رُفَيْدَةُ بنت سعد الأنصارية (رضي الله عنها)
رُفَيْدَةُ بنت سعد الأنصارية (رضي الله عنها)
أول ممرضة في التاريخ
رُفَيْدَةُ الأسلمية أو رُفيدة بنت سعد وقيل كُعَيْبَةُ بِنْتُ سَعْدٍ
هي صحابية وممرضة عاشت في أواخر العصر الجاهلي وأدركت الإسلام، وعُرِفت بكونها أول ممرضة في الإسلام.
وُلدت رُفيدة في المدينة المنورة في قبيلة أسلم. أسلمت بعد هجرة رسول الله وأصحابه إلى المدينة.
شاركت في عدة غزوات مع رسول الله حيث كانت تداوي الجرحى، وفي غزوة الخندق أُقيمت لها خيمة في المسجد النبوي، وعندما أُصيب سعد بن معاذ بسهم، أمر النبي الصحابة أن يُحولوه إلى خيمة رفيدة، وكان النبي يمر على خيمتها فيتفقد الجرحى ويتفقد حال سعد.
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ أَكْحُلُ سَعْدٍ (الأكحل هو الوريد في وسط الذراع) يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَثَقُلَ، حَوَّلُوهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رُفَيْدَةُ، وَكَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُولُ: كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟، وَإِذَا أَصْبَحَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَيُخْبِرُهُ. (الأدب المفرد)
وورد في سير أعلام النبلاء أنه لَمَّا أُصِيْبَ أَكْحَلُ سَعْدٍ، فَثَقُلَ، حَوَّلُوْهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رُفَيْدَةُ، تُدَاوِي الجَرْحَى. فَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُوْلُ: (كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟ وَكَيْفَ أَصْبَحْتَ؟). فَيُخْبِرُهُ، حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي نَقَلَهُ قَوْمُهُ فِيْهَا، وَثَقُلَ، فَاحْتَمَلُوْهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، إِلَى مَنَازِلِهِم.
وورد في مغازي الواقدي:
"كانت كعيبة بنت سعد بن عتبة (ويقال أيضًا رفيدة) تُدَاوِي الْجَرْحَى، وَتَلُمّ الشّعَثَ، وَتَقُومُ عَلَى الضّائِعِ وَاَلّذِي لَا أَحَدَ لَهُ. وَكَانَ لَهَا خَيْمَةٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ سَعْدًا فيها"
لم يكن عمل رفيدة مقصورًا على الحروب فقط، بل كانت تداوي مرضى المدينة، حيث كان لها خيمة في المسجد بحسب ما ذكر ابن سعد في طبقاته حيث سماها كعيبة بنت سعد الأسلمية أيضًا:
"بايعت بعد الهجرة وهي التي كانت تكون في المسجد لها خيمة تداوي المرضى والجرحى. وكان سعد بن معاذ حين رمي يوم الخندق عندها تداوي جرحه حتى مات. وقد شهدت كعيبة يوم خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
كانت رفيدة (رضي الله عنها) قارئة وكاتبة، وصاحبة ثروة واسعة فكانت تنفق على عملها من مالها الخاص متطوعة بالجهد والمال في سبيل الله، وكانت لما تخرج في الغزوات، تنقل معها خيمتها بكل متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها فوق ظهور الجِمال، ثم تُقيمها بإزاء معسكر المسلمين، تشاركها العمل الصحابيات رضوان الله عليهن؛ لذا تعتبر خيمة رفيدة الأسلمية أول مستشفى ميداني مسجل في التاريخ، وليس هذا فحسب بل هي أول ممرضة وطبيبة في التاريخ، رغم أن الغرب ينسبون هذا اللقب إلى فلورنس نايتنغيل المعروفة بكونها رائدة التمريض الحديث ولكن في الواقع رفيدة قد مارست الطب والجراحة قبل 1200 سنة من فلورنس نايتنغيل.
ذكر في بعض المصادر أيضًا أن رفيدة حين اشتركت في غزوة خيبر، قد أسهم لها رسول الله سهم رجل تقديرًا لخدماتها.