إيماننا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين



يجب أن تتذكروا هنا جيدا أن التهمة التي تُلصَق بي وبجماعتي أننا لا نؤمن بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتَم النبيين، إنما هي افتراء عظيم علينا. إن القوة واليقين والمعرفة والبصيرة التي نؤمن بها ونتيقن منها بأن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، لا يؤمن الآخرون بجزء واحد من المائة ألف جزء منها، لأن ذلك ليس بوسعهم. إنهم لا يفهمون الحقيقة والسر الكامن في مفهوم ختم النبوة لخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. لقد سمعوا هذه الكلمة من الآباء والأجداد ولا يعرفون حقيقتها ولا يعرفون ما هو ختم النبوة وما المراد من الإيمان به. ولكننا نؤمن بأن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين بالبصيرة التامة (التي يعلمها الله). والله تعالى قد كشف علينا حقيقةَ ختم النبوة بحيث نجد من شراب المعرفة الذي سُقينا إياه لذةً لا يتصورها أحد إلا الذين ارتَوَوا من هذا النبع.

مثال ختم النبوة:

يمكن أن نضرب من أمثلة الدنيا على ختم النبوة المثال التالي: فكما أن القمر يبدأ هلالا، ويكتمل في الليلة الرابعة عشرة حين يسمى بدرا، كذلك تماما قد ختمت كمالات النبوة على النبي .

إن الذين يؤمنون بأنّ النبوة خُتمت قهرا وأنه لا ينبغي تفضيل النبي على يونس بن متى أيضا، فإنهم لم يدركوا هذه الحقيقة أصلا، ولا علم لهم بفضائل النبي وكمالاته. ورغم ضعف فهمهم وقلة علمهم هذا يتهموننا بإنكار ختم النبوة! ماذا أقول لهؤلاء المرضى وكيف أتأسف عليهم؟ إذا لم يكونوا قد تردوا إلى هذه الدرجة ولم يبتعدوا عن حقيقة الإسلام كليةً فأي حاجة كانت هناك لمجيئي؟ لقد ضعفت حالة إيمانهم جدا، ويجهلون مفهوم الإسلام وغايته تماما، وإلا لما كان هناك سبب لأن يعادوا أهل الحق عداوةً تؤدي بصاحبها إلى الكفر. (الملفوظات: المجلد الثاني)