حماية النفس من بريق العالم السام



  

حماية النفس من بريق العالم السام

الخطاب الذي ألقاه خليفة المسيح الخامس (أيده الله تعالى بنصره العزيز) في الفقرة الختامية لاجتماع لجنة إماء الله في المملكة المتحدة 2021

 

في 26/09/2021، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد (أيده الله تعالى بنصره العزيز) الخطاب الختامي للاجتماع الوطني للجنة إماء الله في المملكة المتحدة وذلك من استوديوهات إم تي إيه في إسلام أباد في تيلفورد.

أقيم الحدث على مدار يومين في مسجد بيت الفتوح في لندن وحضره ما يقرب من 3800 سيدة وفتاة من جميع أنحاء المملكة المتحدة. وفيما يلي ترجمة الخطاب الذي ألقاه حضرته بهذه المناسبة:

 

بعد التشهد والتعوذ وقراءة سورة الفاتحة قال حضرة خليفة المسيح الخامس (أيده الله تعالى بنصره العزيز):

"الحمد لله، بعد عامين، أتيحت للجنة إماء الله في المملكة المتحدة مرة أخرى الفرصة لعقد اجتماعها الوطني. كما يعلم كل أحمدي، فإن الهدف الأساس للجلسات والاجتماعات هو تحسين المعايير الروحانية والأخلاقية للمشاركين، وزيادة معرفتهم الدينية وتقوية إيمانهم. فإذا لم تكن هذه هي الأهداف، فلا فائدة من عقد الاجتماعات والبرامج المماثلة.

التقدم التقني الحديث حول العالم إلى قرية عالمية:

في عالم اليوم، تقدم الفهم والمعرفة البشرية بسرعة في جميع المجالات الدنيوية، ونتيجة لذلك، أصبح الاتصال الآن متقدمًا جدًا وسهلًا مقارنة بالعصور السابقة. وقصرت المسافات بفضل وسائل السفر الحديثة ومختلف وسائل الاتصال الإلكترونية والرقمية كالهاتف والمذياع والتلفاز والإنترنت. لم تكن هذه الثورة التقنية التي حدثت قابلة للتصديق حتى قبل نصف قرن من الزمن. في الواقع، لم يكن من الممكن تصور التقدم السريع للاتصالات، من خلال تطوير الهاتف الذكي والتقنيات الذكية الأخرى، حتى قبل عشرة أو خمسة عشر عامًا. لقد أصبح العالم كله مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية. على سبيل المثال، أصبح من الممكن الآن رؤية الأشخاص القاطنين في أركان بعيدة من العالم وعلى بعد آلاف الأميال والتحدث معهم في طرفة عين.

كما أتاح التقدم التقني للناس عرض معتقداتهم وقيمهم وثقافتهم للآخرين وتعزيزها في جميع أنحاء العالم. لقد مكَّن الذين يعيشون في الدول الغنية والمتقدمة من عرض طريقة معيشتهم للأشخاص الذين يعيشون على بعد آلاف الأميال، في القرى والبلدات النائية في العالم النامي. ومكّن الدول الغربية من تعزيز الحريات والقيم التي تتبناها وتصديرها كثقافة بفخر، لدرجة أن حتى أفقر شعوب العالم وأكثرهم حرمانًا، صاروا الآن على دراية جيدة بأسلوب حياة الناس في البلدان الغنية. فعندما يشاهد الذين يعيشون في فقر مدقع، التطور السريع والكماليات المتاحة لأولئك القاطنين في أجزاء أخرى من العالم، فإن هذا يؤدي بطبيعة الحال إلى الشعور بالقلق والحزن حيال حالتهم البائسة. لذلك، وحيث حولت تكنولوجيا الأقمار الصناعية والإنترنت العالم إلى قرية عالمية، لا يمكن القول بأنها أثبتت كونها قوة من أجل الخير فقط.

التكنولوجيا دقت إسفين كبير بين من يملكون ومن لا يملكون:

 

في الوقت الذي تعتبر فيه البشرية نفسها أكثر تحضرًا وتطورًا من أي وقت مضى، فإن الحقيقة هي أن غالبية الناس في العالم يواصلون العيش عند خط الفقر أو دون ذلك حتى. إن صب الزيت على نار عذابهم هو حقيقة أنهم يشاهدون الآن باستمرار صور أنماط الحياة الثرية والقوة الشرائية الهائلة لشعوب البلدان المتقدمة، في حين أن شراء حتى الضروريات الأساسية لعائلاتهم يظل صراعًا يوميًا بالنسبة لهم. وبالتالي، بدلاً من سد الفجوات الموجودة في المجتمع، لم تساعد التكنولوجيا الحديثة إلا في تسليط الضوء الساطع على أوجه عدم المساواة والظلم السائد. وهذا بدوره أدى بشكل طبيعي إلى خلق مشاعر القلق والحنق والاستياء بين أولئك المجبرين على تحمل المحن الكبيرة.

