الخطاب الذي ألقاه أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي  بتاريخ 7/8/2021م في خيمة النساء في الجلسة السنوية للجماعة في بريطانيا في حديقة المهدي



 الخطاب

الذي ألقاه أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 7/8/2021م

في خيمة النساء في الجلسة السنوية للجماعة في بريطانيا في حديقة المهدي

بعد التعوذ والتشهد وقراءة سورة الفاتحة قال حضرته:

الحرية المزعومة:

لقد نشأ في العصر الراهن باسم التنوير وحرية التعبير والعمل، تصورٌ يسوق إلى الظلمات أكثر منه إلى التنوير. فهذا التصور مصطنع وسطحي، ولم يتكبد أصحابه عناء مقارنة فوائده مع أضراره مطلقا. فأضرار بعض جوانب هذه الحرية المزعومة والتنوير أكثرُ من منافعها. حيث لا يلاحظ أصحاب هذا التصور ولا يتأكدون أنهم بمغامرة مستقبل جيلهم باسم التنوير وحرية التعبير والعمل لا يتقدمون إلى عقبات الظلام شخصيا فحسب بل يسعون ليسوقوا جيلهم أيضا إليها. وهذه الحرية المزعومة تُشتهَر هذه الأيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتُروَّج بأسلوب خاطئ بحيث تلاشت كفاءات التفكر والفهم؛ إنهم ينادون إلى الهلاك والدمار.  

على كل حال حين يريد الماديون قمع سيئة أو اجتنابَها بنظرة مادية حتى لو كانت بصدق النية -وقلما تكون النية صادقة- يتورطون في سيئة أخرى، لأن أعينهم الروحانية تكون مغمضة.

ثم إن المادية وابتعادَهم عن الدين في هذه الأيام قد نفَّرهم من الدين بحيث لا يريدون أن ينظروا إلى الأمور بنظرة دينية، وينتقدون الإسلام بشدة ويعترضون عليه بوجه عام، ويسمُّون تعليمه قديما وباليا لا مكان له في هذا العالم الراقي. هذا ما يقال عن الإسلام مع أنه دين يبيِّن تعليمُه فرائض وواجبات كل إنسان ويبين حرية التعبير والعمل أيضا، ويبين حدود كل واحد وقيودَه ويقدم توجيهات لإبقائه على اعتدال.

في خطابي النهائي لجلسة 2019 تناولت بيان حقوق شتى الطبقات وأخبرتكم كيف يعطي الإسلام الحقوق لكل واحد. وسأتناول بعضها مستقبلا إن شاء الله. أما الآن فأود أن أتكلم عن أمور لها علاقة بالنساء.

الاعتراض على الإسلام أنه لا يعطي النساء الحرية:

عموما يثار الاعتراض على الإسلام أنه لا يعطي النساء الحرية، لكنه في الحقيقة ناتج عن عدم العلم بتعليم الإسلام أو لمجرد الاعتراض. فالمبدأ الجميل لتعليم الإسلام أنه علَّمَنا ألا نركز على أخذ الحقوق فقط بل قال إذا كنتم تريدون خلق أجواء الأمن والسكينة في المجتمع فاهتموا بإعطاء الحقوق أيضا، وينبغي أن يهتم كل واحد بأداء واجباته، عندها فقط يمكن خلق أجواء الأمن الحقيقي والسلام، التي توضِّح حقوق كل طبقة وخياراتِها وفي الوقت نفسه تذكر واجباتها أيضا. فهذا التعليم لا يقول للمرأة أن تسعى لنيل حقوقها فقط بل ينبِّهها إلى إدراك مكانتها واجتناب الأمور الخاطئة. فهذا التعليم شامل ومترابط يضمن في الحقيقة إقامة حقوق كل طبقة وحرية العمل والتعبير أيضا، فلا يقدر على منافسة هذا التعليم أيُّ تعليم ديني ولا مادي ولا أي قانون مادي. الآن كما قلت سابقا سأتكلم عن أمور توضح مكانة المرأة وتبين حقوقها.

فقد أنزل الله I أوامر كثيرة بخصوص النساء ونجد العمل بها في حياة النبي r أنه كيف أقام شرف النساء ثم كيف لفت سيدُنا المسيح الموعود u انتباهنا في هذا العصر إلى إكرام المرأة واحترامِها. حين نقرأ الأمور التي وردت في القرآن الكريم عن حقوق المرأة، وفسَّرها رسول الله r بأقواله وأفعاله، ثم تناول بيانها سيدنا المسيح الموعود u وفي ضوء ذلك بيَّنها خلفاؤه أيضا في مناسبات مختلفة، لا نجد مبررا ليخطر ببال أي امرأة أحمدية إثر سماع أقوال مناوئي الدين أن الإسلام لم يهتمّ بحقوق المرأة والعياذ بالله.

الحقوق التي أعطاها الإسلامُ المرأةَ:

لقد بيَّن سيدنا المصلح الموعود t في تفسير سورة الكوثر الحقوق التي أعطاها الإسلامُ المرأةَ، فقد وضح في ضوء تعليم القرآن الكريم أن الحقوق التي أقامها الإسلام للمرأة، لم تكن في أي شريعة سابقة، بل الأحرى أن نقول أنها لم تكن في أي قانون مادي أيضا. أما القرآن الكريم فلم يُقرّ بحق المرأة فحسب بل قد ركز على ذلك كثيرا لدرجة قد فتح من هذا المنطلق باب العلوم، حيث نتعرف إلى أمور جديدة كثيرة. قد انتخب النبي r عند إعلان عقد النكاح بين الرجل والمرأة، أو الشاب والفتاة، آياتٍ توضح حقوق المرأة، فقد قال الله I: ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[ (النساء 2). فقد وضَّح هنا أن الرجل والمرأة خُلقا من نفس واحدة، أي من جنس واحد، وإن كان لهما صنفٌ مختلف حيث أحدهما ذَكر والآخر أنثى، لكن الجنس واحد. فلكليهما دماغ من نوع واحد، ولكليهما مشاعر وأحاسيس مماثلة، إذا كان الرجل يملك عقلا وكفاءة لإنجاز عمل ما فالمرأة أيضا تملكه، إذا كانت للرجل مشاعر وعواطف فللمرأة أيضا، فلكليهما مشاعر مماثلة. فقد بيَّن الإسلام في بداية الحياة الزوجية أهميةَ حقوق المرأة، ولفت انتباه الرجال إلى ألا يظنوا أن المرأة لا تملك عقلا ومن ثم يمكن أن يحكموها كما يريدون. فللمرأة دماغ ومشاعر وأحاسيس أيضا، فاعتبروها مثلكم ولا تهينوها ولا تعدوها أقل منكم شأنا. 

استشارة النساء في بعض الأمور المهمة:

ثم إن النبي r قال أيضا أنه ينبغي استشارتهن في بعض الأمور المهمة، فكان r شخصيا يتشاور مع أزواجه، وهذا أدى إلى أن زوجة سيدنا عمر t أشارت عليه برأي في قضية ما فقال لها من أنت حتى تتدخلي؟ فقالت له قد ولّت أيامٌ لم يكن لنا فيها أي حق، فلا تفرض علي رعبك. أما الآن فرسول الله r يتشاور مع أزواجه، فمن أنت حتى تمنعني؟ فقد ركز النبي r على أداء حقوق النساء لدرجة نشأ فيهن الإحساس بأنهن لسن أقل من الرجال.

يتضح من بعض أحداث عهد سيدنا عمر t أنه إذا أمر بشيء، فإن بعض النساء أحيانًا يقلن له بصراحة: كيف تستطيع أن تأمر بهذا بينما قال النبي r على عكس ذلك. على أية حال، بغض النظر عن صحة ردود النساء أو عدمها، وسواء أكان تفكيرهن صحيحًا أو شرح عمر كان صوابًا، غير أن الذي يتضح بجلاء هو أن الإسلام قد أعطى للنساء حق إبداء الرأي في الأمور العامة، ولقد أكّد الإسلام عليه لدرجة لا يوجد نظيره في أي دين آخر. ويتضح من هنا أنه كان لدى نساء ذلك العصر الشغف بتعلم علوم الدين وكنّ يتعلمنها أيضا، ولأجل ذلك كنّ يتكلمن ناقلات بعض الأمور عن النبي r أنه كان يقول كذا وكذا. فينبغي للسيدات الأحمديات أيضا التركيز على هذا الأمر، فينبغي ألا يتكلمن عن أخذ الحقوق فقط بل يجب أن يسعين لتعلم علوم الدين والتقدم فيها، ويربين أولادهن على هذا النهج الديني أيضا، وألا يركزن على تعليمهم الدنيوي فحسب. وتذكرن أن علوم القرآن الكريم والعلوم الدينية تجعلكن مؤهلات للرد على المعترضين المستهزئين بالدين. وتذكّرن أيضا أنها خطة مدبّرة من الدجال أن يتم إبعاد جيل الشباب عن الدين باسم الحرية، والنساء باسم حقوقهن، وذلك لكي يتنفر الأجيال القادمة من تعاليم الإسلام، أو يرفعون أصواتهم بأنه ينبغي أن تكون تعاليم الإسلام متوافقة مع متطلبات الزمن الراهن، وأنه ينبغي أن تُراعى حقوقهم. إن الذين يريدون إبعادهم من الدين إنما يأتون إليهم في لباس المواسين لهم. فينبغي أن تتذكروا هذا الأمر دومًا وتجنبوا هذه الهجمات الشيطانية واستعدوا لقلب هذه الاعتراضات عليهم دون الوقوع تحت تأثيرهم، وأخبروهم عن تفاهة اعتراضاتهم التي يعترضون بها على الإسلام.

الحرية التي يمنحها الإسلام للمرأة لا نظير لها في أي دين أو قانون:

الحرية التي يمنحها الإسلام للمرأة لا تجدونها في أي دين ولا في أي قانون من قوانين الدنيا. أما ما تسمونه الحرية فهي تقضي على احترام المرأة وحيائها. ولقد كتب بعض من أهل الدنيا هؤلاء أن ضجيجهم من أجل حرية المرأة وحقوقها إنما هي لمصلحتهم ولإشباع رغباتهم ولا علاقة لها بالمواساة مع المرأة.

ولقد كتب محررو بعض الأعمدة الثابتة في الجرائد، بل وأحدهم كتب بكل صراحة بأن هذه الضجة ليست إلا لإشباع رغباتهم وليس هي لإعطاء شيء للمرأة، فإنهم لا يتكلمون من أجل مصلحة المرأة بل لمصلحتهم هم. فهناك حاجة ملحة لأخذ الحيطة والحذر الشديد.

والمرأة الأحمدية محظوظة لأنها آمنت بإمام هذا الزمان الذي قدّم لنا في كل مجالٍ تعاليم الإسلام الجميلة بكل وضوح وجلاء، يقول المسيح الموعود u عن حقوق المرأة:

"إن حقوق المرأة كما صانها الإسلام لم يصنها مثله أي دين قط، فقد قال الله تعالى بكلمات موجزة: ]وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ[ أي كما أن للرجال حقوقا على النساء فإن لهن مثلها على الرجال. وقد سُمِع عن بعض الناس أنهم يعتبرون هؤلاء المسكينات كحذاءٍ، ويستخدمونهن في أعمال غاية في الهوان، ويسبّونهن وينظرون إليهن بازدراء واحتقار، ويطبِّقون عليهن أحكام الحجاب بطريق خاطئ وكأنهم يئدونهن. كلا، بل ينبغي أن تكون علاقة المرء بزوجته كالعلاقة بين صديقَين حميمين صادقَين. إن المرأة هي أول شاهد على أخلاق الإنسان وصلتِه بالله، فإن لم تكن علاقته بها جيدة فكيف يمكن أن يتصالح مع الله تعالى. لقد قال رسول الله r: خيرُكم خيركم لأهله .. أي أن أفضلَكم أكثرُكم إحسانًا إلى أهله". (الملفوظات ج5 ص 417 - 418)

الرجل والمرأة سيَّان في الحقوق:

فقد قال u بكل وضوح أن الرجل والمرأة سيَّان في الحقوق. ثم ما أعظم ما قاله حضرته لصالح المرأة أنه إذا لم تكن علاقة الرجل مع المرأة طيبة فلا يسعه أن يعقد الصلح مع الله تعالى أيضا. فإن الرجل مضطر لأداء حقوق المرأة من أجل إرضاء الله تعالى. وهذا ما ذُكر في الآية التي قدّمتها، يقول الله تعالى فيها أن المرأة والرجل يتساويان من ناحية العقل والمشاعر والحقوق، وهي آية تتلى في مستهل خطبة النكاح عند عقده. وبتلاوة هذه الآية قد صفّى الله تعالى ذهن الرجل أن يخرج من قلبه أي نوع من الكبر أو التفوق، وطمأن المرأة بأن الله تعالى يحفظ حقوقك. فمن لا يؤدي هذه الحقوق فسيقع تحت بطش الله تعالى، وينبغي للمؤمن أن يحذر من ذلك دومًا. إن علاقة الصداقة الحقيقية لهي علاقة قوية للغاية، فقال حضرته أن ننشئ مثل هذه العلاقة. في هذا المجتمع الحر تنشأ العلاقة الزوجية بعد الصداقة والتفاهم الطويل بين الطرفين، فإن الشاب والشابة يكونان صديقين في بداية الزواج ولكن هذه الصداقة بين كثير من الناس تتلاشى بعد فترة ثم سرعان ما يصل أمرهم إلى الانفصال. فلا يصح القول بأن زواج الحب الذي تسبقه علاقة الصداقة يكون زواجًا قويًّا، لأن إحصائياتهم تنفي ذلك وتقول أن الزيجات التي تتم بتفاهم بعضهم البعض والتصادق قبل الزواج هي أكثر انهيارًا من غيرها. ولكن إذا كان المرء مؤمنًا حقيقيًا أو مؤمنة حقيقية فحتى ولو كانا لا يعرفان بعضهم البعض من البداية فإنهما يحاولان الحفاظ على هذا الارتباط بشكل ينالان به رضى الله تعالى. غير أنه يجب أن يتضح أنه ليس بالضرورة أن تقبل الفتاة الزواج من أحد بناء على قول والديها، لأن الإسلام يعطي للمرأة حقًّا ألا يتم زواجها دون رضاها. إذا ألقينا نظرة على تاريخ الإسلام لعرفنا أن الوالدين كانا يزوجان البنت حيثما شاءا، بل هذا ما يحدث إلى الآن في الدول غير المتحضرة والدول النامية أن الوالدين يضغطان على البنت لتقبل ما اختار لها الأبوان، بل بعضهم يمارسون هذه التقاليد الجاهلية بعد وصولهم إلى هذه الدول المتطورة أيضا بحيث يقولون: لا بد أن يكون زواج البنت بحسب رغبتنا وفي عائلتنا وإلا فإن البنت تتعرض لشدائد كثيرة. الطريق الصحيح هو أن على الوالدين أن يظهرا رأيهما بعد الدعاء وألا يُكرها، وإذا قال أحد بأن المسلمين يفعلون ذلك فليكن واضحا أنه خطأ الذين يفرضون رأيهم، ولا خطأ لتعليم الإسلام في ذلك. إن الإسلام قال لو زوّج أحد المرأةَ من دون رضاها فهذا الزواج باطل، فهذا حق عظيم أعطاه القرآنُ الكريم والإسلامُ المرأةَ ولم يكن هناك أي تصور له قبل ذلك.

الزوجة شاهدة على كثير من أفعال الزوج:

ثم كما قال المسيح الموعود u إن قرابة الزوجين تكون من نوع بحيث يكون الزوجان عارفَين لأسرار بعضهما، وهكذا تكون الزوجة شاهدة على كثير من أفعال الزوج، فترى المرأة زوجها بنظرة عميقة وتعرف محاسنه ونقائصه، وإذا كان الزوج لا يؤدي واجباته والحقوق التي منحها الله تعالى إياه ولا يؤدي حقوق الزوجة بحسب تعاليم الإسلام فيمكن أن تقف الزوجة أمامه يوما، ويمكن أن تقول لمثل هذا الزوج السيئ، ومن حقها أن تقول: أصلحْ نفسك أولا ثم يمكنك أن توجّهني. وعموما هكذا تبدأ النـزاعات في البيوت، حين يريد الرجل أن يُدير بيته كحاكم جبَّار ولا يؤدي واجباته يواجه اعتراضات الزوجة، فلإقامة حق المرأة والزوجة ولإنشاء جو الأمن في البيت وللحفاظ على هذا الجو قال النبي r قوله الذهبي هذا: خيركم خيركم لأهله. ما أعظم هذه الحقوق التي مُنحت للمرأة.

الإسلام أعطى المرأة حق البيت المنفصل:

ثم إن الإسلام أعطى المرأة حق البيت المنفصل. يسأل بعض الناس عن هذا أيضا. ففي المجتمع اليوم خصوصا في آسيا أو في باكستان والهند تحدث النـزاعات على أتفه الأمور بسبب عيش المرأة مع أصهارها في بيت واحد، وتتطور هذه النـزاعات شيئا فشيئا فتتحول إلى النـزاعات بين الزوجين نفسهما وتؤدي إلى انفصالهما. لذا من حق المرأة أن تتمنى بيتا منفصلا ويجب على الزوج أن يحقق أمنيتها هذه إلا في اضطرار شديد، وألَّا يجبرها على العيش مع أهله. وإذا كان يملك قدرة مالية فعليه أن يعيش في بيت منفصل وإذا لم يكن يملكها فعليه أن يسعى لها وكلّما تتيسر له الوسائل المادية فالأفضل أن يقيم في بيت منفصل.

حق المرأة في المهر والميراث:

ثم قرّر الإسلام مهرا للمرأة لكي يكون لديها عقار أو مال تكون هي مالكه كليا، وهي أُعطيتْ حصةً من الممتلكات. أما الدنيا اليوم فأعطت المرأةَ حقًّا في العقار والإرث ولكنه أُعْطِيَتْ هذا الحق قبل مئة عام أو مئة وخمسين عاما تقريبا على مراحل والإسلام أعطاها هذا الحق قبل خمسة عشر قرنا. بل هنا (في بريطانيا) قبل ذلك لم تكن تُحسب ممتلكات المرأة لها بعد الزواج. إذا حصلت المرأة على عقار بطريقة ما أو هي ملكتْه بوسيلة وهي لم تتزوج أو تزوجت فكانت تُحرم من عقارها، وكان بعض الناس يتزوجون من امرأة تملك عقارا لكي يستولوا على عقارها. وبعد الزواج كانت ممتلكات المرأة تتنقل إلى الزوج، ولكن الإسلام منذ البداية جعل ممتلكات الزوجة ملكها الشخصي وأعطاها الحرية لدرجة ظن بعض الصحابة أنه لا يجوز للرجل أن ينفق أو يأخذ شيئا من مال المرأة حتى بإذنها، أي إذا أعطته المرأة شيئا من مالها فلا يأخذه، فالصحابة أصبحوا حذرين لهذا الحد، وتجنبوا ذلك حتى سُمح في تعليم الإسلام أنكم تستطيعون أن تأخذوا مما أعطتكم المرأة عن رضاها من هدية وتستطيعون أن تنفقوها على أنفسكم. إذا أعطتكم المرأة شيئا عن رضاها فلا حرج في أخذه، ولا داعي للحذر لهذا الحد.

حق المرأة في التعليم:

ثم أكد الإسلام على تعليم المرأة كثيرا حتى قال: من كان له ابنتان وأحسن تأديبهما عفا الله تعالى عن ذنوبه. جاءت عَائِشَة رضي الله عنها امْرَأَةٌ مسكينة وسألتها شيئا للأكل ومَعَهَا ابْنَتَانِ وأجلست إحداهما على يمينها والأخرى على يسارها فَلَمْ تَجِدْ عائشة عِنْدِها غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَعْطَتهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا ثُمَّ بقيت هي نفسها جائعةً. حيث تتبيّن من ذلك تضحيةُ الأم، كذلك بيَّن النبي r شيئا جميلا عن عملها، حين أُخبر النَّبِيُّ r بذلك، فَقَالَ: مَنْ كانت له ابنتان فَأَحْسَنَ أدبهما وعلمهما أوجب الله تعالى له الجنة. أو أوجب لتلك المرأة الجنة. ليس من الضروري أن تتعلم المرأة من أجل الوظيفة، بل هو ضروري لتربية النسل القادم ولتربيتهم أيضا. ليس من الخطأ تعلّم مهنة أو الاختصاص في شيء ثم العمل فيه والتوظُّف ولكن إذا كانت المرأة تتعلَّم وتدرس لكي تتمكن من تربية الجيل القادم فهذا الأمر يُبشرها بالجنة، كما ورد في حديث آخر أن الجنة تحت أقدام الأمهات، أي إذا اهتمت الأم بتربية أولادها تربية حسنة وتعليمهم فلن تدخل الجنةَ الأم وحدها بل سيدخلها الأولاد أيضا. ما أعظم هذا الشرف والمقام الذي لم يُعطَ للرجل وإنما أُعطي للمرأة فقط، بل رُفع شأنُ المرأة أكثر من ذلك. فالمرأة الصالحة المؤمنة يمكن أن تتقدم على الرجال خطى كثيرة، والجماعة التي كانت نساؤها متقدمة في الحسنات ومثقّفةً ومؤدّبة ومتربية ومربيةً أولادها في ضوء تعاليم الإسلام الصحيحة فيكون الجيل القادم -بما فيه الأبناء والبنات- ممن يستبقون الخيرات والتقوى.

حق المرأة في الطلاق:

إن الإسلام في بعض الحالات سمح بانفصال الزوجين بسبب عدم انسجام الطبائع أو بسبب آخر ففي ذلك أيضا أعطى الإسلامُ كليهما حقا متساويا فأعطى الرجلَ هذا الحق في صورة الطلاق وأعطى المرأة في صورة الخلع، وأمر الرجلَ بألّا يظلم المرأةَ عند استخدام هذا الحق، وإذا ظلمها سيعاقبه الله تعالى على هذا الظلم العظيم. قال الله تعالى في موضع عن الطلاق مخاطبا الرجالَ: ]وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[ (البقرة 228) وتفسير المسيح الموعود u لهذه الآية لا يذهب في حق الرجال بل قال u إذا عزم الرجل الطلاق فعليه أن يتذكر أن الله تعالى سميع عليم.

أي إذا كانت المرأة التي طُلّقت مظلومة في نظر الله ودعت على من ظلمها فسيجيب الله دعاءها. ففي هذه الآية حُذِّر الرجل ونُبِّه بأن يأخذ قرار الطلاق بعد تفكير جيد، فلا تطلِّقوا النساء بسبب أمور بسيطة. فإذا كان الله يجيب دعواتكم ويعلم ما في قلوبكم فهو يجيب أدعية النساء ويعلم ظروفهن أيضا. وإذا كنتم تفصلون المرأة عنكم ظلما وزورا فمن الممكن أن تدعو المرأة عليكم، والله تعالى يجيب دعوة المظلوم. فهنا قد حُذِّر الرجال الذين يتسرعون في الطلاق، كذلك أُصِّل حق المرأة.

