يحاصرهم حتى يخرجوا من شدة الجوع، فحاصرهم واشتد عناد الروم أيضا ودام الحصار شهورا وكانت بعض القوات الرومانية تنزل إلى المسلمين بين الحين والآخر لقتالهم فكان المسلمون يجهزون عليهم ثم وصل المسلمون إلى باب الحصن وكان ذلك بداية الفتح المبين.
وبعد الفرما توجه عمرو إلى بلبيس الواقعة على بعد 30 ميلا من الفسطاط، أراد الرومانيون حماية حصنهم، ثم عرض عليهم عمرو بن العاص معاهدة الصلح على أن يدفعوا الجزية، فطلبوا منه بضعة أيام للتفكير، وأثناء هذه الأيام هجم البيزنطيون على المسلمين الذين استشهد الكثيرون منهم، ولكن فيما بعد حقق المسلمون النصر. ثم سار عمرو إلى قرية أم دُنَين الواقعة في حي الأزبكية في القاهرة اليوم، كان جيش المسلمين غير كافٍ لاحتلال الحصن فأمدهم سيدنا عمر بـ 4000 جندي وانتهى الأمر بانتصار المسلمين.