لذلك وحيث من ناحية، تطمئِن الحكومات الغنية وشعوبها نفسها إلى أن الإنترنت والقنوات الفضائية توفر لشعوب البلدان الفقيرة المتعة، فإن الحقيقة هي أن التكنولوجيا قد عملت على دق إسفين أكبر بين من يملكون ومن لا يملكون. وبينما يفضل الكثيرون ممن يعيشون في العالم المتقدم غض الطرف عن هذا التفاوت، إلا أن عليهم أن يدركوا أن هناك أيضًا أزمة خطيرة تحدث هنا على عتبات بيوتهم وأن تداعياتها المحتملة ليست أقل تدميرًا.

العالم اليوم يعيش حياة العمى الروحاني والأخلاقي:

نحن نعيش في زمن يتزايد فيه الطابع المادي والدنيوي باستمرار، حيث يعيش معظم الناس، على الرغم من تمتعهم بالذكاء وامتلاكهم العيون، حياة العمى الروحاني والأخلاقي، حيث يعتبرون أي شيء يلمع أو يبرق ذهبًا. إنهم يفشلون في إدراك مدى سطحيتهم، وما زالوا يجهلون العواقب بعيدة المدى، والأذى الناجم عن تفشي المادية. أنا على يقين من أنه سيأتي وقت يدركون فيه أن التعرض المستمر للأشياء المادية على التلفاز والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والسعي وراء الرغبات التافهة، كان على حساب ضررهم الكبير. سيرون كيف أن كل ما اعتبروه جيدًا وتقدميًا قد أدى في الواقع إلى غلٍّ روحاني وأخلاقي، ربما لم يشهد العالم مثله من قبل.

سوف يضطرون للاعتراف بأن أثرياء العالم قد تركوهم مفلسين روحانيًا وأخلاقيًا. على الرغم من أننا نرى أدلة ذلك، حيث يعاني الناس بشكل متزايد من القلق والاكتئاب ومشاكل الصحة النفسية الأخرى على نطاق أكبر بكثير من أي وقت مضى. وأعتقد جازمًا أن السبب الجذري لذلك هو أنهم وقعوا في شرك مساعيهم المادية ورغباتهم الشديدة، وقبل كل شيء، لأنهم تخلوا عن الإيمان بالله تعالى.

نحن نعيش في عالم حيث، بغض النظر عن مدى ثراء أحدهم، فإنه يريد المزيد دائمًا. بدلاً من أن يكون ممتنًا لما لديه، فإنه ينشغل بما ليس عنده. وحيث فسد الرجال بسبب الرغبة الشديدة في الثروة، فمن المؤكد أن النساء يشاركن أيضًا في هذا السباق الفاسد. هذه المساعي الباطلة لا تؤدي إلا إلى زيادة الإحباط والقلق وتقود البشرية نحو الظلام بدلاً من التنوير. إذا كان الأشخاص الذين يعيشون في العالم المتخلف يتأثرون سلبًا بما يشاهدونه على التلفاز أو الإنترنت، فيمكننا فقط أن نتخيل مقدار الضرر الذي يلحق بالأشخاص الذين يعيشون هنا في بؤرة المادية والجشع وثقافة الاستهلاك.

ضرورة مراعاة ما يشاهده الآباء والأبناء على التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي:

في الماضي، نصحت أولياء الأمور الأحمديين بضرورة مراعاة ما يشاهدونه وما يشاهده أطفالهم على التلفاز، والتأكد من الحد من مقدار الوقت الذي يقضونه في مشاهدته. ومع ذلك، فقد انتقل العالم الآن إلى ما هو أبعد من مجرد خطر مشاهدة المحتوى غير اللائق على التلفاز، بل يتعرض الأطفال لعدد كبير من المحتويات على الإنترنت وعلى يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة. ويشاهدون ذلك على هواتفهم، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والأجهزة اللوحية، وغالبًا ما يكونون بعيدين عن أعين والديهم، ولا يتحكمون في ما يشاهدونه. على سبيل المثال، إذا كانوا يشاهدون مقطع فيديو أو يلعبون لعبة عبر الإنترنت، تظهر فجأة إعلانات بشكل متكرر، وغالبًا ما تروّج لمنتجات ضارة، أو تعرض محتوى بذيئًا، وهذا أمر مدمر أخلاقيًا وغير مناسب على الإطلاق. إنها حالة مروعة للغاية.