تعدد الزوجات:

ويوجَّه إلى الإسلام اعتراض آخر يقول إن حق المرأة غُصب بسماح الرجل بالزواج من أكثر من امرأة. ولكن الحق أن هذا إذنٌ في بعض الظروف الخاصة، وليس أمرا، وقد وُضعت بعض الشروط للعمل بهذا الإذن. ففي هذه المجتمعات المتقدمة يتزوج الرجال واحدة ويكونون على علاقة غير شرعية مع الأخريات. وهذا ما نسمع في الأخبار كل يوم. هذه وقاحة وفاحشة لا يسمح بها الإسلام مطلقا. وتكون النتيجة أنه عندما تعلم الزوجة عن ارتكاب زوجها هذه الفاحشة وعلاقات زوجها غير الشرعية يصل الأمر إلى الانفصال بينهما. وهذا الأمر عادي جدا في هذا المجتمع. فيجب ألا يعترض هؤلاء الناس على سماح الإسلام بالزواج بأكثر من امرأة بل يجب أن ينتبهوا إلى أعمالهم أولا.

ثانيا: كما قلتُ آنفا أن هذا الإذن منوط ببعض الشروط، وإن لم تتحق تلك الشروط في شخص فلا يؤذَن له. وقد تم التأكيد الشديد على العدل والإنصاف في حال الزواج الثاني. يقول سيدنا المسيح الموعود u عن واجبات الذي يريد الزواج الثاني وحقوق زوجاته أنه إذا علم المرء نوعية هذه الحقوق بوجه كامل لفضّل أن يبقى عازبا. والذي يستطيع أن يعيش تحت تهديد من الله هو الذي يمكن أن يتشجع على أداء تلك الحقوق.

 من الأفضل للإنسان ألف مرة أن يعيش عيش المرارة بدلا من العيش الذي بسببه يبقى سوط الله محلّقا فوق رأسه على الدوام. أي أن عدم أداء حقوق الزوجة إثم كبير. فلو أدرك المرء ذلك لفضّل ألا يتزوج ولا مرة واحدة.

فيقول حضرته u: لقد أجاز الإسلام التعددَ كعلاج، لذا لا بد من الإيفاء بالشروط في حال الزواج الثاني. ثم يقول أنه لا بد من مراعاة عواطف الزوجة الأولى (أي أُعطي الرجل هذا الحق): يجب مراعاة الزوجة الأولى والإحسان إليها لدرجة أنه إذا شعر المرء بالحاجة إلى الزواج الثاني ولكنه يرى أن ذلك سيُحزن الزوجة الأولى بشدة ويكسر قلبها، فإن استطاع الصبر في هذه الحالة دون الوقوع في معصية ولا يؤدي ذلك إلى قتل ضرورة شرعية، فلو ضحى بحاجاته جبرا لخاطر زوجته واكتفى بها، فلا ضير في ذلك. (فهذا يعني أنه إن لم يكن المرء يواجه اضطرارا شديدا أو عذرا شرعيا فله أن يقدم تضحية مراعاة لقلب الزوجة الأولى ويكتفي بالأولى) بل من المناسب له ألا يتزوج ثانية.

وقال أيضا: إن جرح القلب إثم كبير، وعلاقات الأهل بالبنات تكون ذات حساسية كبيرة. يمكن أن تقدروا حالة الوالدين حين يفصلون عنهم بناتهم ويسلّمونهن إلى الآخرين. ويمكن أن تقدروا ما هي تلك الأماني التي يعقدونها على أزواجهن، والتي لا يستطيع المرء تقديرها إلا بالتدبر في قوله تعالى ]وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[ (النساء: 20).

لقد ذكر المسيح الموعود u عواطف المرأة ومشاعرها بكل وضوح ونصح الرجال موجها أنظارهم إلى حقوقهن وحذّرهم قائلا: يحق للنساء أن يشترطن عند الزواج من مسلم أنه لن يتزوج من امرأة ثانية مهما كانت الظروف.

إذن، من حق المرأة أن تأخذ عهدا ممن يريد زواجها أنه لن يتزوج ثانية بأي حال. وفي هذه الحالة سيكون الرجل ملزَما بعدم الزواج الثاني بأي حال. فالمطلوب من الرجل أن يتقيد بعهده في كل الأحوال. وقد كلِّف الزوج أيضا بأنه مسؤول عن سد حاجات زوجته ومحافظ عليها لأنه راع عليها بصفته زوجا، ومكلَّف بإدارة أمور البيت كلها وأداء نفقات البيت وسد حاجات الزوجة والأولاد. ولا يطمع في مال المرأة وإن كانت تكسبه إلا إذا أنفقت من تلقاء نفسها، كما قلتُ من قبل. بل على الرجل أن يؤدي مسؤوليته. غير أن له الفضلُ من حيث قوة الجسد والأعصاب، وهذا ما نراه في كل مكان في العالم. لذا عليه ألا يؤذي الزوجة إيذاء عاطفيا ولا جسديا. فلما أُعطي المرء أفضلية وجُعل أقوى جسدا وأعصابا في بعض الأمور فقد كلِّف أيضا بألا يؤذي المرأة بأية صورة. فإذا حدث الخلاف في البيت في بعض الأمور فعلى الرجل ألا يرفع يده على المرأة في غضب، ولا يقول كلاما يؤذيها عاطفيا أو جسديا. ويجب ألا يستغل أفضليته الجسدية، ولا يفر من أداء مسؤولياته لسد حاجاتها وليس له الأفضلية في كل شيء. ذات مرة جاءت صحابية إلى رسول الله r وذكرت له أن الرجال يؤدون جميع العبادات والفرائض الأخرى كلها كاملة، وأسهبت وقالت في الأخير أنهم فوق كل ذلك يقومون بالجهاد أيضا بينما نحن النساء محرومات منه ونضطر إلى الجلوس في البيت وأداء الواجبات المنـزلية، فهل نساوي الرجال في الأجر أم لا؟ وقالت: إذا كنّ مضطرات بسبب بعض الأسباب المعينة فمن المفترض أن نشارك الرجال في الأجر. فقالت لرسول الله r: أفلا نشترك في الأجر على قدم التساوي مع الرجال؟

 

فأثنى النبي r على المرأة وقال لصحابته: هل رأيتم أحدا قدّم قضيته في أمر الدين خيرًا من هذه المرأة؟ فقال الصحابة لم نتوقع أن سيدة تحمل مثل هذا الفكر العميق الحكيم. لقد قال الصحابة صراحة، بسبب تربيتهم السابقة وأفكارهم القديمة، أننا لم نكن نتوقع أن المرأة يمكن أن تكون حكيمة لهذه الدرجة. فبتوجيه هذا السؤال للصحابة قد نصحهم النبي r ألا يظنوا أن المرأة أقل عقلا وحكمة، كلا بل إنها أيضا تتمتع بعقل وحكمة في أمور الدين، فلا تفضلوا على النساء أنفسكم في كل شيء، كلا بل إنهن أفضل منكم عقلا وحكمة في بعض الأمور. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة التي قدمت له قضية النساء بكل تفاصيلها: لقد أسهبتِ في بيان هذه الأمور وقلت بأننا معشرَ النساء نقوم بكذا وكذا من الأعمال، فاعلمي أن ربة البيت الصالحة والقائمة بهذه الأمور والواجبات أعني التي ترعى بيت زوجها وتربي أولاده في حضوره وغيابه، ستنال أجرا مثل أجر الرجال، ولن يُنقص من أجرها شيء. مثل هذه المرأة ستنال من الأجر وهي في البيت مثل ما يناله الرجل الذي يخرج للجهاد في سبيل الله تعالى. فلما سمعت المرأة كلام الرسول r رجعت إلى النساء فرحانةً وهي تقول بصوت عال: لا إله إلا الله والله أكبر. فإنما فُضّل الرجال بسبب أداء بعض الفرائض والواجبات، وليس بسبب عقولهم ومشاعرهم، وإذا لم يؤدوا تلك الواجبات فإنهم آثمون.

باختصار، قد أقرّ الإسلام حقوقا كثيرة للنساء، وقال إن لهن مثل أجور الرجال شريطة أن يؤدين واجباتهن ويعملن بأحكام الإسلام. فعلى النساء ألا يعتبرن تعاليم الإسلام مدعاة لأي خجل بسبب عقدة الدونية عندهن، ولا يقعن في فخ الدجال فيظنّنّ أن هذه التعاليم ثقلٌ وُضع عليهن بدون مبرر.

الحجاب:

 إن الحجاب من تعاليم الإسلام، وقد كتبت لي سيدة قبل أيام وقالت: في هذه البلاد لا ينظر الرجال إلى النساء محدقين كما يفعل الرجال في بلادنا الآسيوية، لذا فأي حاجة هنا للحجاب الذي يأمر به الإسلام؟

فليكن معلوما لَكُنَّ أنه (أولاً) لا يليق بنا أن نفسر حكما من أحكام الله من عند أنفسنا خادعين أنفسنا بتفسير باطل بحجة أن ذلك حاجة العصر. و(ثانيا) عليكن أن تتذكرن أن الموضع الذين أمر فيه الإسلام المرأة بالحجاب وغض البصر أمر فيه الرجال أولا بذلك. فإذا كان هناك مجتمع إسلامي حقيقي يعمل فيه الرجال بحكم غض البصر فأيضا إن المرأة مأمورة بغض البصر والحجاب في مثل هذا المجتمع. لقد أمر النبي r الرجال بغض البصر أثناء جلوسهم في الأسواق. وقد قال المسيح الموعود u: على المؤمن ألا يطْلق بصره في كل طرف وصوب، بل عليه غض بصره عملاً بقول الله تعالى (يغضّوا من أبصارهم)، ويتقي أسباب سوء النظر.

لذا فلا قيمة للقول أن الرجال لا يحدقون بنا في هذه البلاد فلا حاجة للحجاب واللباس المحتشم هنا.

لقد قال المسيح الموعود u: يُهاجَم الحجاب الإسلامي بشدة في هذه الأيام، ولكن هؤلاء الناس لا يدرون أن الحجاب الإسلامي لا يعني سجنا يسجنون فيه المرأة، بل هو نوع من الستر لكيلا يرى الرجالُ والنساءُ من غير المحارم بعضَهم بعضا دون وازع ورادع. إذا كان هناك حجاب فسيجتنبون العثار.

 ثم قال u: ومنعًا للعواقب الوخيمة لم يسمح شارع الإسلام حتى بتصرفات يمكن أن تكون مدعاة للعثار. (أي اتخذ الحيطة منذ البداية اتقاءَ العواقب الوخيمة)، وقال عن مثل هذه المناسبة: لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ (من غير المحارم) إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ.

وقال u: فإن كنتم تريدون أن لا يخان في شيء فعليكم حمايته، أما أن لا تحموه قائلين لا بأس فإن الناس طيبون كلهم، فاعلموا أن هذا الشيء سيدمَّر حتما.

فالذين تنتابهم مثل هذه الأسئلة عليهم أن يتذكروا أن الإسلام يعلم التدابير الوقائية من أجل سد باب إمكانية كل خطأ وإثم، والذين يعملون بها هم الذين يتمكنون من حفظ عفتهم وكرامتهم.

إن كل حكم من أحكام الإسلام معتدل، وقد رفض المسيح الموعود u التطرف المجحف في أمر الحجاب أيضا فقال: لا يعني الحجاب الإسلامي أن تُترَك المرأة محبوسة كأنها في السجن. إن ما يريده القرآن الكريم هو أن تستر النساء أنفسهن ولا ينظرن إلى غير المحارم من الرجال. أما النسوة اللاتي هن بحاجة إلى الخروج من البيوت لسد احتياجات الحياة فلا بأس في خروجهن من البيوت، ويمكنهن ذلك، ولكن لا بد من حجاب البصر في هذه الحالة أيضا.

 وقال المسيح الموعود u أيضا في موضع آخر: عليكن ستر شعر الرأس والخدين والذقن. كما أمر الله تعالى النساء في القرآن الكريم وقال: { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (الأحزاب 60) { وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} (النور 32)، فعليهن الالتزام بذلك.

وقال u أيضا: من أجل المساواة لم يفرَّق بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بفعل الحسنات، ولم يُمْنَعنَ من أن يعملن ما يعمل الرجال في مجال البر. متى أمر الإسلام أن عليكم قيدهن في الأصفاد؟ إن الإسلام يقطع أصل الشهوات. انظروا إلى أوروبا (ويعني حضرته من أوروبا البلاد التي تسمى متقدمة في زعم الناس) ماذا يحدث فيها. هذه نتيجة أي حكم؟ هل هي نتيجة الحجاب أم عدم الحجاب؟

(تقع هنا أيضا أحداث كثيرة، ونقرأها في الصحف أيضا، فما سببها؟ هل هي نتيجة ارتداء الحجاب أم عدم الحجاب)، لقد جاء الإسلام إلى العالم لتعليم التقوى.

هناك حاجة للعمل بأحكام الله والتحلي بالتقوى:

 فهناك حاجة للتحلي بالتقوى. هناك حاجة بنا، رجالا ونساء، أن نعمل بأحكام الله تعالى.

وفقنا الله تعالى للسير في دروب التقوى دائما، وجعل كل أحمدي، ذكرٍ أو أنثى، يدرك مقامه. ينبغي أن نسعى لإصلاح حياتنا بسلوك الطريق الذي هدانا إليه الله ورسوله، وليس أن نقلد هؤلاء الماديين تقليدا أعمى ونتبع خطواتهم بحجة الحرية والحقوق. إن إخبار العالَمِ بمكانة المرأة وكرامتها وشرفها لهو واجب المرأة الأحمدية والفتاة الأحمدية اليوم، وعلى كل واحدة منكن السعي لذلك بدون أية عقدة من الدونية. وفق الله الجميع لذلك.