الحث على حسن معاشرة النساء



 الحث على حسن معاشرة النساء

 

"إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ"، والنساء يندرجن تحت "أموالكم". فلأن المرأة تبقى في الحجاب لذلك تُرك اسمها أيضا مستورا. وهناك سبب آخر لذلك، وهو أن الإنسان يأتي بالزوجة ببذل المال. وكلمة المال مأخوذة من "المائل"، أي ما يميل إليه المرء ويرغب فيه طبعًا، فلأنه يميل إلى المرأة طبعًا فأدرجها الله في المال. وقد استخدم كلمة "المال" لكيلا تشمل الأشياء المحبَّبة العادية. فلو استُخدمت كلمة "النساء" فقط لكان الأولاد والمرأة شيئين، وإذا فُصِّلت المحبوبات لما انتهى تفصيلها في عشر مجلدات. باختصار، المال هو كلّ ما يميل إليه القلب. وقد ذُكر الأولاد لأن الإنسان يحسب الأولاد فلذات كبده وورثته.

الحث على حسن معاشرة النساء

ولكن لا تظنوا من ذلك أن المرأة يمكن اعتبارها شيئًا محتقَرا وذليلا. كلا، ثم كلا، فقد قال هادينا الكامل رسولُ الله "خيركم خيركم لأهله". فمن لم يحسن معاملة زوجته ومعاشرتها فأنّى له أن يكون صالحا؟ إنما يُعَدّ محسنًا إلى الآخرين إذا أحسن معاملتها وعشرتها، لا أن يضربها لأتفه الأمور. أحيانا يسخط شخص ثائر الغضب على امرأته لأتفه الأسباب ويضربها، فتصيب الضربة في جزء حساس من جسدها، فتموت. ولذلك قال الله تعالى فيهنّ: "عاشِروهن بالمعروف". غير أنه إذا ارتكبتْ عملاً غير لائق فلا بد من تنبيهها. على المرء أن يرسّخ في قلب المرأة أنه لن يرضى بأي عمل ينافي الدين أبدًا، كما أنه ليس قاسيا جبارًا أيضا بحيث لا يستطيع غض الطرف عن أي خطأ منها. (الملفوظات، المجلد الأول).