 

كانت هناك تقارير عن أطفال يشاهدون محتوى غير لائق ويمكنهم الانتقال على الفور إلى برنامج مناسب للأطفال عندما يدخل شخص بالغ، وبالتالي يبقى الأهل دون علمٍ بأي شيء. لهذه الأسباب بالذات، حذرتُ مرارًا وتكرارًا من مخاطر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

منصات التواصل الاجتماعي تسبب الإدمان مثل أي إدمان:

 

لقد قلت لسنوات إن على أي شخص يستخدم فيسبوك أو تويتر أو المنصات المماثلة الأخرى توخي الحذر الشديد، ومنذ ذلك الحين، أثبتت العديد من الدراسات والتحقيقات الضرر الجسيم الذي يلحق بالأطفال والمجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. لقد أظهرت أن مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين من الأطفال على مستوى العالم قد عانوا من أضرار جسيمة جراء استخدامهم للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. من المعروف أن هذه المنصات قد أنشئت بطريقة تجعلها مسببة للإدمان تمامًا مثل أي إدمان، والنتائج غالبًا ما تكون مروعة.

على سبيل المثال، في الآونة الأخيرة، وجد تقرير صادر عن صحيفة وول ستريت جورنال أن إنستغرام، المملوك لشركة فيسبوك، حاول التستر على دراسته الداخلية الخاصة التي أثبتت أن زيارة منصته سببت مستويات هائلة من القلق ومشاكل نفسية خطيرة أخرى بين الأطفال والمراهقين. ووجدت أنه من بين هؤلاء الأطفال في المملكة المتحدة الذين لديهم أفكار انتحارية، أقر 13٪ أن استخدامهم لإنستغرام هو الذي دفعهم إلى التفكير في إنهاء حياتهم.

مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي على صحة الأطفال النفسية:

الآن بدأ أشخاص آخرون ومنظمات بارزة بالالتفات أخيرًا إلى مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، ردًا على التقرير الذي ذكرته للتو، ذكرت مؤسسة "الحقوق الخمسة"، التي دعت لإصلاح وسائل التواصل الاجتماعي، أن "بحث فيسبوك الخاص هو إدانة مدمرة للإهمال الذي يعامِل به هو والقطاع التقني الأطفال على نطاق أوسع. ففي سعيها لتحقيق الربح، تسرق هذه الشركات وقت الأطفال واحترامهم لذاتهم وصحتهم النفسية، وأحيانًا حياتهم للأسف". وبالتالي، على الآباء الأحمديين مراقبة ما يشاهده أطفالهم عن كثب وإرشادهم نحو ما هو مناسب أو غير مناسب، حتى لا يتم تضمين أطفالهم، لا قدر الله، في الإحصائيات المرعبة للأرواح التي فقدت أو دمرت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي.

على جميع الأحمديين الذين يعيشون في بحبوحة الغرب أن يدركوا كم هم محظوظون وأن مسؤولية دينية كبيرة تقع على عاتقهم:

كما أود أيضًا تذكيركن جميعًا أنه مع العيش في رغد حياة الغرب، يجب ألا تنسين أبدًا جذوركن وأهدافكن الحقيقية. من المؤكد أن معظم الأحمديين الذين يعيشون في العالم الغربي، وخاصة أولئك الذين ينحدرون من باكستان، قد جاؤوا إلى هنا هربًا من الاضطهاد الديني. وبغض النظر عن مكانتهم في المجتمع، سواء كانوا يعملون كرجال أعمال، أو مهنيين أو عمال، أو طلاب، فإن الأحمديين في باكستان لا زالوا ضحايا الاضطهاد والظلم الكبير. حتى الأطفال الأحمديون الصغار من طلاب الصف الأول والثاني الابتدائي يتعرضون للمضايقة من قبل الأطفال الآخرين أو من قبل معلميهم، ولهذا تأثير ضار عليهم. وفيما يتعلق بالتعليم العالي، فإن بعض الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الباكستانية ممتلئون بالتعصب السام والأعمى ضد الأحمديين.

 

وبالتالي، حيث يوجد خوف دائم من الهجمات الإرهابية والمتطرفة التي تستهدف الأحمديين في باكستان، فهناك في الوقت نفسه، تيار مستمر من التعصب والإرهاب النفسي الذي يتم شنه ضد أبناء جماعتنا. ونتيجة لذلك، أُجبر العديد من الأحمديين على مغادرة باكستان والبحث عن مستقبل أفضل في الخارج. غالبًا ما تكون رحلاتهم شاقة وتنطوي على مخاطر سفر كبيرة يتحملونها على أمل أن يعيشوا في نهاية المطاف حياة طبيعية وآمنة. في الواقع، تقطعت السبل بالعديد من الأحمديين في ظروف قاسية للغاية لسنوات متتالية، لكنهم يتحملون هذه الظروف القاسية على أمل إيجاد حياة أفضل لأطفالهم يكونون فيها أحرارًا في ممارسة دينهم علانية.

