ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تِلفورد في 12/11/2021
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تِلفورد ببريطانيا، في الحادي عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حيث تابع حضرته الحديث عن سيدنا عمر بن الخطاب t وقال:
عن حفصة بنت عمر- رضي الله عنهما- أنها قالت لأبيها: يا أمير المؤمنين، ما عليك لو لبست ألين من ثوبك هذا، وأكلت أطيب من طعامك هذا، قد فتح الله عليك الأرض، وأوسع الرزق؟ قال لها: أحاجك إلى نفسك، أما تعلمين ما كان يلقى رسول الله r من شدة العيش؟ وجعل يذكرها أشياء مما كان يلقى النبي r حتى أبكاها، ثم قال: قد قلت لك كان لي صاحبان سلكا طريقا، وإني والله لأشركتهما في مثل عيشهما الشديد، لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي. وفي رواية قال لها: يا حفصة نصحتِ قومك وغششتِ أباك، إنما حق أهلي في نفسي ومالي فأما في ديني وأمانتي فلا.
وعن عكرمة بن خالد، أن حفصة، وابن مطيع، وعبد الله بن عمر كلموا عمر بن الخطاب، فقالوا: لو أكلت طعاما طيبا كان أقوى لك على الحق؟ قال: أكلُّكم على هذا الرأي؟ قالوا: نعم، قال: قد علمت أنه ليس منكم إلا ناصح، ولكني تركت صاحبيّ على الجادة، فإن تركت جادتهما لم أدركهما في المنزل.
يقول سيدنا المصلح الموعود: "كان زمن النبي محفوفًا بالمخاطر، وكان النبي يحث المسلمين على تناول إدام واحد حتى كان بعض الصحابة يغالون في ذلك، فمرة قُدم لسيدنا لعمر الخل والملح فقال لم قدمتم لي إدامين؟ فقالوا هذا إدام واحد فقال عمر: لا إدامان. أنا لا أطالبكم بما طالب به عمر ولا أقول لكم الملح والخل إدامان ولكن أقول لكم ما عليكم فعله خلال الثلاث سنوات القادمة لأنه إذا تغيرت الظروف فمن الممكن أن أغير توجيهاتي، على كل أحمدي أن يعاهد على أكل إدام واحد". وهذا ما قاله حضرته عندما حث الأحمديين على التبرع في صندوق التحريك الجديد.
ويقول سيدنا المصلح الموعود رضي الله عنه أيضا:
"ورد في التاريخ أن عمر t لما ذهب إلى بيت المقدس في خلافته وجد بعض الصحابة يلبسون ثيابا من حرير، أي ثيابا فيها بعض الحرير لأن الثياب التي كلها حرير لا يجوز لبسها للرجال إلا في مرض. فسخط عمر t على هؤلاء سخطًا شديدا وقال: أصبحتم تركنون إلى الراحة وتلبسون الحرير؟ فرفع أحدهم قميصه وكان قد لبس تحته قميصا سميكا من الصوف، وقال لعمر: لم نلبس الثياب الحريرية لأننا نحبّها، بل لأن أهل هذا البلد معتادون على رؤية أمرائهم في مظهر الأبّهة والعظمة، فغيّرنا ملابسنا تمشيًا مع سياسة أهل البلاد وإلا نحن لم نركن إلى البذخ والترف".
قال عروة بن الزبير t: "رأيت عمر بن الخطاب t على عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين! لا ينبغي لك هذا!! فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها".
عن عبد الرحمن بن حاطب قال: أقبلنا مع عمر بن الخطّاب قافلين من مكّة حتّى إذا كنّا بشعاب ضَجْنان وقف النّاس فقال: لقد رأيتُني في هذا المكان وأنا في إبلٍ للخطّاب، وكان فَظًّا غَلِيظًا، أَحْتطبُ عليها مرّة وأَختبطُ عليها أُخرى، ثمّ أصبحتُ اليوم يَضْرِبُ النّاسُ بجَنباتي ليس فوقي أحَدٌ قال ثمّ تَمَثَّلَ بهذا البيت:
لا شَيْءَ فيما تَرى إلا بَشاشَتَهُ يَبْقى الإلهُ ويودي المالُ والوَلدُ
يقول المصلح الموعود t: "ورد في التاريخ أن عمر t خرج للحج مرة، وتوقف في مكان في الطريق. كانت الشمس شديدة الحرّ وكان العرق يسيل منه، ولكنه ظل واقفًا هناك وقتًا طويلاً، ولم يجرؤ أحد من رفقائه على أن يسأله عن سبب وقوفه هناك في الشمس المحرقة. وبعد انقضاء وقت طويل تقدم الناس إلى صحابي كان صديقًا حميمًا لعمر وقالوا له اسأل عمر عن سبب وقوفه هنا. فقال لعمر: سيدي لماذا أنت واقف هنا والشمس محرقة والناس يعانون! فقال إنني واقف لأنني كنت ذات مرة أرعى الإبل هنا في صغري، فنمت بعض الوقت تحت شجرة هنا لشدة التعب، فجاء أبي فوجدني نائمًا فأخذ يضربني ويقول هل بعثتك مع الإبل لتتركها وشأنها وتنام. فاليوم لما مررت بهذا المكان قلت في نفسي كم هي رفيعة هذه المكانة التي منحني الله تعالى إياها ببركة تصديقي لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث إن مئات الآلاف من الناس جاهزون لإراقة دمائهم من أجلي، مع أنني لست إلا ذلك الراعي الذي كان يرعى الجمال في هذه البرية وحيدًا، والذي كان أبوه يضربه لأنه كان ينام في بعض الأحيان لشدة التعب".
لقد سردت لكم هذه القصة لأريكم كيف تحول حال راعي الغنم ببركة الإيمان برسول الله ولا يزال الأوربيون حتى اليوم ينظرون باستغراب إلى القوانين التي سنها سيدنا عمر t.
وفي نهاية الخطبة ذكر سيدنا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز بعض المرحومين وبيّن بعضا من صفاتهم الحميدة وقال بأنه سيصلّي عليهم صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة.