ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في 5/11/2021



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تلفورد، في الخامس من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وقال:

لقد ذكر الله صفات المؤمنين الحسنة في القرآن الكريم ومنها أنهم ينفقون من أموالهم الطيبة ابتغاء مرضاة الله تعالى، كذلك تحدث القرآن الكريم عن أهمية الصدقة والتضحيات بالمال، كما ذكر I كيف وأين تُنفق هذه الأموال. وكما هي عادة الجماعات الإلهية فإنها تزكي أموالها ابتعاء مرضاة الله وتنفقها في سبيل الله. وفي جماعتنا أيضا هناك سلسلة من التضحيات بالمال، وأبناء الجماعة يعرفون أنها أنشئت بأمر من الله وأنه يتم إنفاق هذه الأموال في سبيل الله.

لقد جاء المسيح الموعود u لمواصلة مهمة إرساء توحيد الله في العالم ورفع لواء رسول الله عاليا. هذه مهمة كبيرة، ونشر هذه الرسالة في العالم ليست بالمهمة السهلة وقد نبَّهَنا إلى هذا الأمر مرارا. وبفضل الله I فإن أبناء الجماعة يدركون أهمية الإنفاق في سبيل الله كما أمر U، والأحمديون في جميع أنحاء العالم يضربون أروع الأمثلة للتضحيات بأموالهم مما يجعل الإنسان يوقن بأن المسيح الموعود u مبعوثٌ من الله تعالى حقا وأن الله قد أناط به مهمة نشر تعاليم الإسلام الجميلة. ولو نظر المعارضون إلى هذه الآية الوحيدة فقط متخلين عن عنادهم وتعصبهم لكفتْهم هذه الآية لإدراك صدق الأحمدية، لكن قلوبهم أشد قسوة من الحجارة ولا سيما قلوب المشايخ المزعومين، فأمرهم بيد الله.

ينفق الأحمديون أموالهم في سبيل الله للمساهمة في إكمال مهمة المسيح الموعود u ورفع راية رسول الله خفاقةً في العالم.

لا شك أن الله تعالى قد وعد المؤمنين أن ما ينفقونه في سبيله سيردُّه لهم أضعافا مضاعفة. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية ليست جماعة الأثرياء بل معظم أفرادها فقراء ولكنهم يتمتعون بحماسٍ كبير للتضحية في سبيل الله ويسعون جاهدين للمساهمة في النشأة الثانية للإسلام في هذا العصر، وتحظى تضحياتهم البسيطة بالقبول عند الله بفضله تعالى وتحمل ثمارا تساوي البلايين من الأموال. ورغم محدودية وسائلها فإن الجماعة تبدأ أعمالها فيبارك الله فيها بركاتٍ تذهل الناس فيظنون أنها تنفق البلايين ولكنهم لا يدركون أن الله يبارك في أموال الفقراء وتكون النتيحة أن أعمالنا البسيطة تبدو عظيمة في عيون الآخرين.

ومع انتشار الأحمدية وازدهارها في العالم، فإن بعض الأحمديين يتحدثون بسوء عن الجماعة أمام أبنائهم ويشوشون عقولهم، لذا فمن مسؤولية المسؤولين في الجماعة أن يزيلوا مخاوف الناس وشكوكهم بأسوتهم الحسنة ويجعلوا الناس يدركون أن ما يقدمونه في سبيل الله يُنفَق في أهداف نبيلة، وعليهم تعليم الناس أهميةَ التضحية بالمال في سبيل الله تعالى وهذه التضحية بالمال هي التي ستكسبهم رضا الله، ويجب أن يعرفوا أنها أموالهم تنفق لنشر الإسلام، وعلى قناتنا وعلى نشر الكتب والقرآن الكريم وعلى الفقراء والمحتاجين ولتأهيل الدعاة وبناء المساجد وغيرها ولا أذكر هذا إلا لطمأنة الأبناء لأن الجماعة عندما تزدهر فإن بعض العقول الشيطانية تثير الفتن وتشوه أفكار الأبناء الذين لم تتم تربيتهم بشكل جيد، ولكن وبفضل الله فإن غالبية الأحمديين يدركون أن الجماعة بحاجة إلى نفقات كثيرة وهناك أمثلة عديدة في الجماعة تبين أن الناس رغم فقرهم ينفقون في مشاريع الجماعة فيبارك الله في أموالهم ولا يضيع تضحياتهم بل يرزقهم من حيث لا يحتسبون وهكذا يفي الله بوعده في مضاعفة أموال من ينفقون في سبيل الله. والأحمديون لا يقرأون هذا في القرآن فحسب بل يرونها تتحقق في أنفسهم وسأذكر بعض هذه الأمثلة من تجارب جديدة يقوِّي الله بها إيمان المؤمنين ولا ينفع ذلك من تنزل عليهم هذه الأفضال الإلهية فقط بل تزيد إيمان القريبين منهم فيتحمسون برؤية هذا فيتسابقون في الإنفاق في سبيل الله تعالى.

تقول رئيسة لجنة إماء الله في إحدى مناطق كندا: حثَّنا سكرتير التحريك الجديد على سداد الوعود ولما قمنا بالحسابات وجدنا أن هناك مبلغا بسيطا ناقصا ففكرتُ أن أسدده من عندي ولكن عندما فحصت حسابي في البنك لم يكن في حسابي شيء بل كنت قد سحبت ثلاثة دولارات زائدة ولما فحصت حسابي في اليوم التالي اندهشت لوجود أكثر من 3000 دولار، وهذا المبلغ كان من المفترض أن يصلني قبل مدة طويلة ولم يكن هناك أي أمل في قدومه الآن، ولكن لما نويت الإنفاق في سبيل الله جاءني هذا المبلغ المعلق منذ مدة طويلة.

ويقول الأخ شاهين من جنوب أفريقيا: دفعت التبرعات في التحريك الجديد وكانت تساوي نصف المبلغ في حسابي في البنك ولم يكن مبلغا كبيرا ففكرت أن هذا الشهر هو الشهر الأخير للتحريك الجديد فدفعت المبلغ كله وفي نفس اليوم جاء أبي للقائي وقال إنه قد أرسل إلى حسابي بعض المال لسد حاجاتي، وكان المبلغ الذي أعطاني والدي أكثر مما تبرعت به في التحريك الجديد بعشرين مرة فدفعت في صندوق التحريك الجديد مرة أخرى وقلت إن دخلي قد ازداد فعلي أن أتبرع عليه. وفي نفس اليوم جاءني اتصال من عملي قالوا لي فيه "نريد تعيينك في وظيفة جديدة إن كنت ترغب في ذلك وهكذا وجدت وظيفة جيدة جدا خارج البلد. وهذه الأحداث ليست وليدة صدفة وإنما نزل علي هذا الفضل بسبب الإنفاق في سبيل الله والتبرع للجماعة.

وفي ختام الخطبة أعلن أمير المؤمنين نصره الله انتهاء السنة الـ 87 للتحريك الجديد في 31 أكتوبر وبدء السنة الـ 88، وقد وصلت التبرعات في هذا الصندوق هذا العام إلى 15.3 مليون جنيه استرليني بزيادة كبيرة عن السنة الماضية. وجاءت ألمانيا في المركز الأول ثم بريطانيا ثم أمريكا، ثم دعا الله أن يبارك في أموال المضحين وفي نفوسهم وأن يتقبل منهم، آمين.