وبناءً على ذلك، على جميع الأحمديين الذين يعيشون في بحبوحة الغرب أن يدركوا كم هم محظوظون وأن مسؤولية دينية كبيرة تقع على عاتقهم. فسبب مجيئكن إلى هنا أو مجيء أهاليكن أو أجدادكن، كان حتى تتمكنَّ من ممارسة دينكن بحرية. لذا من واجبكن أن تسعين جاهدات لتحقيق هذا الهدف بدلًا من الانغماس في أمور الأمم الغربية المادية، وأن تقدرن كل الفرص المتاحة لكنَّ هنا. على سبيل المثال، تدرس الفتيات الأحمديات في المملكة المتحدة في مدارس وكليات وجامعات جيدة جدًا، ولديهن فرصة للتقدم والتطور. في حين تحرم الفتيات الأحمديات في باكستان من مثل هذه الفرص أو يواجهن تمييزًا وترهيبًا يوميًا أثناء التحصيل العلمي.

عليكن إيلاء الأولوية لدينكن فوق جميع الأمور الدنيوية والمادية:

 

لذا، تذكرن لماذا لديكن هذه الفرصة ولا تنسين أبدًا من أنتن؛ بل افتخرن بإيمانكن ودينكن. وعندما تسعين جاهدات للتفوق في دراستكن يجب أن تتذكرن أيضًا أن عليكن إيلاء الأولوية لدينكن فوق جميع الأمور الدنيوية والمادية. إذا كانت أولوياتكن مرتبة، فستعشن حياتكن بطريقة تفخرن بها، وستثبتن أيضًا أنكن مفيدات لهذا البلد. اسعين لتكن مواطنات صالحات، ولتحقيق ذلك، عليكن استغلال قدراتكن ومواهبكن ومهاراتكن لصالح الآخرين وأن تلعبن دوركن في بناء مجتمع أفضل وأكثر تناغمًا.

 

معنى الاندماج في المجتمع الغربي:

يجب أن تسعين إلى الاندماج، ولكن كما قلت في الماضي، فإن الاندماج والمساهمة في بلدكن لا يتطلب منكن انتهاك بوصلتكن الأخلاقية والتخلي عن قيمكن الدينية، بل إن الاندماج الناجح في الدول الغربية هو بالمساهمة في نجاح الأمة مع الحفاظ على هويتكن الدينية.

في الواقع، ينبغي أن تكون هذه هي السمة المميزة والفارقة للمسلمين الأحمديين المقيمين في الغرب. إن التضحية بمعاييركن وقيمكن الأخلاقية لن تساعد بلدكن بأي شكل من الأشكال. الذهاب إلى النوادي الليلية حيث يختلط الرجال والنساء ويرقصون، وهم شبه عراة، لن يفيد هذا البلد. إن الذهاب إلى الحانات والخمارات للسكر وفقدان الحواس لا يخدم الأمة. هناك العديد من الأنشطة اللا أخلاقية والرذائل الضارة السائدة الأخرى التي تعتبر جزءًا مما يسمى بالمجتمع الحر.

ومع ذلك، فليكن واضحًا، أن الانخراط في مثل هذه الرذائل والسلوك غير الأخلاقي لا يجعلكن حرات ولا يرفع من مكانة أمتكن ومنزلتها. على العكس من ذلك، فإن مثل هذه الأنشطة تبعد الإنسان عن الله تعالى. وهكذا، بدلًا من إفادة الإنسانية، لا يؤدي السلوك غير الأخلاقي إلا إلى الإضرار بالبلد وإضعاف النسيج الأخلاقي للمجتمع. ومن ثم، على جميع الأحمديين، رجالًا ونساءً وأطفالًا، أن يفهموا أن الطريق لخدمة أمتهم والولاء لها هو بالتمسك بأعلى المعايير الأخلاقية والعمل وفقًا لتعاليم الإسلام من خلال الوفاء بحقوق الله تعالى وحقوق خلقه.

الذين يعتبرون أنفسهم أكثر الناس تحضرًا وتقدمًا في العالم الحديث يفشلون في فهم الضرر الهائل والعواقب البعيدة المدى للانحلال الأخلاقي والبذاءة السائدة في مجتمع اليوم:

الحقيقة المأساوية هي أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم أكثر الناس تحضرًا وتقدمًا في العالم الحديث يفشلون في فهم الضرر الهائل والعواقب البعيدة المدى للانحلال الأخلاقي والبذاءة السائدة في مجتمع اليوم. الله أعلم متى، لكن يومًا ما، سوف يدركون بالتأكيد خطأ طرقهم وسيعترفون بأن الليبرالية قد ذهبت بعيدًا جدًا. ولكن بحلول ذلك الوقت سيكون من الصعب عليهم جدًا ترسيخ الأخلاق العالية في المجتمع. وبالتالي، فمن واجب جميع المسلمين الأحمديين أن يتأكدوا من أنهم يدافعون عن الحق ويمتلكون الشجاعة في قناعاتهم.

إذا نجحنا في تحقيق ذلك، فعندما يدرك الآخرون أخطاءهم، سنكون مستعدين لإرشادهم وتقديم نظام أخلاقي بديل وأفضل لهم. بالتأكيد، آمل وأدعو الله أن تكون جماعتنا هناك لحماية المجتمع ووقف التدهور الأخلاقي قبل أن يصل إلى نقطة اللاعودة.

كيفية إظهار الامتنان الحقيقي للبلاد الغربية:

لذلك، بصفتكن أحمديات يعشن في الغرب، إذا كنتن تردن حقًا المساهمة في المجتمع وترغبن في إظهار الامتنان الحقيقي لهذا البلد لسماحه لكن بالعيش هنا بحرية دينية، ولمنحكن فرصًا للتقدم، فإن أفضل طريقة هي بإعطاء الأولوية لدينكن على جميع الأمور الدنيوية. إن الامتنان الحقيقي يتطلب منكن أداء حقوق الله وحقوق البشر وأن تنقذن أنفسكن من كافة أشكال السلوك المبتذل وغير الأخلاقي الذي يبعد الإنسان عن دينه. وحيث سيكون إعطاء الأولوية لدينكن وسيلة شخصية للخلاص، فسوف يضمن أيضًا لكن إن شاء الله أن تقمن بدوركن في إنقاذ بلادكن من تدهورها الأخلاقي.

بالتأكيد، نحن نمر بوقت تآكلت فيه التقاليد والقيم القديمة قطعة قطعة، وتم فرض هذه التغييرات على المجتمع باسم الحرية. بدلاً من تقوية لمجتمع، تثير هذه التغييرات القلق والارتباك بين شرائح كبيرة من السكان. في الواقع، بدأ بعض الأشخاص الطيبين في التحدث والتشكيك في اتجاهات سير المجتمع والسؤال عن سبب تجاهل القيم والمعايير الأخلاقية التقليدية. وبالمثل، بدأ بعض الصحفيين المنصفين والشخصيات العامة في كتابة أعمدة تركز على الانحلال الأخلاقي في المجتمع ومدى سرعة تغير القيم للأسوأ وليس للأفضل.

الحقيقة هي أن الأشخاص الطيبين والمحترمين، بغض النظر عن معتقداتهم أو دينهم، لا يمكنهم تحمل رؤية المجتمع ينهار إلى درجة أنه يصعب أحيانًا التمييز بين أفعال البشر وأخلاقهم وتلك الخاصة بالحيوانات.  

لذلك، بصفتنا مسلمين أحمديين نقيم هنا في الغرب، فإن مسؤوليتنا الأكبر هي حماية أخلاقنا والسعي لضمان أن يتمسك المجتمع الذي نعيش فيه بأعلى المعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية. علاوة على ذلك، من واجبنا كأعضاء في جماعة المسيح الموعود (عليه السلام) أن ننقل رسالة الإسلام الحقيقي للآخرين. إن إيماني وقناعتي الراسخين، أننا إذا حملنا عاليًا فانوس النور الروحاني الذي ائتمننا عليه المسيح الموعود عليه السلام، فإننا سنجد أن عون الله تعالى سيكون معنا في كل خطوة على طول الطريق إن شاء الله. وعندها فقط سنكون في وضع يسمح لنا بأن نظهر للعالم الفرق بين الذين يعبدون الله الواحد الأزلي ويتصرفون وفقًا لأوامره وأولئك الذين إلههم الوحيد هو الأمور الدنيوية.

وعندها فقط يمكننا إخبار الآخرين بالهدف الحقيقي من خلقنا، والذي هو عبادة الله تعالى والسعي لنيل قربه. عندما نسعى فقط باستمرار إلى الارتقاء بمعاييرنا الدينية والروحانية، يمكننا توجيه الآخرين وإراءة العالم أننا أولئك الذين حظينا براحة البال الحقيقية والرضا من خلال التمسك بشدة بمعتقداتنا وقيمنا الدينية.

"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ":

بالتأكيد، لا يمكن أبدًا لبريق العالم وسحره أن يوفر رضا حقيقيًا ودائمًا، مهما كان يبدو جذابا للوهلة الأولى. في الآية 29 من سورة الرعد من القرآن الكريم، يقول الله تعالى:

"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"

عندما نتأمل هذه الآية، نعلم أنها ليست مجرد ادعاء القرآن الكريم. بل إن التجربة الحية لأبناء جماعتنا الصالحين والمتقين تشهد على حقيقة أن الرضا الحقيقي والسلام الداخلي يتحققان من خلال عبادة الله وذكره وليس من خلال أشكال الترفيه التي لا قيمة لها أو وسائل التسلية السطحية. وهنا أوضح أن هناك بعض أشكال الترفيه الجيدة والمفيدة جدًا والتي يجب اتباعها. على سبيل المثال، تعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والنشاط البدني أمرًا مهمًا جدًا لصحة الإنسان البدنية والنفسية. ومع ذلك، يجب تجنب أشكال الترفيه أو الألعاب التي تضع حاجزًا بين الإنسان والله تعالى، والتي تزيد من شهوته للأشياء المادية. إن مثل هذه الأنشطة ليست جيدة للصحة ولا للروحانية، بل تزيد من قلق الإنسان.

السعي وراء الأشياء السطحية والتباهي بها يشبه مياه البحر المالحة التي تزيد الظمأ بدل من إروائه:

 

في الواقع، فإن السعي وراء الأشياء السطحية والتباهي بها يشبه مياه البحر المالحة التي بدلاً من إرواء الظمأ، لا تؤدي إلا إلى زيادته. الشخص الذي يفتقر إلى الذكاء والحكمة سيواصل الشرب من كوب الماء المالح متوقعًا أنه سيروي عطشه في النهاية. وغني عن القول إنه لا يمكن أن يروي ظمأ الإنسان بل سوف يسممه ببطء ويتسبب بموته في النهاية. هذه المياه المالحة لا يمكن أن تهب الحياة، بل إنها وسيلة لسلبها. وبالمقابل، فإن أفضل ماء هو ذاك الذي ينزل من السماء على شكل مطر وهو مصدر حياتنا ووجودنا.

إن الماء العذب يمنح الحياة للتربة الموجودة تحتنا وهو وسيلة لاستمرار جميع أشكال الحياة. لذا، فالأمر متروك لنا لإنقاذ أنفسنا من البريق السام للدنيا الذي يشبه تمامًا المياه المالحة التي تخفي سمها. يجب أن نسعى، عوضًا عن ذلك، إلى الانغماس في الماء الروحاني الذي يمنح الحياة ويُطهر أرواحنا. تلك المياه العذبة هي التي ستغذينا وتمنحنا راحة البال، ولا يمكن الحصول عليها إلا من خلال قرب الله واتباع أوامره. لذلك، على جميع الأحمديين القاطنين في العالم الغربي التفكير في أولوياتهم والنظر فيما إذا كانت بعض الحريات المزعومة المتوفرة هنا هي كما تبدو عليه حقًا أم أنها حبوب مرة مغلفة بالسكر. بالتأكيد، تلك الحريات التي تشجع على الرذيلة والفساد والخداع لا يمكن أن تؤدي إلى أي خير بل إنها تسبب القلق فقط والمعاناة وتفكك الأسر والمجتمعات.

الشخص الحكيم يقيِّم الفوائد والأضرار قبل اتخاذ أي إجراء أو قرار:

يعبر بعض أبناء جماعتنا، ولا سيما الأصغر سنًا، عن رأيهم بأن أي قيود أو حدود تضعها الجماعة هي وسيلة لتقييد حرياتهم. ولكن إذا قاموا بتحليل أي حدود تفرضها الجماعة بعناية، فسوف يدركون أنها تستند بالكامل إلى المبادئ الإسلامية الحقيقية التي لا تنتقص من حقوق الإنسان، بل على العكس، ترسخها بقوة، وهي وسيلة حقيقة للحرية والتحرر.

هناك حالات لبعض الشبان الأحمديين، ذكورا وإناثا، ممن تأثروا بشدة بالمجتمع الغربي، فاختاروا التخلي عن دينهم ومعتقداتهم، ولكنهم ندموا على قرارهم واعترفوا بأنهم، باسم الحرية، سقطوا على نحوٍ أعمى في الهاوية الروحانية. فعبروا عن أسفهم وحرجهم، وعاد بعضهم في النهاية إلى الجماعة. تذكروا أن الشخص الحكيم دائمًا ما يقيِّم الفوائد والأضرار قبل اتخاذ أي إجراء أو اتخاذ قرار. علاوة على ذلك، فإن المؤمن الحقيقي هو الذي يتصرف بحكمة ويحسب ليس فقط العواقب العملية لأي عمل، بل ويركز بشكل أساسي على الفوائد أو الأضرار الدينية. ويتأكد المؤمن من أن يكون أي عمل يقوم به وفقًا لتعاليم الإسلام وضمن حدوده المشروعة.

كيف ننقذ أنفسنا وعائلاتنا من الآثار السلبية للتلفاز والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؟:

لذا، بالعودة إلى التلفاز والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي ذكرتها آنفا، إذا كنتن ترغبن في إنقاذ أنفسكن وعائلاتكن من آثارها السلبية، فعليكن التصرف بحكمة. تابعن المحتوى الذي يزيد من معرفتكن وفهمكن للدنيا ولخلق الله. عندما يكون لديكن وقت فراغ، يمكنكن مشاهدة محتوى خفيف أو كوميديا، ولكن اخترن البرامج اللائقة. فقبل كل شيء، لا تشاهدن المحتوى الذي يبعدكن عن الله، فبدلاً من جلب الآخرين إلى الله، ستبتعدن عنه بأنفسكن.

أهمية الحشمة والحجاب:

وبالمثل، على النساء والفتيات الأحمديات أن يتذكرن دائمًا أنه باسم الموضة أو اتباع أحدث الصرعات، لا ينبغي لهن التضحية بحشمتهن. تقول بعض عضوات لجنة إماء الله إنهن يغطين جزءًا من رؤوسهن ويعتبرن ذلك كافيًا. وبالمثل، ترتدي بعض السيدات المعاطف باسم الحفاظ على الحجاب ولكن تكون أكمامها مكفوفة على أذرعهن.

 

لكن الله تعالى قد ذكر أن الحجاب يتطلب من المرأة أن تغطي شعرها بالكامل في الأماكن العامة وأن ترتدي ثيابًا فضفاضة وتتأكد من عدم كشف منطقة الياقة والصدر. لذلك، على المرأة الأحمدية أن تنتبه جيدًا للمحافظة على حيائها وعفتها. فعدم القيام بذلك هو مخالفة لأوامر الله والحدود التي وضعها الإسلام من أجل الحفاظ على كرامة المرأة المسلمة وعفتها.

 

ضعن في اعتباركن أن أي قيود فرضها الإسلام عليكن هي وسيلة لحماية شرفكن وحمايتكن من المخاطر اليومية الموجودة في المجتمع، حيث تتعرض المرأة باستمرار للمضايقة والإساءة والاستغلال. وفيما يتعلق بتعليمكن، يجب أن تسعين إلى التفوق وأن تكن الأفضل، ولكن في نفس الوقت، تجنبن الاتصال غير المناسب وغير الضروري مع الأولاد والرجال على وسائل التواصل الاجتماعي أو غير ذلك. لقد شهدنا كيف أن مثل هذه العلاقات غير اللائقة تؤدي إلى ضرر كبير. استخدمن تعليمكن والفرص الأخرى لتحسين أنفسكن، لكن لا تدعن هذه الحريات تصبح نقمة عليكن وعلى الآخرين.

وللأسف الشديد، كانت هناك حالات لم يلتزم فيها الرجال والنساء الأحمديون بالحدود المناسبة وتسبب ذلك في انهيار المنازل والأسر. بينما الاختلاط الحر جزء طبيعي من المجتمع هنا، على الرجال والنساء المسلمين الأحمديين أن يعيشوا وفقًا للأخلاق التي علّمها الإسلام. فاحرصن على حماية شرفكن وشرف عائلاتكن وجماعتكن من خلال التصرف بكرامة واحتشام. قدرن حقيقة أن شرفكن وشرف أزواجكن وعائلاتكن ملكية ثمينة يجب عليكن الحفاظ عليها دائمًا.

 

تكتب إلي بعض النساء أنهن أو بناتهن يعتبرن الحجاب حجاب القلب، لذا يتساءلن عن الحاجة إلى الحشمة المادية في ملابسهن. هذا أمرٌ خاطئ تمامًا وهو نتيجة تأثيرات المجتمع الشيطانية التي تسعى إلى إبعاد الشخص عن الله. ما أقوله لا يستند إلى الثقافة الباكستانية أو الآسيوية، بل هي تعاليم الإسلام العالمية التي تنطبق على جميع المسلمين، بغض النظر عن المكان الذي ينحدرون منه. وبالتالي، بغض النظر عما إذا كنتن من باكستان أو آسيا أو المملكة المتحدة أو أوروبا أو أمريكا أو إفريقيا أو من أي جزء آخر من العالم، على المرأة الأحمدية المسلمة أن تعيش وفقًا للتعاليم الإسلامية وأن تحمي وتقدر حشمتها في جميع الأوقات. معظم النساء الأحمديات اللائي يعشن هنا إما قد أتين من باكستان بأنفسهن أو هاجر منها آباؤهن، لذا يجب ألا يتخلين عن المبادئ الدينية التي تربين عليها أو نشأ عليها أهاليهن، بل يجب أن تكنّ قدوة في الحياء للأخريات ليتعلمن منكن. ويجب أن تعملن على إظهار قوتكن وثقتكن بأنفسكن وقيمتكن الذاتية من خلال إظهار إيمانكن. بالتأكيد، إذا كان لديكن ثقة بالنفس ولم تشعرن بأي عقدة حول دينكن، فسوف تفتح الأبواب على مصراعيها للتبليغ ونشر الإسلام في هذا الجزء من العالم، إن شاء الله.

 

من الأهمية بمكان أن أذكر أن بعض النساء الإنجليزيات أو الأوروبيات قد قبلن الإسلام وأصبحن عضوات يحتذى بهن في جماعتنا. لقد أحدثن تغييرًا روحانيًا وأخلاقيًا ثوريًا في حياتهن وأظهرن معايير عالية فيما يتعلق بالملابس المحتشمة لدرجة يندهش لها الإنسان. وهذا شيء يجب أن تفكر فيه النساء والفتيات الأحمديات الأخريات. إذا كانت هؤلاء السيدات الإنجليزيات أو الأوروبيات اللواتي نشأن في هذا المجتمع، وفي بيوت غير مسلمة، قد وصلن إلى نتيجة مفادها أن طريقة ترسيخ كرامتهن وشرفهن هي من خلال اللباس المحتشم والسلوك الفاضل، فماذا عن تلك النسوة والفتيات المسلمات الأحمديات القادمات من بلاد إسلامية واللواتي نشأن في بيوت إسلامية؟ بلا أدنى شك، فإن جماعتنا مقدر لها المضي قدما والتقدم إن شاء الله. ولكن إذا لم تحمين إيمانكن وترتقين إلى مستوى توقعات وتعاليم المسيح الموعود (عليه السلام)، فسوف ينضم أناسٌ من الدول الأخرى إلى جماعاتنا وسيصبحون حاملي لواء الإسلام في هذا العصر ومن ينشرون تعاليمه، في حين سيتخلف الذين جاؤوا قبلهم. نظرًا لأنكن قد قبلتن جميعًا المسيح الموعود (عليه السلام) وبايعتنه، يجب أن تسعين جاهدات لتشريف بيعتكن والتأكد من أن التأثيرات الدنيوية لا تبعدكن عنها أبدًا.

أدعو الله أن يمنحكن جميعًا القدرة على العمل وفقًا لكل ما قلته، وأن تصبح عضوات لجنة إماء الله محررات حقًا من الخطيئة ويؤدين حق عبادة الله. أدعو الله ألا تنغمسن أبدًا في المساعي المادية والعبثية التي تبعدكن عن العهد الذي قطعتنه مع المسيح الموعود (عليه السلام).

 

وفي الختام، تذكرن دائمًا أنه لا ينبغي عليكن حماية أنفسكن وأطفالكن فحسب، بل يجب أيضًا أن تلعبن دورًا كبيرًا وبارزًا في نقل رسالة الإسلام إلى أرجاء العالم. يجب أن يكون هدف حياتكن هو الفوز بقلوب وعقول الناس حتى تنضم يومًا ما، إن شاء الله، جميع شعوب العالم مجتمعين تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه هي المهمة العظيمة التي أوكلها الله لجماعة المسيح الموعود (عليه السلام) وإن واجب الرجال والنساء الأحمديين الأول هو أن يخدموا بإخلاص هذه القضية. إذا كنتن ترغبن في خوض غمار هذا التحدي وإحداث ثورة روحانية في العالم، يجب أن تبدأن أولاً بإصلاح أنفسكن. فاجتهدن في زيادة معرفتكن الدينية، وبناء علاقتكن بالله، اسجدن أمامه وادعينه أن يهديكن الصراط المستقيم، حتى تُحسبن من الذين يطيعون أوامره.

 

لا تنسين أبدًا أن الله تعالى يعلم الجهر وما يخفى، ويعلم كل ما نقوم به. لذلك، حتى في حالة عدم وجود من يراكن أو يحكم عليكن، تذكرن أن الله يراقبكن، ومن أجله وحده، يجب أن تعملن بأوامره، وتحمين دينكن وتؤدين واجباتكن في تنشئة الجيل القادم بأفضل طريقة. الأمر متروك لنا لإحداث ثورة أخلاقية وروحانية في العالم، وبالتالي، دربن أطفالكن حتى يكبروا ليكونوا مستعدين لتولي مسؤولية خدمة رسالة المسيح الموعود (عليه السلام).

 

وفقكن الله جميعًا لأداء واجباتكن على أفضل وجه، وأن تثبتن جميعًا أنكن نجوم الأحمدية الساطعة. أدعو الله تعالى أن يبارك في لجنة إماء الله من جميع النواحي.

انضممن إلي الآن في الدعاء الصامت..... آمين.